رسالة الى العوض على الله منه “محمد عوض”

                                          (حاولت الكذب والتزييف والأستهتار فأنصفتنا)

بقلم عمر ليلش – لاهاى

بالرغم من اننى كنت قد صرفت النظر عن الرد  على ذلك الضميرالذى يحتضر  للمدعو محمد عوض، بمجرد  قراءتى لتعليق الأخوة” أيمن”  و “ابوصالح”  و “عثمان” على اكاذيب قلمه المأجور الذى تفوح منه رائحة  الكذب ودلائل االتزييف و علامات النفاق ، الاّ اننى قررت ان اكتب هذه الأسطر القليلة لسببين:

 اولهما  وفاءاً  للوعد الذى وعدت به القراء  الأفاضل ، اما الثانى  لأضيف خيراً الى خيرات ايمن وابوصالح وعثمان، لأنه وكما يقال “زيادة الخير خيرين”  وذلك حتى تتسع قنوات اعطاء  العبر و الدروس الى كل من تسول له نفسه ان ينال من كبرياء  هذا الشعب الأرترى الصامد او يحاول تزييف تاريخه ونضالاته وتراثه وثقافته … ولكى نؤكد كذلك عبر هذه المنابر الأعلامية الحرة لأولئك الضالين الذين ماتت قلوبهم وضمائرهم  وتعودوا الحصول على مصدر الأرتزاق بطرق رخيصة وخبيثة  لأنفاقها على المومسات والحانات والبارات ، بأن وضع الحد لهم، لم ولن يتوقف على شخص بعينه او مكان محدد، بل انما لأرتريا اعين تحرسها فى كل مكان و زمان، ولذا هأنذا ارد عليه هنا، شاكرا اياه اولاً لوقته “الثمين” الذى قضاه فى قرأة مقالاتنا ومن ثم الرد عليها ،” متنازلاَ “  عن الساعات التى كان ينبغى عليه ان يقضيها  فىالحانات او فى احضان  احدى المومسات.

 واشكره كذلك  بتأكيده لنا ان اصواتنا ورسالاتنا قد وصلت الداخل عبر مواقعنا الوطنية  الأرترية على شبكة “الأنترنت”، وهذا ماشجعنى اكثر للرد عليه بالأضافة الى الأسباب التى سبق لى وان ذكرتها.

 

 وحتى لااطيل الحديث سأبدأ فى الرد عليه مستهلا اياه بنقطة البداية التى بدأ بها هو شخصياً وهى  ” عنوان” المقالة الذى بدأ  به مستهترا، قائلاً فيه :( المعارضة الأنشائية).

فالمقصود بكلمة الأنشاء التى استعملها هنا هى” التعبيراللغوى”….اى بمعنى نحن كقوى معارضة لا قوة لنا الاّ التعبير….. وبالطبع كان يقصد بتلك الكلمات التى اختارها عنواناً ، الأستهتار والأستهزاء من  عمل المعارضة الأرترية ، الا انه انصفنا  فيما كتب ولا ادرى اذا كان وقتئذٍ ، واعياً ام تحت تأثير الكحول كعادته. ولذا اجيبه قائلاً:

 

  السيد”العوض على الله منك”:

ما العيب فى ان نكون  كما وصفتنا ، قوى معارضة تعبر عن مشاعر صادقة ، نابعة من اصالة الأنسان الأرترى الذى ارادت ظروف  الحياة والثورة والنضال ان تجعل منه معدن اجتماعى نقى يبحث عن منابع لدم البيت الأرترى الواحد، بل الأصل الواحد، ليثبت وجوده كغيره من المجتمعات التى تتربع على افق الحياة الممتدة بين الأستقرار والرحيل.   … وماالجريمة  فى ان لا نكتب  بتعابير هدامة اى غير” انشائية”، وخاصة اننا  لانكتب  للحصول على مبالغ مالية رخيصة  مقابل ما كتبنا وما سنكتب.

