رسالة جمعية العرفان الإرترية في السويد إلى ملتقى الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي
إلى قيادات التنظيمات والأحزاب السياسية الإرترية
وممثلي منظمات المجتمع المدني والقيادات الدينية
إلى المستقلين من أصحاب الرأي والضمير
إلى ضيوف ملتقى الحوار الوطني الكرام
تحية نضالية ووطنية صادقة نوجهها إليكم في هذا التجمع التاريخي الهام، آملين أن نجد الآذان الصاغية، والقلوب المتعاطفة، والصدور الواسعة لتلقي رسالتنا هذه بإيجابية،لتقى الحوار الوطني من أجل التغيير الديقراطييين من سياساتها الاستيطانية الثابتة التي تعتبر جزءًا أصيلاً من السياسة الرسمية الإسر والتعاطي مع محتوياتها بجدية عالية ومسؤولية، باعتبار أنها تتعلق بهموم ومشكلات شريحة هامة من شرائح مجتمعنا الإرتري التي أعطت كل ما تملك، دون أن تنتظر منة من أحد، وحرمت من أبسط حقوقها الإنسانية والمجتمعية وهي العيش في الوطن الذي ضحت هذه الشريحة المناضلة والمكافحة من أجله بكل ما تملك من غال ونفيس، أهمها الروح والدم والعرق، ألا وهي شريحة الرعيل الأول وقدامى المحاربين.
تعريف بجمعيتنا: نحن في جمعية العرفان الإرترية في السويد نسعى إلى بذل الجهود لإحياء التاريخ البطولي للحركة الوطنية الإرترية ورموزها البارزين، وذلك من خلال المتابعة، والبحث، والتوثيق للأشخاص والجماعات الذين لعبوا دورًا محوريًّا في هذا التاريخ، وإبراز هذه الأدوار التاريخية حتى لا تضيع وتندثر. إننا ومن خلال إسهامنا في إحياء وبعث هذا التاريخ وبالقدرات المحدودة التي لدينا، إنما نسعى إلى توثيق نضالات ومجاهدات جيل كان له الفضل في إذكاء الروح الوطنية التي نعتبرها الهوية الجامعة التي بدونها ينفرط عقد التماسك الوطني، باعتبار أن هذا التماسك الوطني يمثل ضرورة من ضرورات استمرار الكيان الإرتري، وعاملاً موحدًا وجامعًا لنا كشعب قدمت أجياله المختلفة تضحيات جسيمة نتج عنها ظهور إرتريا إلى الوجود ككيان مستقل يوحد أبناءه هذا التاريخ الوطني الحديث الذي نعتبره جميعًا تاريخنا المشترك.
استنادًا إلى ما تقدم ترى جمعية العرفان أن ترجمة هذا الفهم الذي لدينا في الواقع العملي يحتاج إلى رؤية واضحة ومحددة تسهل على أعضاء الجمعية وعلى غيرهم من الوطنيين الحادبين على خدمة الرعيل الأول وقدامى المحاربين في الحركة الوطنية الإرترية والمساهمة في دعمهم ماديًّا ومعنويًّا، ومساعدتهم في هموم الحياة اليومية، ومكابدات العيش، ومقاومة التنكر والتهميش لدورهم وبطولاتهم من خلال الاعتراف بتلك البطولات، وتقديم شتى أشكال العرفان والتكريم لهم، والسعي لتوفير الدعم المادي والمعنوي لهذه الفئة الهامة التي لا يتجاوز عدد أعضائها المئات القليلة والمشتتة في أقاصي بقاع المعمورة.
إن الوصول إلى أفراد هذه الفئة وفي أماكن تواجدهم المختلفة عمل يتطلب بذل جهود كبيرة تتجاوز أحيانًا إمكانياتنا وقدراتنا المحدودة. وإقرارًا منّا بمحدودية الإمكانيات التي لدينا، نسعى إلى توسيع رقعة تعاوننا مع كل الجهات التي نعتقد أنها تساهم في تسهيل مهمتنا لمساعدة فئة الرعيل الأول والمحاربين القدماء، والبعد عن سياسات التهميش والإقصاء، أو المفاضلة بين أفراد هذا الجيل، والتجمعات التي تمثلهم، والبعد قدر المستطاع من تحويل قضيتهم إلى ساحة من ساحات الصراع لتقوية وتعزيز الأجندات الأخرى التي لا تخدم هذه الفئة المظلومة التي يكاد تاريخها أن يندثر.
