أقلام إريترية
بقلم :عمر جابر عمر
الحلقة الأولى :
تقديم : في البدء كانت كلمة
- · ( أقرأ وربك الأكرم – الذي علم بالقلم – علم الإنسان ما لم يعلم ) قرأن كريم .
الكلمة المكتوبة أبقى وأصدق من تلك التي تنتقل شفاهه بين الناس . والشعوب التي تتطلع إلي تخليد وتسجيل تجاربها وإنجازاتها تقوم بكتابة ذلك التاريخ سواء كان نحتا علي الحجر أو الكتابة علي ورق البردي أو في موسوعات ومجلدات وتسجيلات إلكترونية ! سألني أحد الأصدقاء :
جميل أن نتحدث عن شهدائنا ونعدد مآثرهم ونتذكر مواقفهم – وكلما رحل مناضل عن عالمنا نذرف الدموع ونسطر الكلمات التي تتناول حياته وعطائه . جميل ذلك الوفاء والعرفان بمن قدم ولو جزءاً يسيراً من حياته فداءا لهذا الشعب . ولكن – يسأل صديقي : لماذا الصمت عن الحديث عما هو إيجابي في حياتنا ؟ لماذا لا نشير إلي نقاط الضوء ونشيد بها ؟ لماذا لا نكرم العطاء في الدنيا ؟.
منذ فترة طلب مني باحث إريتري أسماء الصحفيين والكتاب في فترة تقرير المصير وذلك في إطار بحث أكاديمي يقوم بأعداده في أحد الجامعات السودانية . وبعد أن أرسلت له القائمة ( أكثر من خمسة وعشرين اسماً) سألت نفسي تلك الأسماء نسجلها ونذكرها اليوم ضمن الرواد في مجال الصحافة الإريترية – ولكن كم من هؤلاء وجد التكريم في حياته أو الاعتراف بدوره وهو علي قيد الحياة ؟؟.
تحضرني قصة رواها الراحل المقيم ( صالح إياي ) حين اجتمعت به قيادة الجبهة التحرير الإريترية وأبلغته قرارا اتخذته مضمونه L عندما يرحل الزعيم ( إبراهيم سلطان ) ويتوفاه الله عليك أن تقوم بواجب تكريمه وتنفذ الإجراءات اللازمة وتعمل علي نقل الجثمان إلي السودان ليتم دفنه هناك . وأستمع ( أبو إياي ) إلي القرار ثم سأل : وإذا أطال الله عمره ولم يرحل عن عالمنا سريعاً ؟ لم تكن هناك إجابة ! .
المقصود إننا يجب أن نكتشف نقاط الضوء في حياتنا ونعمل علي تجميعها لنحصل علي شعاع قوي يتسع وينتشر ويكون قادراً علي تبديد الظلام الذي يخيم علي حياتنا ويفتح نوافذ الهواء النقي ويسد جحور الفئران التي تعبث بحياتنا . ذلك هو هدفي من تناول أسماء بعض حملة الأقلام ولكن قبل ذلك علي توضيح بعض الأمور والمرتكزات التي تحكم تعاملي مع تلك الأقلام:
1/ أن تلك الأقلام يجمعها موقف عام وموحد ضد الدكتاتورية . وبغض النظر عن الأسلوب والتجربة والإبداع فهي في مجملها أقلام مشرعة ضد الدكتاتورية وتبشر بمستقبل جديد للشعب الإريتري .
2/ أنهم ينتمون إلي أجيال مختلفة ولديهم تجارب متفاوتة ويكتبون من موقع الاستقلالية ( لا أعرف الانتماء السياسي لمعظمهم – وحتى أن وجد فان الآراء التي يعبرون عنها لا تمثل تنظيماتهم ).
3/ استبعدت الأقلام التي يشغل أصحابها مواقع قيادية في تنظيمات المعارضة فتلك في نهاية الأمر تعبر عن مواقف منظماتها وهي تصب في مجرى حركة المعارضة وأهدافها المعلنة والعامة .كما أنني استبعدت الأقلام التي كتبت كتباً سواء كان في الأدب أو السياسة أو التاريخ لأن ذلك يتطلب تخصصاً وتفرغاً ربما تناولته في مرحلة لاحقة . كذلك الأمر مع الشعراء ودواوينهم .
