نقاش لفكرة ملتقى الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين على أمور الدنيا والدين
وقف الخلق ينظرون جميعًا
كيف أبنى قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر
كفانا الكلام عند التحدي
هكذا قال شاعر النيل حافظ إبراهيم رحمه الله، والحكمة تقول إن الوفاء على الكريم فريضة، ونحن يجب أن نكون أوفياء أمام التاريخ وأمام شعبنا وإلاّ سوف يحاسبنا التاريخ. كما وأن الوفاء على الكريم فريضة بل فرض عين وليس فرض كفاية. السؤال الذي يطرح نفسه كيف تبني يد واحدة قواعد المجد واليد الأخرى معطلة فأن كنا نريد أن نبنى وطنًا سليمًا وخاليًا من الأدران فلابد من محاسبة النفس وعدم تكرار الأخطاء، فأن الوطن يئن اليوم ويطلق صرخة الاستغاثة لأبنائه .
إن صناعة الكراهية التى يبثها النظام بين أبناء الوطن الواحد هى بضاعة مزجاة كاسدة لم يحصد منها المواطن إلا الشوك الذي غرسه النظام فى خاصرة الوطن، وأثبتت التجربة فشلها. وكذلك مصادرة الأراضي أيضا فأين الحل ؟ الحل فى رأيى رفض سياسات النظام والاستماع إلى صوت العقل وعدم تكرار التجارب التى أثبتت فشلها فهل تسمعنى يا أخي فهذه يدي أمدها لك فخذ مكتوبي باليمين واقرأ حروف الوفاق . أتيت إليك بصفاء القلب بعد أن دنسه غراب النفاق. إن آهات السجناء تطاردنا، وتستنجد بصدق الرفاق. وإن السجين القادم يمكن أن نكون أنا أو أنت فلماذا السير فى دروب الشقاق ويكفينا مثلا بما حصل وما يحصل فى فلسطين والصومال والعراق . فأنا من غيرك سفينة من غير ربان وأنا من غيرك جرحًا غائرًا من غير ترياق. فإن مددت لك يدي فلا تظنن أنى ضعيف، ولكن في حضرة الوطن يهون تخفيض الأعناق، فإن رفضت يدي الممدودة فأتني بتابوت يليق بجسم الوطن، واترك الدموع تغور فى الأحداق، فإن هذه الصرخة ليست الأولى ولا الأخيرة، حتى أجد طريقا يجمعني بك بدل التشتات والانزلاق .
أما عن الملتقى فلدي بعض التساؤلات والتوجيهات
أولاً:
هل تم التأكد من شرعية تمثيل الحاضرين ومناقشة مدى تطبيق المواصفات التى وضعتها اللجنة التحضيرية؟
ثانيًا:
هل هو ملتقى حوار ام مؤتمر قرار؟
أ_ اذا كان الأول أي ملتقى حوار لا تصويت لا أغلبية ولا أقلية، لا منتصر ولا مهزوم، بل إقناع واقتناع، تفاهم واتفاق وإجماع.
ب_ إذا كان الآخر أي مؤتمر قرار فما هي القرارات المطلوب اتخاذها؟
هل هي الثوابت الوطنية؟
أم هي موجهات عمل وخارطة طريق؟
أم هيكلة جديدة وآلية تغيير؟
أم السعي إلى اكتساب شرعية خارج إطار التحالف؟
ثالثًا:
هذا الملتقى هو محطة على الطريق ويجب أن تتبعه خطوات وحوارات مع القوى التى لم تشارك لسبب أو لآخر .
رابعًا:
لابد من مناقشة موضوع القوميات بوضوح وموضوعية .
خامسًا:
تثبيت مبدأ الحوار وسيلة لحل كل القضايا العالقة ورفض نهج الإقصاء والتهميش .
سادسًا:
ضرورة تمثيل المكونات الاجتماعية للشعب الإرتري في التشكيلات القيادية القادمة.
في الختام:
أود أن أضم صوتي إلى صوت الأخوين الأستاذ عمر جابر عمر والأستاذ جابر سعيد أرض الهرم، بما كتبوه من أهمية المشاركة في ملتقى الحوار. وأقول للأخ جابر سعيد أرض الهرم، أرجو الاستمرار في الكتابة وأرجو أن لا تكون إطلالة عابرة كما قلت أنت، لأني أرى أن كتاباتك هادفة وشيقة وممتعة فلا تحرمنا منها وإلى لقاء في موضوع آخر، لأن ما يؤلمنا هو كثير وشائك ويريد منا مزيدًا من التفاكر والعمل .
ملحوظة
أود الإشارة هنا إلى إسقاط متعمد حدث لرجل يمثل الرعيل تمثيلاً شرعيًّا وإعاقته من الحضور الى الملتقى. أدين بشدة هذا التصرف الذى لا يليق بمستوى ما نحن بصدده لذلك أطالب بإدانة هذا السلوك وتصحيحه.
إن لم أجد أذنًا صاغية لما تقدمت به فأنى اعتبر هذا اللقاء مقدمًا لقاءً بما أسميه “دبدب ودبديب” و “قم قم وقمقيم” وسوف أشرح بإسهاب معاني تلك الكلمات إذا تطلب الأمر مني، وأيضًا إذا أجبرت على التعليق على ملتقى الحوار بعد انصرافه.
والله المستعان
صالح سيد محمد حيوتي
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5691
أحدث النعليقات