وللقيام بمهمتنا على أكمل وجه كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني الإرتري، وبالدور المنوط بنا بصورة أفضل، نرى أن تحديد النقاط الواردة أدناه، يمكن أن تسهل علينا المهمة التي نحن بصدد التصدي لها، وهذه النقاط هي:
– هناك أهمية قصوى لتقديم الدعم المادي والمعنوي الملموس والمحسوس لهذه الشريحة الهامة من أبناء الشعب الإرتري، و أن كل أشكال الدعم المادي والمعنوي تتساوى تمامًا من حيث الأهمية.
– نرى أهمية عدم تسييس العمل المدني والإنساني القائم على دعم الرعيل الأول والمحاربين القدماء، وذلك بهدف تحسين وضع هذه الفئة التي أصبحت تعاني في السنوات الأخيرة، وخاصة منذ استقلال البلاد، من التهميش والإهمال، ضمن سياسة الفئة الحاكمة في إرتريا حاليًّا التي تتنكر لهذا التاريخ المجيد الذي كان دون أدنى شك سببًا من أسباب تحقيق الاستقلال الوطني الإرتري.
– أهمية العمل المشترك والتنسيق مع كل الحادبين الذين يعملون دون كلل لدعم فئة الرعيل الأول وقدامى المحاربين، وعلى رأسهم إخوتنا في أستراليا، باعتبار أنهم الجهة الوحيدة القائمة حاليًّا بعمل يشبه في طبيعته وفي الشريحة التي يهدف إلى خدمتها بالعمل الذي نقوم به نحن. كما ندعو إلى تجنب إعطاء انطباع بأننا بصدد حل كل المشكلات التي تعاني منها فئة الرعيل الأول والمحاربين القدماء، وأن نتجنب كذلك التضارب في نشاطاتنا، أو التنافس غير الشريف في مثل هذا العمل الخيري والنبيل.
– العمل من أجل توسيع رقعة الجهات التي تقدم خدماتها لفئة الرعيل الأول والمحاربين القدماء في أنحاء مختلفة في العالم، وخاصة في أوروبا، لإنشاء منظمات مجتمع مدني تهتم بهذا الجانب. كما نحث الإخوة في أمريكا الشمالية، أي في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، للقيام بدعم الرعيل الأول وقدامى المحاربين في الحركة الوطنية الإرترية.
– المساهمة في كل الجهود الرامية إلى توحيد الجهة التي تمثل الرعيل الأول والمحاربين القدماء في الثورة الإرترية، ومساعدة كل من يسعى إلى القيام بهذا المهمة الجليلة، وعدم الانجراف في الخلافات التي قد تظهر بينهم. وإذا تعذرت عملية جمع الرعيل الأول والمحاربين القدماء تحت مظلة واحدة لأي سبب من الأسباب، ستتحمل جمعية العرفان مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية قدر المستطاع تجاه الأفراد والتجمعات التي تمثل هذه الفئة التي تعتبر أهم ما لدينا من كنوز، ولما يمثله هؤلاء المناضلين من الرعيل الأول وقدامى المحاربين من عوامل وحدتنا، والاعتزاز بتاريخنا وهويتنا الوطنية.
وأخيرًا لا يسعنا إلاّ أن ندعو كافة الحادبين على المصلحة الوطنية لتوحيد الجهود المشتتة لدعم الرعيل الأول وقدامى المحاربين في قنوات محددة وفاعلة من شأنها أن تساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والطارئة منهم بالسرعة التي تليق بما قدم هؤلاء الأبطال من تضحيات، ومن أجل كل ذلك وغيره، هناك حاجة ماسة لتكاتف جهودنا والعمل معًا لرد بعض الجميل لهؤلاء عرفانًا منّا بدورهم التاريخي المجيد.
ع/ جمعية العرفان الإرترية بالسويد
صالح سيد محمد حيوتي
رئيس مجلس الجمعية
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5685
أحدث النعليقات