النوايا الأثيوبية في إستعادة (الفردوس) المفقود! (1)

 بقلم :  كـرار هيابو (أبو علي)

hiabu1_k@yahoo.com

 

إنقسم الشارع الأثيوبي على نفسه فيما يتعلق بنتائج الإنتخابات الأخيرة ، وكانت جهات مراقبة قد كشفت عن هذا الإنقسام في وقت مبكر وبعيد انتهاء التصويت وسط أجواء من الحملة الإنتخابية التي سيطرت عليها روح التنافس التناحري المحموم ، وقد وصل الأمر ببعض الأحزاب أن أعطت الناخب وعودا باعادة تشكيل خارطة البلاد السياسية خاصة جهة الشمال مما يعني التوغل صوب أرتريا في محاولة إيجاد المنفذ البحري المتمثل في ميناء عصب باقليم دنكاليا أو اقليم جنوب البحر الأحمر كما يعرف في ارتريا الآن ، ورفعت الشعارات المتعلقة بذلك ، بل والداعية الى استعادة ارتريا الى السيادة الإثيوبية (المغتصبة) أيضا.

لم يكن الأثيوبيون راضين لما آلت اليه الأحوال بالنسبة لبلادهم بعد هزيمة نظام العقيد منقستو هيلي ماريام واستقلال ارتريا ، ولم يسعدهم بالطبع رؤية الشعب الأرتري وهو يقرر مصيره ، فآثرت قواه السياسية التلاعب بهذه العواطف ، وراحت تبث فيها مشاعر الحنين من خلال رفع الشعارات من قبيل إعادة ميناء عصب مثلا ، وذلك من أجل تحقيق مكاسب انتخابية ليس إلا.

ان موضوع ارتريا وعلاقتها باثيوبا أمر لم يتم حسمه عسكريا وفي ساحات الوغي فحسب ، بل قانونيا أيضا ، وذلك من خلال إجراء عملية الاستفتاء التي قام بها الأرتريون في تحقيق استقلالهم من عدمه ، ومن ثم تبوء ارتريا مقعدها عضوا بهيئة الأمم المتحدة التي أشرفت على ذلك الإستفتاء وكانت شاهدا على نتائجه النهائية .

 وبهذا فان معاودة الاثيوبيين الحنين بعودة ارتريا اليهم يعد موضوعا مستهلكا ، وهو بالنسبة للشعب الأرتري أمر من ضرب المستحيل القبول به ، فضلا عن كونه انتهاكا  للأعراف والقوانين الدولية التي ما فتئ الأثيوبيون يخترقونها على مرأى من المجتمع الدولي نفسه ، وهي انتكاسة لمجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة ، ومنظماتها ، ومنظمات المجتمع المدني الاقليمية والدولية ، وكان على هذه الجهات توجيه النخب الاثيوبية للعمل على بلورة حقيقة العلاقة الاثيوبية – الارترية المبنية على الجيرة وتبادل المصالح والمنافع ، وافهام الاثيوبيين على وجوب احترام السيادة الارترية ، والكف عن التربص بها من خلال ايقاف عمليات التحريض التي يبثونها.

ان اهمية افهام الشعوب الاثيوبية المتناحرة مبدأ القبول بهذا الواقع ، من شأنه تهيئتها على قبول ثقافة التعايش السلمي في اطار هذه الجيرة ، وبناء الشراكة الايجابية ، وازالة التهديد للسيادة الارترية الذي يتجذر في العقلية الاثيوبية ، ويترسخ فيها ، وهي لم تكن لتعر المطالب السياسية الارترية المبكرة أي اهتمام ، وكذلك النضال الوطني طيلة فترة الكفاح المسلح الذي امتد لثلاثة عقود كاملة قبل أن يتوج باستقلال ارتريا.

 

 

(تعقيب)

الأخ جمال …

لقد أصبتَ جانبا من الحقيقة فيما ذهبتَ اليه ولكن (إ يطنحا  م هديني تبي حوان تلا كما)   Etanha  m  hadeni  tebe  hawan  talakma 

و (ضُل راجل ولا ضُل حيطة)

 

لزوم الوداع: (مقطع شعبي)

  شَبَــابْ  أَتيتَـا  أسمـرا  أَكيْــتْ جِـلْ أَمْحَـرَا


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6301

نشرت بواسطة في يونيو 12 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010