إرتريا تتصدر قائمة الدول الفاشلة تقرير أمريكي
بقلم : عادل علي
أكدت تقارير دولية أن خطراً ما يسمى بالدول الفاشلة على الولايات المتحدة يتجاوز في شراسته الدول الغازية مثل ألمانيا واليابان والاتحاد السوفيتي سابقاً ، واستدلت هذه التقارير باعترافات صريحة لكل من سكرتير عام الأمم المتحدة والرئيس الفرنسي جاك شيراك فيما يتعلق باهتزاز التوازن العالمي .
ووصفت التقارير 12 عشرة معياراً للدول الفاشلة أبرزها معدلات التنمية غير المتساوية ومن ثم تحول ولاء المواطنين إلا زعامات حرب أو عرقيات وطنية ، ومخالفات حقوق الإنسان ، والصراعات المدنية وتصاعد الشقاق الحزبي وفي ضوء تلك المعايير حدد التقرير 20 دولة فاشلة منها كوريا الشمالية ، وبنجلاديش ، وأفغانستان ، والعراق ، والصومال ، والسودان، وإرتريا ، وتشاد ، وسيراليون .
حققت الدول الفاشلة مارثون طويلاً بدأ من خارج السياسة العالمية حتى وصل إلى قلبها . فخلال الحرب الباردة كان ينظر لفشل للدول من منظور صراع القوى العظمى ونادراً ما كان ينظر له كخطر بحد ذاته ، وفي التسعينيات استقطبت الدول الفاشلة اهتمام ناشطي حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية يشكل إجمالي رغم أنها بدأت تستأثر باهتمام الدول العالمية العظمى الوحيدة وهذا قادا إلى تدخلها في الصومال وهيتي والبسنة وكسوفو . وكانت هذه الدول وما تمثله من خطر إلهاء عن مواضيع أهم من السياسة الجغرافية .
والآن على ما يبدو أصبح الأمر يهم كل شخص . فالخطر الذي تصدره الدول الفاشلة سواء كان في الإرهابيين أو المخضرات أو ترسانة الأسلحة هي مواضيع نقاشات واهتمامات لا تنتهي في مازال الشك يحيط بتعريف ذلك الاهتمام الجديد ومدى المشكلة . فكيف تعرف الدول “الفاشلة “؟ عندما ترى إحداها وبالطبع فإن الحكومة التي فقدت السيطرة على حدودها واحتكار استخدامها للقوة ينطبق عليها ذلك المسمى ، لكن قد توجد هناك أسباب أخرى ، فعلى سبيل المثال تفتقد بعض الأنظمة المقدرة على تقديم الخدمات العامة . وفي بعض البلدان قد يعتمد الشعب على السوق السوداء أو لا يدفعون الضرائب أو يشتركون في عصيان مدني بدرجة كبيرة ، وعدم التدخل الخارجي قد كون إعراضا وحافظاً لانهيار الدولة . وقد تكون الدولة الفاشلة عرضة لقيود غير إدارية لاستقلالها كالخطر السياسي أو الاقتصادي أو لتواجد قوة عسكرية أجنبية على أراضيها ، أو لقيود عسكرية أخرى . أما عدد الدول التي تواجه أخطار فشل دول حاد على حسب التقرير فقد حدد البنك العالمي 30 دولة من دول ذات الدخل المتدني ومن بينها إرتريا ، بينما حدد قسم التنمية الدولية البريطانية 46 دولة من بينها إرتريا بأنها دول هشة ، أم التقرير الذي أشرفت عليه “سي أي إيه” فقد حدد الدول الفاشلة 20 دولة ، تصدرتها كورية الشمالية والعراق والصومال وأفغانستان وإرتريا ، والسودان وزيمبابوي ولا تشمل هذه القائمة أثيوبية .
