خواطر امرأة من معسكر اللأجئين

عمر ليلش – روتردام

 

احتفلت المرأة وكل احرار العالم فى الأيام القليلة الماضية فى كل انحاء العالم ،  بأحياء الثامن من مارس –  يوم المرأة العالمى.

وبالرغم من السعادة والفرحة التى تغمر المرأة فى كل ارجاء المعمورة فى الثامن من مارس من كل عام ، نتيجة للمكاسب الأيجابية  التى تحققها عامٍ بعد عام  فى شتى مجالات  الحياة المختلفة  ، الاّ احتفال المرأة الأرترية بهذا اليوم  يظل ، حالة استثنائية، حيث تسوء اوضاعها عام بعد  عام على نغيض نساء العالم الأخريات وذلك  جراء سياسة نظام اسمرا القمعية الذى  احال حياة المرأة الى جحيم.  ففى كل عام يزيد عدد الأرامل والثكالى والحيارى…. وفى كل عام  ينال الفقر والفاقة والحرمان منها.

ولعلنى لا ابالغ اذ قلت ان امرأة ارترية فى اوائل العشرينات من العمر ، تبدو فى شكلها ومظهرها وكأنها فى الستينات من شدة الحزن والهم والغم الذى اصبح وجباتها الغذائيةاليومية. 

وبالرغم من تلك الأوضاع السيئة والظروف الصحية والأقتصادية والنفسية الصعبة، تجدها، سباقة فى احياء ذكرى الثامن من مارس والأحتفال بهذة المناسبة ، تعبيرا منها لفرحتها، للمكاسب التى تحققت لأخواتها فى سائر بلاد العالم الأخرى….. حيث هى تلك شيمة المرأة الأرترية مثال التضحية والعطاء …. نعم انها تلك الأم والأخت الصبورة التى  لاتعرف الأناننية والحسد والحقد والبغض والكراهية …… فهى تلك المرأة التى  تحتفل بما تحقق للأخريات من مكاسب و نجاحات ورقى وحياة حرة كريمة… وهى تلك المحرومة حتى فى هذه المناسبة ، من زيارة  بعلها او اخاها او احد فلذات اكبادها …. ذلك الرجل الأسير فى احد  دهاليز وغياهب السجون دون ما تعرف هى ولا حتى هو سبب الأقامة ووجبات التعذيب اليومية فى تلك الزنزانات.

 تحتفل المرأة الأرترية  وكلها حسرة و  دموع لتقول لبقية نساء العالم … هنيئاٌ لك اختى …. هنيئا لك لأن ميلادك كان بعيد من هنا حيث الكابوس وعصابته …. حيث الكابوس وزمرته  والاّ افراحك بهذه المناسبة ، كانت ستكون لأفراح غيرك مثلى . هنيئاً لك وانا أحتفل بما تحقق لك  من عدل ومساواة ، هنيئاٌ لك وانا احلم من 8 مارس 1993 ،  بيوم  ربما سيأتى لتحتفلى به من اجلى ….

 

 مع هذه الخواطر وألأحلام  والآمال والألآم  احتفلت المرأة الأرترية فى معسكرات اللاجئين الأرترية فى السودان  بهذه المناسبة ، ليس تعبيرا عن فرحتها بالأنجازات التى تحققت ولكن لطلب النجدة والأستنجاد….. لطلب الرحمة والرأفة وتخفيف العذاب….

تحتفل المرأة  فى العالم بما تحقق والمرأ الأرترية  فى المعسكرات تسأل اختها افى المهجر قائلةً:

هل رأيتى صورة طفلى الرضيع

هل رأيتى صورة ابنى الوديع

هل رأيتى صورة معسكرنا  كيف به حال الجميع

هل زرتنى فى موقع ادال وتقوربا وعونا واخبرتى عنى الجميع

ام زرتنى  فى قبيل وقلب فرجت  وفى عقول اهل النهضة المنيع

فان لم تكن ذرتنى يا اختى بعد….. فافعلى لتعلمى كم هنا من  جياع

فافعلى اليوم  … لأن  ربما غدٍ لا تفيد ابنى النجدة والأسراع

 فاسرعى ربما غد اوبعده سيكون  حان يوم الوداع  

…………………………………………………………………………..

 

ترقبوا فى الأيام القليلة القادمة ما يلى:

– مقاتلات حرب التحرير يتحدثن عن تجاربهن النضالية  والحالية…. على هامش الأحتفال بيوم المرأة العالمى فى هولندا

 

– زهور محمد على تقول فى كلمتها بمنابة يوم المرأة العالمى فى هولندا:

(لابد لنا ان ندرك اننا  لايمكن ان نبنى مجتمعاً حراً والمرأة تعيش تحت اغلال من القيود تعوق تقدمها،  ولا يمكن ان نبنى…الخ)

– رسالة شكر وثناء  وتقدير لقيادات قوى المعارضة تحت عنوان ( اثلجتم صدورنا)

– رسالة الى الأستاذ محمد عوض تحت عنوان:( حاولت الكذب والتزييف والأستهتار … فإنصفتنا)

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6590

نشرت بواسطة في مارس 14 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010