4/ أتناول بصفة أساسية الأقلام التي كتبت وتكتب باللغة العربية أو الإنجليزية وذلك لسبب بسيط هو أنني لا أقرأ اللغة التقرنية مع علمي بوجود عشرات الأقلام التي لها نفس الموقف وتقع ضمن نفس التصنيف السابق ولكن أتركها لمن هم أكثر تخصصاً ومعرفة بلغة التقرنية .
5/ أن ما أحاول تسجيله ليس بحثاً أكاديمياً ولا هو مسح ميداني شامل لكل الأقلام والمواهب والتجارب . إنها دعوة ومبادرة لتأصيل وتوثيق مناطق الضوء في حياتنا وتشجيع كل المساهمات التي ترمي حجراً في المياه الأسنة من حولنا .
إنها نماذج تحاول أن تجعلنا نقف علي أقدامنا ونتعلم من تجاربنا ونكتشف الطريق لمسيرتنا نحو المستقبل الجديد .
أولاً : أقلام جيل الثورة
ومرة أخرى أكرر بأنني معنى بمن هم أحياء يواصلون الكتابة بشكل منتظم وهم بعيدون عن مواقع القرار والقيادة في تنظيمات المعارضة .
إنها أقلام تشربت من تجربة الثورة وواكبتها صعوداً وهبوطا وأعطت وأخذت بقدر ما أتاحت لها الظروف .
1/ عبد الله سليمان
منطلقا من تجربته في الثورة الإريترية ( خاصة في الحقل الدبلوماسي ) بالإضافة إلي موهبته في الكتابة وقدرته علي التحليل استطاع أن يسهم في بلورة قضايا أساسية مثل الوحدة الوطنية والديمقراطية متعك الله بالصحة .
2/ عمر محمد أحمد
أنه أحد الرواد الذين قاموا بتشكيل العمل الإعلامي في جبهة التحرير الإريترية في مرحلته المؤسسية الثانية . متابع ومراقب ومثابر – لا تضيع منه الصورة الكبرى عندما تختلط الألوان وتتلاطم الأمواج . يأسرك بموضوعيته ويتسامى علي الجراح ويترفع عن الصغائر .
أنه شاهد علي كثير من الأحداث ويعرف خفايا وملابسات العديد من الوقائع والتحالفات ولكنه لا يستخدم ذلك آلا في إطار المصلحة العامة وبما يفيد القارئ لتكوين قناعته الخاصة متعه الله بالصحة.
3/ إبراهيم قدم ( أبو حيوت )
كان قائداً في الحركة العمالية – ولكنه لم يتوقف عند ذلك الدور – فمن خلال عضويته في المجلس الثوري لجبهة التحرير الإريترية أقام علاقات واسعة مع المقاتلين وأجهزة التنظيم المختلفة يعد من ( الحرس القديم ) للجبهة بمعنى حرصه الدائم علي تلك التجربة وتعاطفه وتضامنه مع مناضلي الجبهة أينما كانوا .
ينتقض عندما يرى أي محاولة للإساءة إلي تلك التجربة ، ولكنه بالمقابل غير متعصب لا تنظيمياً ولا طائفياً بل منفتح علي كل قطاعات المجتمع الإريتري ويتحاور مع الجميع . رغم اعتزازه بالتجارب الماضية الا أنه مهموم بالمستقبل وما يخبئه .أطال الله في عمره .
4/ ولد يسوس عمار
عرفته للمرة الأولى في مركز الأعلام الخارجي ببيروت وكان يحرر القسم الإنجليزي في صحيفة الجبهة . تمرس في الصحافة واكتسب تجارب ومعارف عديدة وأكمل دراسة الماجستير في العراق وكان لعمله مع اللامم المتحدة التأثير الكبير في فهمه لتداخل العوامل الإقليمية والدولية مع العوامل المحلية .
جرئ في طرح أفكاره حتى وأن لم يتقبلها الآخرون ولكنه مناضل عنيد ضد الدكتاتورية ومن الذين يحلمون بدولة سيادة القانون والعدالة وإذا أمد الله في عمره سيكون من الأقلام التي لها شأن في إريتريا المستقبل .
