مقال الدكتور عبدالله فهد النفيسي
نعود لقراءنا الكرام بعد فترة غياب قصيرة ونحن يحدونا الامل بأن تساهم كتاباتنا المتواضعة هذه في مسيرة التغيير في وطننا الغالي ارتريا ومن هذا المنطلق رأينا نشر مقال الدكتور عبدالله فهد النفيسي المنشور بصحيفة الراية القطرية بتاريخ 16/02/2000 حيث تناول فيه معاناة الشعب الارتري وخصوصاً المسلمين في عهد الاستعمار الاثيوبي ومن ثم في ظل حكم نظام الجبهة الشعبية وتعميماً للفائدة ولأهمية ما ورد في المقال وبحكم أن السودان الشقيق مقبل على مرحلة ما بعد سلام نيفاشا وربما تتغير الكثير من المعطيات الحالية وحتى يعي قادة المعارضة الارترية بأن الظروف الإيجابية الراهنة في المنطقة عامة وفي السودان خاصة ربما لن تكون لصالحهم مستقبلاً لذا رأينا نشر هذا المقال كما ورد في الصحيفة لعله يساهم في دفع مسيرة المعارضة إلى الأمام.
والله من وراء القصد….
شباب الدوحة
المقال
رسالة مفتوحة إلى الأخ عمر البشير
لسنا غرباء على السودان وليس السودان بغريب علينا فأحبتنا وإخواننا وأصدقاؤنا هناك منثورون مابين عطبرة في الشمال وجوبا في الجنوب ومتابعتنا لشأن السودان تعود لأكتوبر 1964 عندما ضرب الشعب السوداني (ضربته الفنية ) فأسقط إبراهيم عبود من خلال اعتصام سلمي حاشد حول القصر الجمهوري في الخرطوم كان الناس يأتون إليه على متون الإبل من كردفان وفي ذات اليوم ـ في بيروت ـ كان المرحوم محمود عبد الله برات يقودنا ـ ثلة من طلبة الجامعة الأمريكية في بيروت ـ في مظاهرة تأييد لحركة أكتوبر توجهت لسفارة السودان حيث أقتحم المرحوم برات مكتب السفير ونزع صورة إبراهيم عبود من جدار المكتب وقذف بها إلى أسفلت الشارع من خلال النافذة حيث استقبلناها بما تستحقه من الركل الحميم وحيث أشبعتنا (الفرقة 16) من الدرك اللبناني بما نستحقه من التعزير الخشن !!
لا يخفي علينا كمراقبين ـ أيها الأخ البشير ـ ما يتعرض له السودان من ضغوطات دولية وإقليمية ثنيه عن توجهه الحضاري و”استقلال قراره” ومن المهم في رأينا آن تثبت قيادة ثورة الأنقاذ حكمتها في التعامل مع هذه الضغوطات دون التنازل عن “الثوابت ” التي كنت آنت ـ أيها الأخ البشير ـ أحد الذين اقسموا عليها في الميادين العامة في السودان وإذا كانت حركة “الحوار الداخلي”ـ النشطة في السودان ـ قد أفضت إلى ما افضت إليه في الأسابيع الأخيرة وإذا كان التوجه الجديد يؤكد على ضرورة “فك العزلة” وترميم العلاقات الخارجية ، فلا ينبغى أن يفقد ذلك التوجه السوداني طعمه الخاص ومنظومة الثوابت آلتي كانت منطلقا لثورة الانقاذ1989.
وإذا كنا كمراقبين ـ نعى ونتفهم المسوغات الجيو- سياسية للتوجهات السودانية الجديدة إلا أننا ننبه قيادة الإنقاذ من خطر ومحذور الانثيال العاصف نحو الطرف الآخر من المعادلة الاستراتيجية الإفريقية وهو إنثيال ـ لو تم ـ سوف يفقد السودان توجهه الحضاري الخاص واستغلالية قراره ويضمه إلي نادى الدول التابعة ـ في أفريقيا للمشروع الصهيو ـ أمريكي لاسمح الله وبشكل تدريجي.
تأسيسأ على ذلك نقول : إنه لا يخفي على أحد معاناة المسلمين في أر تريا وتعرضهم للقتل والإبادة والتشريد على يد أثيوبيا ثم على يد الجبهة الشعبية “النظام الحاكم فى أر تريا ” ونتيجة لهذه المعاناة نظم المسلمون أنفسهم في حركة معارضة في نهاية 1988وبعد مجيء ثورة الإنقاذ 1989وجدت هذه “الحركة” تفهما وتعاونا من الحكومة السودانية إلا إنه في 1991 ـ عقب إتفاقيه بين الحكومة السودانية والحكومة الإرترية ـ تم إغلاق مكاتب هذه الحركة ومصادرة ممتلكاتها من أسلحة وعربات وأجهزة وإمدادات حتى بلغ الآمر إلى حد إعتقال بعض القيادات وتسليم بعضهم الحكومة الإرترية ـ في وقت كانت هذه الأخيرة ـ تتحالف مع الكيان الصهيوني في مخططاته المشبوهة في القرن الإفريقي . وفي عام 1994 بادر النظام الإرتري بمقاطعة السوداني وتبنى (المعارضة السودانية ) بناء على توجيهات صهيوـ أمريكية فاضطرت الحكومة السودانية إعادة علاقتها بالمعارضة الإرترية من جديد.
ولكن الأحداث الأخيرة في السودان أفرزت أوضاعا جديدة تتطلب التعامل معها بما
.يناسبها ومن حق السودان أن يسعى لتطبيع علاقاته بالدول المحادده له ومنها أر تريا بالطبع ،لكن نرى إنه لابد من مراعاة التالي :
أولا: المحافظة على المعارضة الإرترية وإبقاء العلاقة معها بالقدر المتاح وتامين استمرارية الجهاد في أر تريا بما لا يخرج السودان في ظل التطبيع .
ثانياً: الحذر من تكرار تجربة 1991 وتجنب التنكيل والطرد والتجريد من السلاح لأعضاء حركة الجهاد الإرتري وعدم تمكين الحكومة الإرترية من ضرب قيادات الحركة داخل السودان
ثالثاً: الحفاظ على اللاجئين الإرتريين وعدم إجبارهم على المغادرة حتى لا يستخدمهم النظام فى أر تريا وقودا للحرب مع دول الجوار ومنها السودان.
رابعاا: عدم التعرض للنشاط التعليمي والدعوى والخيري في أوساط اللاجئين الإرتريين وتأمين المنح الدراسية الجامعية لهم.
خامسا: التنسيق مع قيادة (الحركة) في أي إجراءات تتطلبها إتفاقية التطبيع مع أرتريا تجاه “الحركة”.
وفقكم الله لما فيه الآمة الإسلامية والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة و(الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يوسف21
د.عبد الله فهد النفيسى.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6476
أحدث النعليقات