كن إرتريا أولا
بقلم: أكد محمد ادريساى
( إنا تقادلنا هقر كنعرى..إنا تسوءنا هقر كنعرى.. إنا عنقفونا بعل اكى قبرى )….. برخت
( عراق زهقرو ايتساور قالات دانكيرا قدفو مسنقو كداعات
هذبنا كبارع إنا رخب سقاى قرم سليطلكا أب عراق خونكا مسلاى)….. ود اوعلوم
( هلينا…هلينا…جبهة تحرير ايتبدى ولادة ديب هلينا فالا لقدام امبلسو أديما)… نشيد ارترى
قرأت المقال الطويل للأخ محمد عثمان على خير على صفحات النهضة بتمعن فحمدت ربى باننى لم أعاصر ذلك الزخم من الصراعات في الفترة ما قبل أل 1978 في الشرق الأوسط. واطمئن قلبي على مشروعية قرار الجبهة بسحب الثقة من مثل ذلك المعول للهدم اى الاتحاد الموحد الذي أضحى يدافع عن أهداف ومصالح الحكومة العراقية أكثر من دفاعه عن قضايا شعبه.
كنت أقرء المقال ولسان حالي يقول ( دم قيح جالطو لطلاب الوم ) كان يتم ذلك الصراع المحموم بين طلاب موالون لما كانت عليه الثورة وقياداتها ونهجها السياسي وآخرون موالون لحزب قمعي عنصري بعثي تكريتى يحكم شعبه بالحديد والنار بل ويبيد قسم منه بالكيماويات ويمارس وحشية لا مثيل لها تقشعر منها الأبدان ضد أبناء شعبه كربط ديناميت على أجساد البشر وتفجيرها عليهم وما المقابر الجماعية التي تكتشف تباعا إلا خير دليل على ذلك, في نفس الوقت التي كانت الحملات الإثيوبية على الشعب الارترى وثورته على أشدها.
هؤلاء الطلاب ضلوا طريقهم تماما لأنهم نسوا أنهم ليسوا بعراقيين والعراق كدولة لها استراتيجيتها, كل الدول كما هو معلوم لكل مبتدئ في السياسة تنطلق أولا وأخيرا من مصالحها في التعامل مع دولة أو ثورة شقيقة كانت
وغير ذلك بما ثامن لها مصالحها الآنية أو البعيدة وأنا لا افهم السياسة الدولية على غير ذلك. وبالتالي دعم العراق للثورة الإرترية كان مبنى على ذلك والوسيلة لتحقيق هذه المصلحة العراقية بعيدة المدى كانت عبر خلق دويلة إرترية بعثية –تكريتية على الضفة الأخرى للبحر الأحمر ذلك بعدما استحال خلق مثل هذه الدولة في الشرق الأوسط ومنطقة الشمال الافريقى التي تقطنه غالبية عربية خالصة.
ذلك يكون عبر إيجاد عناصر موالية تماما لهذا المشروع من الطلاب الإرتريين المتواجدين في العراق ودعمهم بقوة . وما حرص (ميشيل عفلق ) على حضور مؤتمر للطلبة الإرتريين كما ذكر على خير إلا دليل على ذلك . حمدت ربى على الرجاحة العقلية وبعد النظر لقيادة الجبهة آنذاك لعدم الانصياع للقيادة العراقية وعدم ربط مصير الثورة بقيادة فاشية تتبنى نظرية مستوحاة من النازية الهتلرية عنصرية في منطلقاتها ضيقة الأفق تتباهى بأفضلية العرق العربي على غيره . والشعب الارترى وثورته ممنون للشعب العراقي الابى بدعمه للثورة الإرترية وليس لهؤلاء التكارتة الفاشيون ونقول له مبروك لك في عهدك الجديد وأنت ترتب بيتك من جديد وفق أسس سليمة وتطهر وطنك من دنس البعث وتجتثه من جذوره هذا إن كان له جذور أصلا والى الأبد.
البعث هو فكر شوفيني عنصري جاء به العرب النصارى لكي يحاربوا به عالمية الدين الاسلامى الحنيف وهو مستوحاة من نظرية هتلر النازية الذي كان يرى إن الجنس الارى هو أفضل جنس في العالم وبقية الخلائق ما هي إلا مخلوقات اقل شأنا ونسبا ومكانة , فبينما كانت الشيوعية لا تقيم وزنا لجميع الأديان فالبعث صنع خصيصا لمحاربة الدين الاسلامى والإخوة الإسلامية وبالتالي الحؤول دون إقامة دولة الخلافة الإسلامية في البلدان العربية.
