لعلهم بمثابة حصان طروادة
قطر- كرار هيابو – ابو علي
في البدء تحية الى صاحب الـ (عيون ساهرة) ، ولست أدري ان كان شرطيا أو له علاقات (شرطية) ليختار توقيع اسمه بعبارات شرطية ، ونحن في فصل الشتاء ولياليه الباردة أرجو أن يوفق في تفادي الغفوات المهلكة وان يظل ساهرا يقظا ، وحيث كنت قد قرأت له ما كتبه أثناء بعض سهراته حول نكون أو لا نكون ، فان ما أصدره من أحكام حول ما سيكون عليه موقف الذين بالمهجر من أبناء الوطن أذا ما قامت الحرب الحدودية – لا سمح الله – من جديد ، لا يعدو أكثر من كونه حديث ما يقوله النائمون ، اذ كيف يعقل عزل قطاع كبير من المجتمع وإبطال مفعوله بينما البلد ستكون – لا سمح الله أيضا- في حرب لا أحد يتصور حجمها حينئذ. كثير ممن قرأ المقالة استنكر التهجم على المهاجرين بهذا الشكل المشين ، وقدم بعضهم ايصالات مالية تحمل ارقاما كبيرة خرجت من جيوبهم الى ساحات القتال وغيرها الكثير الذي ذهب الى ساحات أخرى لا تقل شأنا عن الأولى ، ونستطيع القول بالفم المليان والعيون المفتوحة أن المهاجرين انما يقفون جنبا الى جنب مع وطنهم ومواطنيهم ، ويمولون الحرب ماديا لطالما هي دفاعا عن الكرامة والسيادة والوجود ، ويزودون عن هذا الوطن بأنفسهم حين تستدعي الحاجة الى ذلك . ان الـ (عيون ساهرة) يقيني بحاجة الى فرك لتجاوز إعياء سهر الليالي الشتوية ومن ثم ربما نقرأ لها قولا غير الأول ، وان كان الأمر غير ذلك فانما الأولى بأصحاب الشأن تحجيمها ، أو تصحيح أسلوبها لأن التعميم يفقد الكلام مصداقيته ، ومهاجر واحد متمرد ، متذمت ، غير متجانس مع الإتجاه العام لا يعبر بالضرورة عن موقف بقية المهاجرين بل من المهم ان يعبر عن رأيه وموقفه الشخصي فقط.
عودة الى عنوان المقالة والحديث عن الطيارين الذين تسللوا من اسرائيل الى ارتريا ، فانه يحكى ان وفدا اثيوبيا ذهب الى اليمن الشمالي مفاوضا بعض فصائل الثورة الارترية ، وكانت جهات ارترية أخرى غير مشاركة متواجدة هناك تعمل من وراء الكواليس ، فتمكنت من اقناع عضو بالوفد الاثيوبي ، وكان رأسا كبيرا يصعب على الفصيل حمله الى الميدان، فأغرته بالمساعدة للهجرة الى أمريكا. اما طريقة الاقناع فكانت ان عرضت عليه صورا تعبر عن وحشية الاعمال العسكرية التي نفذتها القوات الاثيوبية بحق المدنيين في المدن والارياف الارترية ، فما كان من الرجل الا ان هاج وماج بعد ان رق قلبه بالطبع ولان ، واغروررت عيناه بالدموع ثم انتفض في وجه منقستو بعد ربع قرن ويزيد قضاها في خدمة اثيوبيا، وفر بجلده الى أمريكا ، ذلكم هو (سني ماسيام).
واليوم قصة أخرى تتعلق باختفاء طيارين ارسلتهم اثيوبيا الى اسرائيل لأجل التحصيل العلمي الخاص بفنون الطيران ، وتدريبهم على مهارات القتال الجوي، لكن الأولاد آثروا الحياة ، فتغيبوا اولا عن المحاضرات ، وتسيبوا ثم تسربوا فاختفوا متوارين عن الانظار تماما حتى فوجئ بهم الناس في اسمرا ( سبحان الله)، واعترفت اسرائيل بدخولهم اراضيها بطريقة مشروعة وخروجهم بطريقة غي مشروعة.
اذا صدقت هذه المعلومات فان بيت اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت ، وان حدودها مثقوبة وهو أمر مستبعد , اذ ان كثير من المتسللين العرب وغير العرب من أهل المنطقة غالبا مايقعون في مصايد حرس حدودها رغم علمهم بتضاريس الارض والسماء ، وبكل ما يتعلق بالدروب السالكة والمعابر الآمنة.
عندما يتعلق الأمر بابتعاث اناس للخارج فان المسالة ليست هكذا (سبهلل) مثلا كما كان يفعل زملاؤنا في المنح الدراسية أيام زمان ، انها ليست بهذه البساطة ، فثمة قنوات يتم اتباعها والتشديد عليها ، ولا يعقل ان تغفل اثيوبيا كثير من الجوانب الهامة المتعلقة بأمر الإبتعاث للخارج ، وزد على ذلك كون الوجهة هي (أرض الميعاد) حيث يكون التشديد على أشده وهو ما يجعل من الصعوبة عمل شئ دون أن تمر بوسائل الأمن والتحقق.
والأحباش بالطبع (سووها) ، فخروجهم من اسرائيل دون عمل (شعوذة) لاجهزة ما يعني الكثير لأمن الكيان (الصهيوني)، لكن أنا غايتوا قلبي آكلني من الطيارين السبعة! يعني بالله عليكم جاءوا الى ارتريا رسل سلام ومحبة ، طيب.. عشان إضفاء للمصداقية ما كان يمشوا دولة أخرى أولا.
احدى السيناريوهات تقول بان جهات ارترية كانت وراء ترتيب هذه العملية بدء من تجميع الأفراد ، وتعليبهم وانتهاء بتسفيرهم الى ارتريا ،، وسلام على اسرائيل… والفرق بين تسفير الأول من اليمن الى أمريكا وهذا الأخير هو ان ارتريا لم تكن في الأول دولة مستقلة.
وأسوأ السيناريوهات يتحدث ، مستندا الى موقف اسرائيل من الحرب الأخيرة ودعمها اللامحدود لأثيوبيا ، عن فرضية كون هولاء المحتفى بهم من قبل اخونا (عيون ساهرة) حصان طروادة ، بعد أن أنهوا التدريبات اللازمة لذلك الغرض، ويومها يا عيون…. يا ويلتنا….. !
قبل الوداع:
لبيه مي ركبكا فجر فجر أهو ايتوبي وايتستغفر
(قورت)
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6306
أحدث النعليقات