 واذا افترضنا اننا  وبالفعل معارضة انشائيه وفقاً لوصفك، فما الحرج فى ان نحاول ان ننشئ جيلاً صالحا ذو خلق حسن  يتحلى بألفاظٍ  فضيلة وفاضلة،  ورثناها من واجدادونا  واباؤنا وامهاتنا وسنورثها لأجيالنا القادمة من خلال هذه المعارضة الأنشائية على حد قولك…. وا ننا اذ نفعل هذا، ليس الاّ  لشئ واحد وهو  لنقى انفسنا والجيل القادم  من استخدام الفاظ وتعابير وملامح وتنشأة  مدمنى الحانات والمموسات … ولذا ما تحاول  ان تصفنا به هزواً  يا السيد الذى” العوض على الله  منك” كما سماك الأستاذ” ابوصالح”… فهو لشرف عظيم لنا … نعم شرف عظيم ان يقرأ  ابناؤنا  مواضيعنا ‘الأنشائية  التى تنشئ جيل طيب اللسان والخلق والأخلاق  عبر هذه المعارضة “الأنشائية” ، بدلا من قراءة تعابير اهل الرزيلة و النفاق والتملق ومن ماتت ضمائرهم تحت اقدام  المومسات وا لأدمان فى إحتساء الخمور والسهرات.

 

السيد “العوض على الله منك”:

اشكرك مرة ثانية  بإنصافك لنا،  من خلال  اقررارك  والأعتراف بأننا معارضة، وليس من المستبعد  ان يتسبب هذا الأعتراف فى قطع وسيلة ارتزاقك  ويكون قد أتى بالنهاية المحزنة لتلك الليالى الحمراء التى  عهدت قضاءها فى حانات اسمرا، اذا علم مانحيك بأنك قد إستخدمت كلمة “المعارضة” فى وصفك لنا.  لأن هذه ا لكلمة اى “المعارضة” بالذات ستجعل مانحيك ان يجن جنونهم و تعكر اجواء  سكرهم ، ولذا اعتقد انه لامحال ان بهذا الأعتراف  قد قدت نفسك  بنفسك الى مفترق الطريق او نقطة النهاية اوربما ستكون احلام ارتزاقك قد هدمت ،أ و قد حان انتهاء  قضاء شهر العسل فى اسمرا بإعلان الطلاق،  الذى يمكن ان تكون فيه فرصة للترجيع  واعادة ابرام عقد الزواج مرة اخرى  مع نظام اسمرا ، فى حالة ان  افرادعصابة ذلك النظام المانح  يستسمح لك العذر او الشفقة،  لحالة الغيبوبة التى انت  وهم  بها بشكل دائم تقريباً،  بالأضافة الى درايتهم الكاملة بأنكم  متشابهون فى ان تقولوا وتكتبوا  ما لا تعون او لاتعلمون ، وذلك اما لسبب سلوك حياتكم الذى يغلب عليه طابع التعامل مع الأمور  بمنطق  بيع وشراء  الضمائر او بسبب  موت  ضمائركم تلك و التى لا محال ستدفن ، لان الموت يتبعه الدفن ، وبما ان الدفن يحتاج الى رجال اقوياء،   سنكون نحن المعارضة “الأنشائية”  الدافنون.

ولا اعتقد ايها السيد “العوض على الله منك”  انك تجهل حقيقة دفننا فى السابق، لجبروت وطغيان وأحلام الأمبراطور  هيلى سلاس ومنقستو هيلى مريام،  وكما اعتقد ايضاً  انك لاتجهل ان كلمة “هيلى” التى وردت مرتين متتاليتين لطاغيتين فى اثيوبيا ، تعنى القوة ونحن هى نفسها تلك المعارضة التى دفنت تلك القوة ، ولم يتغير فينا شيئ حتى يومنا هذا ،  الاّ انه حينها كان يطلق علينا اولئك الطغاة اسم الشفته اى” قطاعين الطرق” وانت  ومانحيك وامثالك اطلقتم علينا اسم”المعارضة الأنشائية”، لذا ستكون النتيجة هى نفسها ….. النصر او الشهادة لأننا امتداد طبيعى لشهدائنا الأبرار وجرحى ومعوقى وضحايا حرب التحرير الأبطال . وان هذه البطولات والمعارضة التى تحاول الأستهزاء منها…. فلم تكن وليدة اليوم او الصدف بل وليدة تاريخ مسطر بدماء طاهرة، لأن وجودنا وتاريخنا ا  لم يولد طفيلياً… نعم…