دول في وضع حرج |
|||
1 |
كوريا الشمالية |
12 |
جامبيا |
2 |
بنجلاديش |
13 |
ليبريا |
3 |
أفغانستان |
14 |
سيراليون |
4 |
العراق |
15 |
إفريقيا الوسطى |
5 |
اليمن |
16 |
غينيا |
6 |
الصومال |
17 |
ساحل العاج |
7 |
إرتريا |
18 |
كولومبيا |
8 |
السودان |
19 |
جمهورية الدومينيكا |
9 |
أوغتدا |
20 |
هاييتي |
10 |
زيمباوبي |
21 |
بورندي |
11 |
زامبيا |
22 |
رواندى |
ولتقديم صورة أدق عن حجم هذه المشكلة فقد أجرت منظمة البحث المستقلة ” ذي فند فور بيس” و”فورن بولسي ” تصنيفاً دولياً للبلدان الضعيفة والفاشلة وذلك باستخدام 12 معياراً اجتماعياً واقتصاديا وسياسياً على النحو التالي :
ü المؤشرات الاجتماعية : تنامي الضغط ” السكاني ، نزوح أعداد كبير من اللاجئين مما يؤدي إلا حالة طوارئ إنسانية معقدة في البلاد ، الجماعات التي تطالب وتأخذ بالثأر أو الجماعات المضطهدة هروب وفرار الناس بشكل مستمر ومزمن من دولة .
ü المؤشرات الاقتصادية : نمو اقتصاد عشوائي وغير منظم انتكاس وتدهور اقتصاد حاد .
ü المؤشرات السياسية : الوضع الجنائي والإجرامي داخل الدولة ، تدهور مستمر في الخدمات العامة تعليق أو توقيف تنفيذ الأحكام أو الاستعمار الاعتباطي والاستبداد في تنفيذ القانون وشيوع ظاهرة انتهاك حقوق الإنسان ، الأجهزة الأمنية تعتبر دولة ( داخل نطاق دولة ) تصاعد حدة الشقاق الفئوي الحزبي بين النخب تدخل دولة أجنبية أو تدخل ممثلين سياسيين أجانب .
وبناء على تلك المعايير صدرت قائمة القرن 21 بالدول الفاشلة أو الضعيفة وأتضح أن مشكلة الدول الفاشلة والضعيفة أشد بكثي مما كان يعتقد ، فهناك حوالي مليار نسمة يعيشون في بلدان غير آمنة بدرجات متفاوتة من احتمالات تعرضهم للخطر إلى انتشار لصراع مدني ، وهناك عدة أوجه لعدم الاستقرار الذي حللته القائمة ، ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية أو الصومال كان الفشل واضحاً منذ سنين وتمثل فغي الصراع المسلح والجماعات وانتشار الأوبئة وتدفق اللاجئتين وفي حالات أخرى يكون عدم الاستقرار غير ظاهر وغالباً ما تكون عناصر التآكل لم تؤد بعد إلى عداء مفتوح وربما تكون فقاعات الضغوط لم تظهر على السطح بعد ففي العديد من البلدان التي وردت في قائمة تظهر امتداد كبير للمناطق الخارجة عن القانون لكن ذلك لم يصل إلى ثورة مكشوف ضد قوانين الدولة . وقد يكون الصراع مرتكزا في المناطق المحلية التي تسعى إلى حكم ذاتي أو إلى الانفصال كما هو الحال في الفليبين وروسيا ، وفي بلدان أخرى يكون عدم الاستقرار على شكل قتال غير مستمر ، وبشكل زعماء أو مافيا المخدرات أو زعماء الحرب الذين يسيطرون على قطاعات كبيرة من الدولة كما هو الحال في أفغانستان والصومال وكولومبيا ، وفي بعض الأحيان يحدث انهيار الدولة فجأة لكن الغالب أن يكون انهيار الدولة نتيجة لتلف بطيء وثابت للحياة الاجتماعية والسياسية ودولتا الزمبابوي وغينيا تمثلاني خير مثال لذلك .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6140
أحدث النعليقات