5/ دكتور تسفاطين مدهني
مثقف عصامي ومبرمج في حركته وعلاقاته كان ضمن شباب الجبهة ولكنه بعد هجرته إلي اروبا أتخذ طريقاً مستقلاً – وكتب الكثير وليس كل ما كتبه أصبح مقبولاً خاصة في مرحلة الثورة . ويكتب باللغتين الإنجليزية والتقرنية وهو في مقدمة أبناء المرتفعات الإريترية الذين كسروا حاجز الطائفية ودافع عن حقوق المسلمين الإريتريين وشرح أهدافهم بفهم عميق وقناعة راسخة . أنه أحد الجسور التي تلعب دوراً في الاتصال والتواصل بين أبناء الشعب الإريتري وهو أكاديمي باحث لا تحركه العواطف بل الحقائق التي يتوصل إليها من بعد بحث طويل وجاد . وفقه الله إلي مواصلة رسالته .
6/ جابر سعيد
ربما كان العديد من قراء الانترنيت لا يعرفونه ويظنون أنه من جيل ما بعد الاستقلال أنه أحد أبناء جبهة التحرير نشأ معها ورضع من ثديها وعاش أحداثها تقدما وتراجعا، وحدة وانقساما ، انتصارا وهزيمة . لم يتبوأ موقعاً قيادياً ولكنه كان في حركة ( كادر ) التنظيم وهي الحركة التي كانت تشكل وتحدد العلاقة بين القيادة والقاعدة . يمتلك معرفة وتجربة غنية في التركيبة الاجتماعية الإريترية – ولكنه لا يتوقف عندها بل يتصل ويتواصل مع السقف الأعلى – أي الهم الإسلامي وما يتطلبه من وحدة وتلاقي وهنا أيضاً لا يكتفي بذلك بل يتطلع ويبشر بضرورة الوصول إلي السقف الأشمل ( الوطني ) وما يجب عمله لتحقيق اتفاق ووفاق وطني يحقق الاستقرار والعدالة والمساواة . غزير الإنتاج ولا يهدأ حتى يشبع الموضوع بحثاً وتحليلاً ويعود إليه مرات ومرات إذا وجد أن الرسالة لم تصل إلي القارئ .
نسأل الله له التوفيق والصحة .
7/ إسماعيل علي
عرفته لأول مرة في بيروت ثم في مكتب الجبهة في ( طهران إيران ) يمتلك عقلية باحث وروح مناضل وهي المعادلة الصعبة التي لا تتوفر لدي الكثيرين . يكتب باللغة الإنجليزية ولكن همومه تتصل بمختلف تركيبة المجتمع الإريتري . متواضع في حياته الخاصة ، يتملكه طموح كبير لمجتمعه بصفة عامة ، حركة عقله أسرع وأوسع من حركة جسده ولكنه يحتفظ بتناغم وتوازن يجعل من مجمل حركاته إيقاعاً منتظماً بحيث لا يفقد الاتجاه والتوجه .
حظ سعيد إسماعيل .
8/ مصطفى كردي
نموذج للتلاقح والتمازج بين الثقافتين الإريترية السودانية . وإذا كنت قد وضعته ضمن قائمة أقلام جيل الثورة – فليس السبب عمره بل تقدمه السريع في فهم دروسها واسهامه المبكر في بلورة قضاياها . يتمتع بصفاء ذهن وتقديس للكلمة واحتراماً للرأي الأخر .
اتصاله بالثقافة السودانية لم يجعله يبتعد عن التركيز والتعمق في قضايا مجتمعه وشعبه بل أن ذلك أعطاه بعداً جغرافياً وإنسانيا للبحث عن حلول ومعالجات لتلك القضايا .أنه بحكم سنه يفهم عقلية جيل الشباب وبحكم تجربته وثقافته يستحضر تجارب جيل الثورة وهذا ما يلقى عليه مسئولية أكبر ودوراً هاماً في خلق صيغة ومعادلة لتواصل الأجيال وصولاً إلي صورة جديدة للمستقبل وأنت وأمثالك لها يا مصطفى .
الى الحلقة القادمة
الحلقة الثانية
ثانياً أقلام صحفية
1/ يأسين محمد عبد الله
أنشأ وحرر صحيفة ( المبادرة ) والتي أصبحت تنظيماً أو ناطقة باسم التنظيم وشارك في التحالف الوطني . ولكن لأن موهبته الأساسية هي الكتابة والبحث سريعاً ما وجد نفسه غريباً في دهاليز التحالف السياسية .