  ان التاريخ الأرترى  لم يولد طفيلياً، ولم يكن إنصهاراً للحبر على الصفحات والأوراق ولم يعد قصة خرافية أوخيالاً بات يشعل الأنسان، انما هو نسل بطل بعد زواج طاهر للحياة ليثبت نسل وجود انسان ولد من صلب الأحداث وغياهب الظروف… وهذا هو نسل الأنسان الأرترى الأصيل الذى تحاول انت  السيد “العوض على الله منك”  وامثالك الأستهزاء من اسلوب معارضته  التى يعبر عنها  وبكل صدق ودون أ قنعه،  بلغة  تسميها انت انشائية ونسميها نحن تعبير حقيقى نابع من الأعماق ، يصحبه عمل جدى. وما هذه الأسطر القلائل الاّ صدى ، بل شعاع اضواء تعكس بريق تحدياتنا التى زرعتها دماء شهداؤنا فى اعماقنا.

 

السيد “العوض على الله منك”:

اما فيما يخص ذكرك لتهمة الشيكات التى اردت ان تلفقها افتراءاً و زوراً على الشرفاء ، سأذكرك بالمثل السودانى الشعبى القديم  الذى يقول” العندو حرقص براهو بيرقص” ، اى بمعنى آخر كيف عرفت ان نظام اسمرا  لايدفع  لعملاءه ثمن العمالة نقداً بل عن طريق الشيكات؟

 ارأيت كيف  ان حبل الكذب قصير وكشفت نفسك بنفسك بأنك بائع ضمير، فلا زمة لك ولا اصل وانك مع من يدفع اكثر. ولعلنى لا ابالغ اذ قلت ، انك ستفعل اذا اتصل بك شخص ما، وطلب منك ان تشوه له النظام الأرترى  مقابل حفنه من المال بشرط ان تكون أكثر مما يدفعه لك نظام اسمرا.

 واذاكنت انا مخطئاَ فى تقديراتى فالرجاء تصحيحهذا الخطأ . واتمنى ان لا اكون قد قطعت عليك مصدر ارتزاقك  بمحاولتك للتحدى واثبات العكس  ، مع العلم  انه من المعروف ان الأدمان آفة يصعب التخلص منها.

 

اما بخصوص ما تكرمت به من مدح الى رجال الجبهة الشعبية الذين لم يتبدل عندهم الحال قبل وبعد التحرير الاّ الحذاء على حد قولك ! اتمنى ان تجاوبنى على سؤالى الذى اطرحه لك  قائلاً: اذا افترضنا صدق ادعاؤك بمعرفتك الى اولئك الرجال، اى رجال الجبهة الشعبية،  هل لك ان تخبرنى اين بعض اولئك الرجال امثال ابراهيم عافة وعلى ابراهيم و بيطروس سلمون وشريفو وهيلى دوروع  ومسفن حقوس و عبدالله ادم و شنقب و ادحنوم و… و ..الخ؟ هل لازلت تقابل  هؤلاء  الرجال  او تستطيع مقابلتهم ضمن اولئك الذين شهدت على انهم لازالوا  كما كانوا بالأمس فلم يغيروا شيئاً عدا الحذاء. وخاصة  وعلى حسب معرفتى المتواضعة، كان هؤلاء الرجال ركيزة ، بل اشهر ابطال الشعبية التى كنت تعرفهم قبل التحرير حسب ادعاؤك؟ وان كنت مخطئاً فصححى لى هذا الخطأ واخبرنى والجميع  من هم من رجالات الشعبية الذين عهدتهم رجالا ومازلوا هم الآن كذلك وللبلاد يحكمون، أتحداك ان تذكر لى ثلاثة اسماء لا غير.