على خير هو احد الأعمدة التي كان يعتمد عليها البعث التكريتى لأنه كان أمينا وفيا مخلصا طائعا متفانيا أكثر من غيره لخدمة هذا المشروع التكريتى لدرجة أن احدنا يشك وهو يقرأ ما كتبه في النهضة إذا كان الكاتب ارترى حقا ام تكريتى ولولا معرفتي بأهله لقلت تكريتى ! ولكن الصحيح هو ارترى نسبا وتكريتى حتى النخاع انتماءا وانتسابا. على خير ورفاقه استعملوا كروت القبلية لكي يجدوا موقع قدم في الثورة عبر دغدغة المشاعر القبلية لبعض رجالاتها ووجدان بعض القبائل الإرترية عبر تقسيم الشعب الارترى إلى عربي وغير عربي لعل الذي صنف بالعربي يلتف من حولهم وما ذلك الامتعاض الشديد الذي عبر عنه على خير والذي أحدث دوى في كسلا وغيرها وكانت تتناولها كل الألسن آنذاك وهو عندما جلب جلب معه (عبده حدنبس ) وفق الاصطفافات القبلية التي كان يمارسها أصحاب المشروع التكريتى والذي كان على خير من كبار مهندسيه مجموعة طلاب من السودان الذي كان معظمهم ينتمي إلى القبائل الغير مفضلة عند على خير هذه الحقيقة عنه يعرفها القاص والداني. وما قوله في مقاله الطويل إن ( عمر جابر من احد فروع البني عامر من أبناء بركة والقاش ونحن وهو ننتمي إلى بيئة واحدة ) إلا دليل على استراتيجية على خير القبلية في ذلك الوقت ثم كشف عن نفسه أكثر عندما قال ( أن الزين وقلا يدوس طرحوا موضوع الكيانات الكبرى والصغرى في العام 1968 ) لا ادري ماذا يقصد بهذا ! فيمضى ويقول ( هم يعيشون وسط الكيانات الكبرى ويتمتعون بكل شيء وسطها وبسبب هذه الكيانات أصبحوا قيادات في الجبهة ) والله احترت ماذا يقصد الأخ ؟ هل يقصد أن الزين وقلا يدوس هم من الأقليات ؟ وهل يقصد أن الجبهة هي ملك خاص لكيان معين وهذا الكيان هو الذي كرم هؤلاء الأقليات بتنصيبهم مناصب قيادية ؟ عجيب أمر هذا الرجل !!!!
لم يخبرنا على خير عن نضالا ته ضد المحتل الاثيوبى ! بل قال لنا انه هو البطل في استفزاز المشروع الشيوعي وجره إلى حلبة الصراع السياسي والفكري وكشف أوراقه منذ العام 1972 يعنى جر رجالاته إلى قضايا انصرافية بدلا من المرابطة في الميدان ومقارعة العدو الاثيوبى و تحرير المدن . لقد نسى على خير أن المدن المحررة التي تباكى عليها بان الجبهة عممت لأعضائها بخلاءها للعدو تم تحريرها أصلا بأمر وقيادة ومشاركة وتضحية ما وصفهم بالشيوعيين بينما هو كان يعمل جاهدا لجرهم إلى حلبة الصراع من بغداد . الحزب الذي كان يقود الجبهة له ما له وعليه ما عليه لكن ما هو مؤكد هو انه كان في الميدان والأحراش يقاتل العدو فكل من يعمل فلابد من الخطأ و الصواب. فلا تتباهى يا آخى ولا تعتقد أنت وفكرك التكريتى هو الذي هزم الفكر الشيوعي الاممى العملاق الذي حير العالم بقوة منطقه في جذب الشباب التواق للحرية والعدالة وسرعة انتشاره في جميع أنحاء العالم بالتأكيد ليست قوتك ولا قوة الجهة التي كنت تعمل لحسابها ولكن الذي هزم الاديولوجية هو عامل داخلي في أحشاء الفكر ذاته.
