خواطرعضو مؤتمر
“التقى جيل الأمس بجيل اليوم من اجل جيل الغد”
عمر- ليلش
لاهاى
اليوم: الأربعاء
التاريخ:26 -1-2005
المكان : الخرطوم
الحدث: المؤتمر التأسيسيى التوحيدى للحركة الشعبية الأرترية
فى باقة رائعة فريدة الجمال ، تشكلت من رزانة وحكمة الشيوخ و حماسة الشباب التقى كل الأحباب فى موقع انعقاد المؤتمر التأسيسى والتوحيدى للحركة الشعبية الأرترية، مكونين لوحة بديعة بتمازج الملابس الشعبية والأفرنجية، واستعمال لغات رسمية واخرى محلية، ولمعتنقى الأسلام والمسيحية، حملت فى طياتها، وبطريقة عفويه رسالة عظيمة جوهرية لمن اصابهم عمى الألوان وعقم الأفكار ، بأن تلك اللوحة اخذت جمالها لكونها تشكلت من اعضاء من مختلف الأعمار والألوان والأشكال والاراء والأفكار. اى بمعنى آخر ان التباين فى الأنتماءات السياسية او المعتقدات الدينية ووجهات النظر، لم يكن يوما عائقا فى التفاهم والتلاقى بل هو عامل اساسى لارساء قواعد التقدم والأزدهار والأبداع والحضارة.
نعم… كان جمال تلك اللوحة يقول : لابد القبول بالآخر. لأنه مهما اختلفت العادات والتقاليد والألسن فالجامع واحد، وهو حب الوطن، فكلنا نتساوى فى حبنا لأهلنا وارضنا وبيوتنا وقرانا ومدننا… كلنا نتساوا فى حلم العودة، وكلنامتفقيين فى درجة الهم والغم والحزن ونحن نرى بأم عيننا ان وطننا ارتريا بدأ ينهار ارضاً وشعباً من جراء سياسات نظام الفرد القمعى العقيمة. … وكلنا ندرك ان المرحلة الراهنة ، تتطلب منا تكثيف الجهود والعمل والنضال للتخلص من ذاك الكابوس…. كلنا نعى ،أن التباين والأختلاف فى الأراء والأفكار حق مشروع… وكلنا متفقون بأننا متساوون فى الحقوق والواجبات وكلنا متفقون ايضاً بأنه لايمكن ان يعم البلاد السلام والرخاء والرقى والشعور بالأمان اذا حاول احدنا اقصاء الاخر او تهميشه او عدم الأعتراف به.
هذا ما تلمسناه نحن اعضاء المؤتمر اثناء كل الجلسات ، حيث كان يستمع الكبير منا للصغير و هذا الأخير يحترم تجارب وخبرة الكبير. فلم يكن هناك وجود لهمسات جانبية او اجندات خفية. فالكل يتحرك فى ميدان مفتوح ويفكر بصوت مسموع ، فلا اسرار يخاف عليها ان تتسرب ولا وفود يخشى عليها ان تتمرد.
ومن اطرف المواقف التى ا دهشتنى ، بل بعثت فى نفسى السرور ، ما وصل مسامعى وانا فى طريقى الى قاعة المؤتمر بعد استراحة قصيرة ، حديث التحريض الحماسى من اجل الترشيح للمجلس المركزى الذى كانت تتلقاه احد الأعضاء الشابة من المشاراكات “فرع الخرطوم” من الشاب سعد الدين “فرع بورتسودان”، علما بأن كليهما فى بداية العشرينات من العمر.
وما شد انتباهى للحديث امرين ، اولهما ان الحديث، كان يتناول امور تتعلق بالترشيح الذى لايزال كان مبكراً حيث كنا مازلنا فى الساعات الأولى من اليوم الثانى للمؤتمر،وهذا كان بمثابة دليل قاطع بحرص الشباب فى تحملهم للمسئولية اتجاه الوطن بالأضافة الى وعيهم وادراكهم للدور الذىينبغى عليهم ان يلعبوه فى مواجهة النظام الذى اهمل دورهم فى اعادة البناء والتعمير.
اما الأمر الثانى كان الشاب سعد الدين يحاول اقناعها بأسلوب رائع لرفع معنوياتها مؤكداً لها، بأنه قد حان وقت الشباب لقيادة العمل من اجل الأجيال القادمة وكأنه ليس من هذا الجيل. حينها علمت ان الكبار والصغار، قد التقيا فى هذا المؤتمر من اجل صناعة المستقبل لتلك الأجيال. وانما يصنع المستقبل رجال يؤمنون بقيمة الحرية ويقدسونها ويدافعون عنها ولذا كان الصغار والكبار هناك، لأن صناعة المستقبل يحتاج الى احرار فى القرار واحرار فى الأختيار لاقيد يلزمهم الا مصلحة الوطن. اما من طرائف الكبار ، فكانت قصة عمنا خليل “فرع الخرطوم” الذى رفع عصاه غاضبا ووقف كالأسد الذى يواجه فريسة قوية، ليعلن احتجاجه على اقتراح احد المؤتمرين الذى اقترح ان يكون رئيس اللجنة التنفيذية هو نفسه رئيس المجلس المركزى. وحينها جن جنونه واشتد غضبه وقال (كفانا دكتاتورية) فمن اذن سيحاسب رئيس اللجنة التنفيذية اذ كان سيكون هو كذلك رئيس المجلس المركزى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و صفق له كل المؤتمرين ضاحكيين بما فى ذلك، رئيس سكرتارية المؤتمر الذى عاتبه لاحقا لأنه تحدث قبل الحصول على اذن مسبق. فأذن هناك قد التقى الكبار بالصغار من اجل صناعة المستقبل للأجيال.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6451
أحدث النعليقات