كانت رؤيته أشمل وأعمق من مناورات وتكتيكات التحالف – لذا عاد إلي تأسيس مركز لحقوق الإنسان وهو الجانب الغائب في أجنده المعارضة الإريترية كما هو مغيب في أجنده النظام الدكتاتوري في إريتريا . ومؤخراً أنشأ موقع ( سويرا) لإيصال الرسالة إلي كافة أنحاء العالم ولتعميق مفهوم حقوق الإنسان في المجتمع الإريتري ( الخرطوم ) وتجربته الصحفية تعود إلي ما قبل الاستقلال حيث عمل في مكتب الأعلام في التنظيم الموحد بل وفي الحركة الطلابية الإريترية لم أضع أسمه في القائمة السابقة ( جيل الثورة ) لأنه أولا ما يزال شباباً ولأنه أيضاً – وهذا هو الأهم – يمتلك حرفية الصحفي وخط طريقاً جديداً لتشكيل وعي صحفي وبنية تستند إليها الأجيال الصاعدة لتكوين مؤسسات صحفية وإعلامية تصبح جزء من المجتمع المدني الذي هو بالضرورة أحد أعمدة المجتمع الديمقراطي .
مجلة النهضة – استراليا
كان كل من محمد علي شيا ومحمد علي شعب رائدين في مجال صحافة المهجر ثم في إنشاء موقع النهضة الذي أصبح أحد المنابر التي كشفت ممارسات النظام الدكتاتوري وكانت وما تزال تعمل علي نشر وتوثيق كل ما يتعلق بالشأن الإريتري . أنها أحد المواقع التي تقلق النظام وأعوانه وتمثل شعاعاً يبدد ظلام الزيف والتضليل ، ويبشر بمستقبل يتعايش فيه الرأي والرأي الأخر .
عونا
مع وجود هذا الموقع أيضاً في استراليا ومع استخدامه أيضاً اللغة العربية مثل ( النهضة ) آلا أنه حقق التنوع واختط لنفسه نهجاً مختلفاً بحيث أصبح القارئ يجد ضالته في كلا الموقعين حسب توجهاته واهتماماته .
الفضل يعود إلي مدير الموقع ( عبد الوهاب جمع ) الذي يتمتع بموهبة إدارية وخبرة فنية . جعلته يعمل علي تطوير الإخراج والتصميم باستمرار . كما أنه يتمتع بشفافية ومصداقية تجعله يتعامل مع الجميع بالتزام ومساواة وحرص علي الضوابط . والفضل كذلك يعود إلي الصحفي ( أحمد محمود ) الذي دخل إلي هذا المجال تدفعه روح البحث عن الحقيقة وتقديم المعلومات للقارئ .
عواتى
تميز هذا الموقع بأنه يستخدم كل اللغات الإنجليزية والتقرنية والعربية . لكن تميزه أيضاً يعود إلي دور المشرفين عليه وإسهامهم المباشر والمستمر بالكتابة الثنائي صالح قاضي وصالح يونس . البداية كانت حماسية وطغى عليها احتدام الصراع ضد النظام الدكتاتوري . ولكن مع الوقت ومع اكتساب الخبرة خاصة في بلد ( أمريكا ) يعيش أعلى درجات التقدم التقني وفي الأعلام الحديث – أصبح موقع عواتي أكثر حرفية دون أن يفقد اتجاهه وموقعه تجاه الديكتاتورية .
موقع ( فرجت كوم
وهو أحدث موقع في استراليا – يتميز بأنه يستخدم اللغات الثلاث : العربية والإنجليزية والتقرنية . كما أنه يعطي اهتماماً خاصاً للتوثيق والجانب الثقافي – مرة أخرى نلتقي بثنائي صحفي ( منير صالح كرار وعبد العزيز عمر ) منذ بدايتهما وهما يمتلكان الحماسة والرؤية وأدوات العمل .
جمال همد المركز الإريتري للخدمات الإعلامية الخرطوم
أكتسب جمال خبرة خاصة في العمل الإعلامي في النظام الدكتاتوري – وهو من جيل الطلبة الذين اكتسبوا خبرات وثقافة المنطقة العربية في العمل الصحفي – مبادرة إنشاء هذا المركز تتميز بأنها ( ميدانية ) بمعنى أنها تعايش الأحداث بشكل يومي في السودان وتلتقي مباشرة بقيادات وفعاليات المعارضة الإريترية في السودان . بالإضافة إلي أن التجربة تحقق الاتصال والتواصل مع المؤسسات الإعلامية السودانية وهو ما سيكون له أثره في المستقبل بعد سقوط الدكتاتورية وقيام نظام ديمقراطي .
