لامـا بيـلا لبيـلا ليبـل

بصراحة … الى (المخمنين) والقائمين على أمر الترويج (5)

قـطر- كـرار هيابو ( أبو علي)

قبل نحو عام أو يزيد أقامت الرابطة الثقافية السودانية ندوة حول تراث البجا في مركز أصدقاء البيئة وهو مركز يفتح ابوابه امام الجاليات ، وكان المتحدث الرئيسي في الندوة المذكورة الفنان السوداني المعروف الاستاذ يحيى أدروب ، ولما كانت الدعوة عامة فقد يممت شطرها لأتفاجأ ان كثيرين من بين الحضور هم من (بجانا) لكنهم هاهنا ليسوا ضيوفا مثلي بقدر ما هم أهل دار ، وبقدر سعادتي لحضورهم لم أتردد في قبول دعوة راعي الندوة بأن أقدم مداخلة حرصت أن تكون بجاوية مائة بالمائة ، ثم غادرت المنصة وانا أتحسر على حال جاليتنا ، متخوفا من العودة لهذه المنصة مستقبلا للحديث عن تراث التيجرنية ، اذا ما سبقتنا اليه الرابطة الاثيوبية في ندوة مماثلة .

يقول العارفون ببعض جوانب اخفاقات الجالية (عندنا) أن من أسباب هذا الإخفاق عدم اكتراث الناس لأهمية وجود رابطة الجالية كتجمع فضلا عن السعي الحثيث لبعض الذين يعملون جاهدين من أجل إعاقة كل خطوة من شأنها قيام رابطة قوية ، فهم يرون ضرورة الا تكون هناك رابطة ، ناهيك من أن تكون قوية وفاعلة ، ويستنفرون لأجل هذا ، ويبذلون فيه كل ممكن ، ويبقى المبرر لهذه الظاهرة غير معروف للكثيرين.

هذا التغييب الذي تتعرض له جاليتنا جعلها في مؤخرة قائمة الجاليات الأخرى المقيمة ، فهي قليلة المشاركات في أنشطة مؤسسات المجتمع المدني التي تقام في مناسبات مختلفة وبحضور ملحوظ لبقية الجاليات، أو هي غائبة تماما في أحايين كثيرة ، واللافت أن جل الجاليات لها صفحة أسبوعية خاصة بها في الجرائد المحلية اذا ما رغبت لتغطي أخبارها وأنشطتها ، وهو الأمر الذي لم تبلغه للأسف الشديد جاليتنا أو ترغب اليه ، وربما هذا يحدث بفعل فاعل ، ومن المؤكد أن (فاعل الخير) هذا لايعجبه العجب.

ومما يذكر في هذا الصدد أن كثير من الغيورين من أبناء الجالية يقومون بالمشاركة بصورة وأخرى في بعض الانشطة والفاعليات حتى يسدوا فراغ الجهة المسؤولة ويغطوا على غيابها ، وقد حدث في وقت غير بعيد أن قدمت الى البلاد بعثة اعلامية ودأب كل معارفهم وأقرباؤهم وكذلك بقية الناس من عائلات وغيرهم على زيارتهم والاطئمنان عليهم ، وقد تخلفت ادارة الجالية عن أداء واجب الزيارة لسبب ان ليس من بين أفراد البعثة أحد المعارف مستندين على التخمين ، وحين علم أحدهم بوجود صديق طفولته بين أعضاء البعثة ، جاء على جناح السرعة ليجد صديقه يهم بمغادرة مقر الاقامة الى المطار بعد شهر من أول يوم وصوله الى هنا!

وهناك زميل اعلامي ظل يقدم مساهماته ويسعى الى ابراز الجالية من خلال تناول مناشطها ، وأذكر انني ذات مرة قرأت اعلانا عن عقد مؤتمر الجالية منسوبا اليه وقد تحدث فيه عن التحول الذي سيحدثه المؤتمر المرتقب ، وأدلى خلاله بتصريحات متفائلة حول مستقبل الجالية الارترية ، لكن يبدو ان بعض الناس حينها استشعروا بما اعتبروه تجاوزا لصلاحيات الادارة التي لم تكن فاعلة أصلا وهو يمنح لنفسه حق التصريح في الوقت الذي لم يكن فيه عضوا بالادارة ، فتم على ما يبدو تغييبه وتغييب مساهماته.

ويظل مشروع قيام رابطة مسؤولة للجالية الارترية أمرا غير منظور في الوقت الراهن ، وهو ما يفرض على الناس انتظار المبادرات الفردية التي تستنفرهم للمناسبات وتستنهض فيهم الهمم ، فيما لا يكترث البعض بهذا الاستنفار والاستنهاض ، وكأن الامر لا يعنيهم في شئ .

وللحديث بقية،،،،

قبل الوداع:

من أجل عينيك الحزينتين يأتي زحفنا من أقدس الدروب