رسالة قصيرة الى السيد هاشم سمرة “لم تجف الدموع بعد”
بقلم عمر ليلش – لاهاى
فى بلد تحكمه عصابة بمنطق سقيم، وقلوب مريضة ومفاهيم عقيمة ويد حديدية لاتعرف الرحمة او الرأفة ولا تستطيع التمييز بين الصغير القاصر او العجوزالكاهل ، قدّم لنا السيد هاشم سمرة ، دعوة عبر مواقع “الأنترنت” الوطنية الى حضور حفل الرقص على طبول من إ ستباح حرماتنا وهتك اعراضنا ويتم اطفالنا وشرد اهلنا ودمر مستبقل شبابنا وانتزع الفرحة من شيخونا والبسمة من شفاه اطفالنا.
ففى الوقت الذى لم تجف فيه دموع الثكالى والأرامل واليتامة بعد، وخاصة اهالى ضحايا مجزرة “عدى ابيتو” ، طلب منا السيد “سمرة” علنا التصفيق لفرقة الطغمة الحاكمة ، لنشجعها، للمضى قدما فى تطبيق سياسة القهر والفقر واالتجويع والدمار وسلب الحقوق …. وفى الوقت الذى ا نسعى فيه ، جاهدين لفضح الأقلام المأجورة والمجردة من ابسط المشاعر الأنسانية او تلك المغلوبة على امرها ، تبنَّى السيد” سمرة” سياسة نظام الفرد القهرية التى تتمثل فى محاولاته اليائسة لكم الأفواه ، وفرض فكرة السقيم و كبت حرية التعبير والرأى قائل ا:{ لاتملؤوا المكان ضجيجا.}
وفى الوقت الذى نحاول فيه مواجهة استفزازات نظام اسمرا القمعى ، لمشاعر شعبنا … بتنظيمه لحفلات الرقص على الطبول وشرب الخمور، يطالبنا السيد” سمرة” ، بتجميد مشاعر الحزن والأسى التى تسودنا، لتحل محلها احاسيس النشوة على انغام موسيقى والحان جلادينا.
السيد سمرة:
اننى اوافقك القول تماما ً { ان الفن رسالة موجهة يعكس عبرها الفرد او الجماعة صورة لواقع يمتزج بماض وحاضر وتطلعات المستقبل، مع حاجة الانسان الى ابراز مكنوناته وايصال ما يختلج صدره الى اكبر عدد ممكن من البشرية،…} ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا…. هل ستعكس تلك الفرقة الفنية حقاً الواقع الآرترى المأسوى الراهن فى تلك السهرات الفنية؟ اى بمعنى آخر، هل ستغنى لنا معبرّةً عن انين المعذبين والضحايا؟
هل ستلقى علينا افراد تلك الفرق الفنية، كلمات تمنوا ان يوقظو بها ضمير … او يغيظوا بها ظالم… او يدفعوا بها باطل؟
هل ستعبر اغانيهم عن انين المعذبين المنبعثة من سراديب السجون ومن وراء اسوارها… ومن دهاليز المعسكرات وساحتها ؟
هل ستعبراغانيهم عن حالة الفقر والقهر و الحرمان التى يعانى منها المواطن الأرترى ؟
هل ستعبر لنا تلك الفرق الكرتونية عن الحزن والبؤس الذى يعم البلاد؟
هل ستعبر اغانيهم ، ان كل شئ فى بلادنا ممنوع حتى البكاء على الشهيد؟
واذا افترضنا ان الأجابة نعم … فهل ستكون لنا حينها … قوة او طاقة تساعدنا على الوقوف على ارجلنا ، ناهيك عن القدرة على الرقص!!!
السيد سمرة:
ان الواقع المأسوى الراهن فى ارتريا ، لم ولن تعكسه لنا انغام موسيقى الجلاديين … بل تعكسه لنا ….
دموع كل ام تسبح الآن فى دموعها عند فرحة كل عيد وهى تستعيد فيض الأطلال والذكريات لأبنها الراحل او المرتحل…. واقعنا تعكسه لنا كل زوجة فقدت زوجها وترملت بسبب التتار الجدد فى ارتريا.
السيد سمرة:
فاننا لم ننعم بعد, بحياة يسودها الأمن والرقى والرخاء والسعادة ، حتى نلبى لك دعوة الرقص على انغام طبول ارزل ارزال شعبنا. ان احاسيسنا ومشاعرنا لم تكن تحت تأثير التخدير… فلا زلنا نذكر ان ما حصل بالأمس القريب من مذبحة فى سجن “عدى ابيتو”…. ليس الأفظع من نوعه، بل انه حلقة فى مسلسل الذبح الذى بدأ فى الثمانينات من القرن الماضى ومستمر حتى يومنا هذا. وما ان يجف دم ضحية حتى يبدأ ذبح الضحية الأخرى ، ولا تكاد تنتهى مجزرة ، حتى تبدأ المجزرة التى تليها دون فاصل قصير او طويل.
واننا على دراية كاملة ان الذبح يتم بإشراف متمرسين فى فنون الذبح و فى “سلخانات” مختلفة وبخناجر متنوعة وان ما يسمى بالفرقة الفنية للطغمة الحاكمة هى احد انواع تلك الخناجر التى يذبح عبرها الأبرياء، ولذا قد آن الآوان لأغلاق هذه “السلخانات” المنتشرة … آن لنا ان نقول كلمتنا .. آن لنا ان تنتهى حالة الذل والمهانة يا السيد “سمرة.
السيد هاشم:
اننا شعب عرف بالصمود فى المحن وصلابة فى التحديات وعطائه المثمر بكل ما يملك وليس بجزء مما عنده. يدرك تماما ان ما ستقوم به تلك الفرق الموسيقية للطغمة الحاكمة من جولات هنا وهناك ، لايمت بأى صلة بعكس تراثنا وفنونا ولغاتنا، بقدر ما تهدف تلك الجولات الى جمع الأموال التى ستستخدم لاحقاً فى تعزيز جهاز الأمن القمعى و شراء مستلزمات ادوات القمع والترهيب والتعذيب التى ستمارس على شعبنا المناضل.
السيد هاشم:
نعم بلادنا يحكمها الآن ارذل القوم ، ولكن هذا لايعنى ان نقر الأعتراف بالعجز، امام قوى الشر والطغيان هذه، بل على النقيض من ذلك سنريهم من خلال مقاطعتنا وافشالنا لمهرجاناتهم التهريجية والاستفزازية تلك ، انه لنا القدرة على مواجهة الخصم ونكابة الأعداء ودحر الطغاة، حتى يتحقق لنا ما ناضلنا من اجله كأرتريين ثلاثين عاما وتكبدنا مشاق النضال وهوان اللجؤ وقدمنا تضحيات جسام من اجله.
واخيراً السيد” هاشم سمرة” نرفض لكم تلبية دعوتكم لنا بالحضور، بل سيرمى الشعب الأرترى البطل بدعوتكم هذة الى سلة المهملات وسيعتبر قلمكم من الأقلام المأجورة،
و سيكتب اسمكم من ضمن لائحة “شخصيات” فاسدة حتى يثبت العكس.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5939
أحدث النعليقات