محمد طه توكل مركز الخليج للخدمات الإعلامية
عصامي – عشق الصحافة وعمل فيها منذ بداية حياته ومن خلال الاتصال والمتابعة تعلم الكثير وبدأ يخط لنفسه طريقاً مستقلا وجديدا لأداء رسالته الصحفية كما يراها ويؤمن بها . المشكلة هي أن معايير العمل الصحفي الحرفي قد تصطدم بالعلاقات السياسية خاصة في عالمنا الثالث . وهذه عقبة واجهت توكل – فالكثيرون يحملون الرجل فوق طاقته ويطلبون منه ما لا يستطيع بل ما لا يجب أن يقوم به . فعلاقة الصحفي مع السياسيين مفهومة ومطلوبة ولكنها سلاح ذي حدين – والمنظمات الإريترية تتعامل مع توكل كوسيط سياسي أكثر منه كصحفي والرجل في حيرة من أمره – فهو من جهة يريد أداء رسالته كصحفي محترف – ومن جهة ثانية يريد مساعدة أخوته من قيادات المعارضة الإريترية – وتلك معادلة صعبة التحقيق وقد تفقده العديد من تلك القيادات أو بالمقابل تؤثر علي أدائه الصحفي المهني . وذلك قدره وهو قادر علي الاحتفاظ بموقفه وسط الأمواج العاصفة التي تحيط به .
محمد عثمان علي خير
يهوى الكتابة ويجيدها منذ أن كان في الحركة الطلابية . كتب كثيراً وتصدى لانحرافات النظام ولكنه في نفس الوقت مارس النقد الإيجابي تجاه فصائل المعارضة . أنه خلية متحركة يتواصل ويتواجد في العديد من الصحف العربية ويصدر بين وأخر كراسات حول قضايا محددة تهم المجتمع الإريتري . ليس من الضروري أن تتفق معه في كل ما يكتب فذلك شأن الجميع ويكفي أنه قلم مشرع من أجل التغيير .
نصائح خاصة للأقلام الصحفية :
الصحافة كما يقال مهنة المتاعب ولكن لمن يحبها فهي أيضاً ممتعة . ولكن هناك مرتكزات وشروط يجب توفرها لضمان نجاح الصحفي خاصة في عصر العولمة والتنافس العالمي في تقديم الخدمات الإعلامية المتطورة .
1/ لابد من التزود بالعلم والمعرفة في مجال الإعلام وامتلاك وسائل حديثة ( التكنولوجيا الإعلامية الحديثة ) .
2/ الاضطلاع علي تجارب الآخرين والاستفادة من إيجابياتهم وعدم تكرار سلبياتهم .
3/ الالتزام بقيم وأخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي بصفة عامة . قول الحقيقة وتمليكها للقارئ والمستمع أمر أساسي ولكن إذا لم تستطع أن تقولها فمن الأفضل أن تصمت بدلاً عن التزوير والتبرير .
4/ هذا الجيل من الصحفيين يمثل نواة لإرساء أسس الصحافة الإريترية الحرة وعليه أن يستشعر عظم المسئولية ويرتفع إلي مستواها .لكم كل التقدير علي ما تقدمون وإلي الأمام .
الحلقة القادمة أقلام متخصصة .
الحلقة الثالثة
ثالثا أقلام متخصص
وهذه فئة تخصصت في مجال من مجالات العلم والحياة أما دراسة أو تجربة أو موهبة ولكنها لم تقف عند حد تخصصها بل ساهمت في قضايا الشأن العام إلي درجة ربما حجبت في بعض الأحيان ولدي بعض الناس ما يتمتع به هؤلاء في مجالات تخصصهم .