 

اما ما يخص انتخابك لنظام اسمرا كقدوة يجب الأقتداء بها ، لا ادرى اذا كان هذا غباء منك ام استغباء!  ام كان الصك (الشيك) هذة المرة كان  يحمل فى طياته مبلغاً كبيراً !!!

فإن نظام اسمرا الذى  تروج الدعاية له، فإنه  وبمجرد  تحرير تراب الوطن ودخوله الى  اسمرا ، تعامل مع الجيش الشعبى لتحريرارتريا و جرحى ومعوقى حرب التحرير كالآت قديمة (خردة) يجب استبدالها بالات او  قطع غيار جديدة ( اسبيرات) وقال الى اولئك الجنود… إذهبوا فأنتم الطلقاء، اذهبوا  فسعيكم مشكور فلا حاجة لنا لكم بعد اليوم ، فأننا سنستبدلكم بآلات احدث منكم وهى اجهزة الأستخبارات وعندما احتج هؤلاء وطالبوا بالأعتراف بأدميتهم فقط،  ناهيك عن مطالبة الأعتراف ببطولاتهم وتضحياتهم ، كان الرد عليهم  بالسلاح النارى و الرمى بالرصاص  وهم عزل من السلاح  فى “ماى حبار” فى عام 1994 ، وكأنهم قطيع غنم او جنود لعدوٍٍ لنا. وان كنت تجهل هذه الحقيقة يا السيد “العوض على الله منك” طالع تقرير منظمة العفو الدولية لعام 1994 – صفحة ارتريا، واذا عسر عليك الأمر فى الحصول على هذه النسخة اى التقرير، اكتب عنوانك الألكترونى فى ردك القادم لأبعث لك به.

هذا هو النظام الذى تريده قدوة لأفريقيا. نظام طبق ولا زال، الحكمة التى تقول “ان النار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله”. وكما اننى لااعتقد انه قد فات عليك نتائج الأبحاث العالمية التى كانت نتائجها كالتالى:

– تعتبر ارتريا افقر دولة فى العالم اى تحتل المرتبه الأولىمن حيث الفقر المعيشى وشحة الغذاء والدواء.

– تحتل ارتريا المركز الأول فى اصابتها بالأمراض العقلية والنفسية وهروب الشباب والطلاب.

– تحتل ارتريا المركز الخامس فى العالم من  حيث عددد المصابين بامراض نقص المناعة المكتسبة وقلة الدواء.

 

فهل ترى ايها السيد” العوض على الله منك”  ان هذا النظام يصلح ان يكون مثال يقتدى به بعد نتائج كل تلك الأبحاث والكوارث؟

 

السيد “العوض على الله منك”:

وأخيراًاريد ان اذكرك ان لهذا الوطن ارتريا، طاقة شبابية متعلمة ومثقفة و واعية ومستعدة ان تسلك مسلك الأباء الشهداء والمقاتلين والمناضلين وجرحى ومعوقى حرب التحرير ، ليأتى طفل المستقبل شمساً وضوءاً ونوراً مشرقاً يرسل اشعته رحمة للأخرين من الأجيال القادمة ، ليصرخ  ويعلن  فى التاريخ مخبراً  ان هذا هو نتاج تضحيات الأجداد والأباء والأمهات الشرفاء. وكما اريد ان اذكرك شكرا لك لأنك، حاولت الكذب والتزييف والأستهتار فأنصفتنا.

 

وفى الختام  اسأل الله لك “السيد اعوض على الله منك ) ولرفاق إدمانك ان يشفيكم  من بلاء الأدمان التى بليتم بها وان يرد الروح فى ضمائركم التى تحتضر،  آمين.


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6586

نشرت بواسطة في أبريل 3 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010