بالله عليكم ارجعوا معي إلى الستينات والسبعينات من القرن الفارط وانظروا كيف كان شكل العالم وكيف كان المد الثوري يجتاح العالم بأثره وكيف كانت صور جيفارا على صدور فانلات الشباب في العالم وكيف كانت أفريقيا وأمريكا اللاتينية تغلي بثورات تحررية وأوروبا تغلي بمنظمات ثورية مسلحة تهز أركان النظام الراسمالى الصراع على أشده بين الفقراء المستضعفين والإقطاع في كل مكان والجبهة الفيتنامية تغلي والصين ماو وكيم أل سونق في كوريا وكاسترو كويا والفكر الثوري وكتيباته ينتشر بين الشباب كانتشار النار على الهشيم العالم مقلوب رأسا على عقب والحماس متأجج للتحرير والانطلاق نحو أفاق أرحب..فهل من غرابة أن تتأثر الثورة الإرترية بهذا المد الثوري ؟ فقيادة الجبهة وأعضاء الحزب فيها ما هم إلا نتاج تلك الفترة فلا بد من النظر أليهم وفق هذا الفهم إن أردنا الإنصاف في تقييمنا لهم فلا نلغى دورهم الايجابي ونحملهم كل الإخفاقات التي منيت بها ثورتنا كانوا أناس مخلصون لقضية شعبهم وكانوا يعملون وفق ما كانوا يعتقدونه هو الأفضل لوطنهم ولكن تكالبت عليهم كل القوى الظلامية التي كان همها إفشالهم وبالتالي إفشال الثورة ومن ثم ردمهم بكل السلبيات التي كانت تمارس أبان الكفاح المسلح لكي يظهر من بعدها العملاء والخونة كأبطال ويعاقب الذين كانوا يحملون الثورة على أكتافهم بتهمة تدمير الثورة من الداخل كما يجسده لنا الأخ على خير في كتاباته وكما نراه في وزراء ورجالات اسياس الذين كانوا بالأمس يسفكون دماء الشعب الارترى. وهنا تحضرني أغنية برخت التي تعبر عن هذا الظرف العصيب ..( سراويت حارنت اى هدمن تسليفو برتو اى سلمن تنكل ايو نيرو كداع زمن وى كداع زمن )
نرى الأخ على خير يتحدث عن أصحاب الكنفدرالية وإنهم يريدونها أحزابا وشيعا وقبائل احسبه يقصد أصحاب الحركة الفدرالية. اننى لا اعرف كن فدرالية تتم بين قبائل وأحزاب وشيع كما يزعم وهذا يدل أن عقله وافقه لا يتسع إلى ما هو ابعد من القبيلة والفكر البعثى-التكريتى الذي هو بدوره كان يتجسد في قبيلة التكريت فقط فاتخذ موقف المعاداة دون أن يعلم ما يطرحه أصحاب هذا الطرح الفدرالي وفق سياسة المكايدة والكيتن الشهيرة لدى معظم مثقفينا. وهو الذي لم يجرؤ بان يصف نفسه بالبعثى التكريتى في مقالاته بل دس نفسه مع من أطلق عليهم بالقوميين , وهناك ثمة فرق بين البعثى التكريتى والقومي الصادق ولذلك لم يسلم القوميون من بطش النظام العراقي أما صاحبنا كان يمثل راس رمح البعث التكريتى الفاشي في الحركة الطلابية الإرترية.
ويمضى صاحبنا ويصف أصحاب المشروع الكنفدرالى كما سماهم بأنهم يهربون من الوحدة والتحالف الحقيقي في جبهة عريضة قائمة على أسس راسخة… ماهى هذه الأسس الراسخة يا أستاذ ؟ أقول لك حتما سوف لن تكون على أسس بعثية-تكريتية ولا شيوعية. وعلى اى أساس سوف تتم الوحدة والتحالف ؟ هذا تعميم باهت يحتاج إلى أصحاب فكر نير أن يجيبوا عليه يا آخى على خير!
ثم يقول مرة أخرى ( ولا اعتقد المسلمين في إرتريا سوف يكررون أخطاءهم القاتلة بمثل هذه النماذج والمشاريع العاجزة والبديل الوحيد المطروح إمامنا والذي لا نقبل فيه المساومة هو دعم وحدة المسلمين وتمكينهم من استيعاب أن قضيتهم واحدة وان مصيرهم واحد ) مرة أخرى تعميم شديد لا ياتى إلا من عاجز كيف يتأتى ذلك يا آخى ؟ وما هي إسهاماتك ومشروعك وتصورك في هذه القضية ؟ لم نسمع ولم نرى منك شيء في هذا المجال أما هذا التعميم الذي أتيت به بعد هذا العمر من العمل في المجال السياسي هو من البديهيات الذي يعقله الأطفال فينا ناهيك عن البالغين.
أخيرا أريد أن أدلك إلى قوم صدق عليهم قول الله عز وجل حسب ظني ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) صدق الله العظيم. هؤلاء يطرحون بديل للنظام الحالي في اسمرا الذي لا يعترف بتصنيفاتك للقبائل الإرترية من عربية وغير عربية يقمع كل من قال الله ربى ونطق الشهادة وتحدث بالعربية يطرحون الفدرالية التي سوف تحفظ لك عروبتك التي أنت مولع بها ودين أجدادك وأرضك وثقافتك وكيانك( الكبير) الذي تتباهى به وسوف تصلك خيرات بلدك أسوة مع بقية المكونات الأخرى لوطنك وسوف تنعم مناطقك بنمو متواز وتنمية مستدامة . هؤلاء هم المبصرون فكن معهم ودع عنك الماضي وأحقاده وضغائنه الذي يسكن فؤادك اعجبنى قولك ( لن نخوض معارك غيرنا مرة أخرى ) فكن صادقا وانتمى إلى وطنك واهلك ولو لمرة واحدة لكي يذكرك التاريخ بالخير واعلم التاريخ لا يرحم والأعمار قصيرة .
والسلام
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6453
أحدث النعليقات