1/ الدكتور جلال الدين محمد صالح
وربما يقول البعض لماذا وضعت أسمه رغم أنك ذكرت في معايير التصنيف بأنك لن تتناول قيادات المعارضة الإريترية ؟ والدكتور جلال عضو في قيادة الحركة الفدرالية والسبب : أولاً اعتقد بأن الحركة الفدرالية هي مبادرة للبحث والدراسة أكثر منها حركة سياسية تتطلع لاستلام السلطة وثانياً فأنني أتناول الجانب التخصصي للرجل . الدكتور جلال درس وتخصص في العلوم الإسلامية وبهذا المعنى فأن أمامه مسئولية خاصة تتمثل في التنوير والتبشير برؤية إسلامية جديدة وصحيحة للقضايا التي تواجه مجتمعنا . يستطيع الدكتور جلال من خلال دراسته واضطلاعه أن يتصدى لقضايا ( الدين والحياة ) بدءا من الأمور السياسية ( الدكتاتورية والنظام الشمولي ) ونزلا إلي القضايا الاجتماعية ( الزواج الفن ) مروراً بقضايا التعايش مع الطرف الأخر والثقافة والاقتصاد . صحيح أن الدكتور جلال لم يهمل هذا الجانب وأن كان لو يتوسع فيه ، غير أن ما يقلقني بعض الشي هو آلا يذهب معظم هذا الجهد والوقت في مجادلات سياسية ونحرم من الشي الذي يمكن أن يمثل إضافة حقيقية في مجال الرؤية الإسلامية لقضايانا المعاصرة .
2/ محمود لو بينت
صمت كثيراً وكتب أخيراً وخير فعل فالصمت هو سلاح العاجزين والكلمة هي أداة الفعل والتغيير . درس الصحافة والأعلام ولكنه أمتلك موهبة فنية دفعته لإنشاء جمعية ( ود أمير ) لإحياء التراث وتطويره وأنا من المعجبين بفنه الغنائي خاصة التقرى وبالرغم من أنه من الأقلام القليلة التي تملك ناصية الكلمة العربية آلا أنه لا يجب الغناء بها !
كتب كثيراً وسجل محاورات ذات مغزى سياسي وثقافي ثم كتب عن تاريخ ( الجبر ) كان الجهد الذي بذله والبحث الدقيق الذي قام أسلوب جديداً لتناول القضايا العامة . يميز بالموضوعية والاستناد إلي المراجع والوصول إلي نتائج تجعل القارئ يواصل البحث في نفس الاتجاه للمزيد من التوثيق والتأصيل يأخذ عليه البعض أنه يتناول الجزء وليس الكل ويشيرون إلي حديثه عن تجربة الجبهة في المنطقة الشرقية .
ولكن أليس التاريخ في كليته هو تجميع للأجزاء ؟ فإذا كتبنا عن الشرق وكتب أخر عن الغرب حصلنا علي الصورة الكاملة . ومع التأكيد بأن تجربة الجبهة في أهدافها وشعاراتها ووسائلها ( الكفاح المسلح ) هي واحدة موحدة آلا أن ممارساتها اليومية وتطبيقاتها الميدانية كانت تختلف من منطقة إلي أخرى وفقاً للجغرافيا والتركيبة الاجتماعية والثقافية لكل منطقة .
3/ محمد هنقلا
درس في الشام وتفاعل مع الحياة الثقافية في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن قارئ ومتابع للأدب بصفة خاصة والعربي بصفة عامة . يكتب في النقد الأدبي ولا يبتعد عن الشأن العام كلما رأي ذلك ضرورة . يكتب أيضاً في جريدة ( الأمباسدور – السفير ) التي تصدر في استراليا بسبع لغات .أنه من جيل الشباب الذين سيتركون بصماتهم علي الحركة الأدبية والفنية الإريترية في السنوات القادمة .
أقلام نسائية
كان للمرأة الإريترية دوراً مشهوداً ومشاركة فعالة في مرحلة الثورة الإريترية وبعد الاستقلال أصاب المرأة ما أصاب الرجل من سجون واضطهاد ونفي وهجرة معاكسة . ومن ضمن الأقلام النسائية التي ظهرت في الآونة الأخيرة :
1/ حنان علي
خريجة كلية الأعلام – جامعة الأزهر – القاهرة شاعرة وناقدة أدبية وتمارس نشاطها الصحفي في جريدة ( الأمباسدور – السفير ) كسكرتيرة التحرير .
