من المسئول؟
بقلم : ابوحيوت
الحمد لله والشكر على أن زمن رواد النضال الوطني غير زماننا التعيس هذا ولا رجال تلك الأيام هم رجال أيامنا هذه, ولا مفاهيم تلك الأيام هي مفاهيم زمن العولمة والقطب الواحد التي سار فيها النضال من اجل الحقوق الوطنية إرهابا………. بل كان ا لنضال شرف وكان الرجال من طراز هوشي منه, شي جيفارا, عبد الناصر, لومومبا ونكروما هم المثل الأعلى.
ما دفعني للتحسر على الأيام الخوالي هي الحملة المحمومة التي قامت بعد معركة اوجارو التي وقعت بين مجموعة من المجاهدين وجيش النظام الديكتاتوري وكأن الناس كانوا يتوقعون من الفريقين أن يحتضنوا البعض ويتبادلوا القبلات والبسمات ويفترقوا على آمل اللقاء, ما هذا الحلم و ما هذه السذاجة!!!.
تلت المعركة حملة مسعورة من المندسين وسط المعارضة ومن أنصاف المعارضة ومن أهل الكهف الذين كانوا في حالة نوم شتوي طويل, تهدف إلى إشعال الفتنة و انقسام الشعب الارترى, إلى مسلم ومسيحي حتى يتسنى للديكتاتور الاستمرار في السلطة. ولهذا وقبل البداية فى كتابة هذه المقال أعدت سماع أغنية الفنان الوطنى اتو ابرهام سقيد بصوت الفنان كفليسوس منجوس التي تقول “اسلاماى كستاناى ودى قولا دقى نمكرى طلائى ايتهبو واجا” مرات ومرات ولسان حالي يردد نمكرى وهيوتات اسياس ايتهبو واجا. إن الأقلام و مواقع شبكة الانترنت (والتي تقول أنها تعارض النظام) التي تقوم بالحملة حاولت التستر وراء رفض محاربة الارترى لأخيه وهى كلمة حق يراد بها باطل, وهدفها المخفي دعم اسياس وتمرير سياساته. وهل من حقي أن أتسائل ماذا كان سيكون موقفهم لو كان الذين قتلوا هم من المجاهدين؟ الرد هو الصمت في أحسن الأحوال أن لم يصفقوا للمجرمين لأن هذا ما تعودوا عليه منذ مذبحة محابار مرورا بكل الاغتيالات في القرى والمدن وفى عد ابيتو وويعا. سؤالي الثاني لهم هو, ما هي رو شتتهم أو لنقل خطتهم لتخليص الشعب من الكابوس, هذا إذا أحسنت النية في ما يدعون؟ هل هي بواسطة إعطائه الخد الآخر أم على طريقة غاندي أفيدونا ؟
القائمين بالحملة لم يقرؤوا التاريخ ولا علاقة لهم به لأن الكفاح المسلح ليس رحلة للنزهة أو للترويح عن النفس بل بذل وجهد وعطاء وتضحيات من اجل أهداف سامية ونبيلة كالحرية والعدالة.
هذه الأهداف النبيلة دفعت بالشهيد البطل حامد إدريس عواتى ورفاقه إلى ركوب الصعب بالرغم من معرفتهم الأكيدة لكل ما سيدفعونه ويدفعه الشعب الارترى من مهر غالى من حياته ودمه وعرقه وماله ومن أنها ستكون حرب ضد إخوانهم في صف العدو وليس مع مخلوقات من الفضاء الخارجي.
وكانوا يعرفون أيضا أن من مسؤولياتهم تحويل تلك البندقية إلى جانب الشعب وهذا ما تم عندما نجحت سياسات الجبهة في إقناع أعداد كثيرة من البوليس والبانده والمليشيات للانضمام للثورة ومحاربة العدو ببندقيته. انطلاقا من هذا كان من المفروض أن توجه مواقع الانترنت تلك, النداء إلى أفراد الجيش الارترى للانحياز للشعب و الالتحاق بالمعارضة وتوجيه بنادقهم إلى النظام لتعجيل سقوطه المحتوم و تخليص الشعب, بدلا من إشعال الفتن.
لهذا ومنذ ادال في الفاتح من سبتمبر والى اندحار جيش العدو واستقلال اريتريا في مايو, تحمل الشعب الارترى كل الصعاب القتل والحرق و اللجوء والتشرد ولم يتخاذل أو يتراجع عن إيمانه وقناعته في حقه المشروع في الحرية والاستقلال, ولم يعطى آذان صاغية لكل العملاء الذين حاولوا النيل من معنوياته خدمة للعدو, بل واصل المسيرة حتى تحرير التراب من المستعمر.
الكل يعلم بأن الإنسان لا يختار اسمه وان الوالدان هم من يختار له الاسم, ولكن الصحف والمجلات ومواقع شبكة الانترنت تختار الأسماء التي تتوافق مع مبادئها وأهدافها وانطلاقا من هذا يتوقع القارئ أن تكون صاحبة الاسم اسما على مسمى. وإذا أخذنا مسكرم نجد أن مواقفها لا تتفق مع يحمله مسكرم من مكانة في قلوب الارترين وهو مرتبط مع عواتى وأدال ومع الآمل في مستقبل مشرق, حيث كان المتوقع أن تكون منبر يدافع عن الشعب, بدلا من بوق في خدمة النظام. وكذلك موقع دقى ابات الذي تحول إلى سيف مسلول ضد كل عمل وطني عكس الاسم التي يحمله وكأنه ينافس دمطى حفاش التي تحولت إلى صوت اسياس His masters voice بدلا من خدمة الشعب. حدث هذا بعد فشلهم في تحقيق ما كانوا يرمون إليه عندما شدو الرحال إلى أديس أبابا وكاسل تحت ستار معارضة النظام ولكن بعد خروجهم من المولد بلا حمص أصبح همهم الأول والأخير محاربة كل من يعارض نظام اسياس. ولهذا اقترح على هذه المواقع عمل سماية (طمقت) لاختيار أسماء تناسبها بعد سقوط الأقنعة, وهذه بعض الأسماء هدية منى: وهيو, نفلالى, ولع النار حتى يتمكنوا من الانضمام لنادى مجموعة ” ولا تنفر طيل يا” وأرجو من موقع عواتى دوت كوم السماح لأخذ مصطلحهم.
فى الختام يجب التأكيد على أن المسئول الأول والأخير عن الذي يجرى في إرتريا هو نظام اسياس الذي صادرا الحريات واستباح الأعراض واغتصب الأرض وقتل الشباب وجعلهم غذاء للحيتان في البحار والمحيطات, وليس المناضلون بشتى الطرق والوسائل لتخليص الشعب. وليعلم الكل إن الشعب الارترى سيتمكن من إفشال كل مخططات النظام بوحدته وسيفوت الفرصة على كل العملاء, تماما كما فعل كبيرى وسلطان وراس تسما وولدأب.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5975
أحدث النعليقات