2/ سهام قندفل
درست في سوريا وهي بحكم نشأتها في أسرة كان علي رأسها والدها الشهيد أدم قندفل – من الرعيل الأول فقد تشربت قيم ومثل النضال منذ طفولتها . وهي تساهم الآن مع الأقلام الأخرى في القضايا التي تشكل هموماً إريترية عامة .
3/ عمارة صالح حمدى.
درست وتخرجت في جامعة الخرطوم وبدأت ممارسة الصحافة كمراسلة حرة وكتبت للعديد من الصحف السودانية . قامت بتغطية العديد من المؤتمرات الإقليمية في دول القرن الأفريقي خاصة ( الإيقاد ) .
الحلقة 4
رابعاً : أقلام شابة
بعد الاستقلال تفرقت وتمحورت قوى الثوري – بعضها تربع علي السلطة واستبعد الآخرين ( الشعبية ) والآخرون بدءوا تنظيم صفوفهم لمواصلة حركة المعارضة أو هجروا وتركوا القضية برمتها وهاجروا إلي أرض الله الواسعة كانت فرحت الاستقلال قصيرة وسرعان ما أنقلب الحلم إلي كابوس وظهرت الدولة الشوفينية التي طاردت واعتقلت الشرفاء وكل من لم يخضع لها ولقوانينها وبرنامجها . ومع الضعف الذاتي لحركة المعارضة في الفترة التي أعقبت الاستقلال بدأت الأصوات الإريترية ترتفع أما بشكل فردي أو مجموعات خاصة في المهجر .
وبدأت الأقلام الشابة تكتب ضد النظام وممارساته وسياساته وفي نفس الوقت توجه إلي المعارضة نقداً صريحاً أخطائها في الماضي ورؤيتها واستعدادها وإعدادها للمستقبل . إنها أقلام تتفق جميعها علي ضرورة صياغة المستقبل بشكل ومحتوى جديدين وإعطاء الاستقلال مضمونا يأخذ في الحسبان ما سقط ولم تشمله برامج وأجنده الثورة الإريترية . يؤكد ذلك ما تطرحه تلك الأقلام في رؤى وأفكار وحرصها علي معرفة ( الحقيقة ) في التجارب الماضية وهذا ما يفسر أن معظم هؤلاء ( أن لم يكن كلهم ) غير منتمين إلي منظمات المعارضة وأن كان العداء للنظام الدكتاتوري يمثل قاسم مشترك .
سأذكر بعض تلك الأقلام والتي أسعفتني الذاكرة بها بحفظ أسمائهم – ومرة أخرى أكرر بأن ما أسجله هو نموذج وهناك العشرات الذين يندرجون ضمن نفس الفئة .
1 / محجوب محمود
2 / صلاح أبوراي
3 / زين العابدين شوكاي
4 / محمد مسوكر
5 / حامد عمر ازاز
6 / فؤاد محمود عامر
7 / محمد عثمان همد
8 / محمد محمود حامد
9 / عبد الرزاق كرار
10 / محمد نور كرانى
11 / محمود ادريس
12 / محمد طاهر دبساي
13 / احمد فلبس ( يكتب باللغة الانجليزية )
14 / النعمان حب الدين
15 / سلوي سليمان
16 / أبو فايد
17 / على محمد سعيد ( باحث )
18 / عمر ليليش
19 / كرار هيابو
20 / متكل ابيت تالاي
21 / ابو همد حريراي
22 / محمد حامد ناود
23 / حسن ود الخليفة
24 / ادم صالح
25 / عبده سليمان
26 / ابراهيم فار
27 / ادريس همد ادم
28 / محمد عبد السلام
29 / عثمان صالح على
30 / أحمد اسناي
31 / حالى يحي
32 / حامد ضرار
33 / جمال البيشاوي
34 / حامد عبدالله
35 / عثمان العامري
36 / منصور دنقرار
37 / على عمر
38 / ابراهيم قبيل
39 / عبد الرحيم الشاعر
40 / سالم مؤمن
41 / احمد عثمان نائب
42 / أبو وضاح
43 / أبو رامي
44 / عبد الاله الشيخ
45 / منصور كرار ( يكتب باللغة الانجليزيه )
46 / ياسين مدني عبد القادر
47 / أبو صالح
48 / برهان على ( يكتب باللغة الانجليزية )
49 / محمود ايلوس ( باحث )
50 / باسم القروي
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6542
أحدث النعليقات