التلفزيون الإرتري يتجاهل معاناة الإرتريين ويهتم بقضايا دول الجوار
ابو وضاح
عكف التلفزيون الإرترية خلال الأسبوع الماضي في تغطية زيارة الرئيس أسياس التي قام بها إلي مناطق سنعفي وعدي قيح والعديد من المناطق المجاور لها وكان التلفزيون الإرتري الذي عرف علي مدي السنوات الماضية “بالخاوي” من البرامج ويفتقر إلي الموضوعية والمهنية في بثه، قد وجد ضالته في زيارة الرئيس الأخيرة إلي المناطق الزراعية المزكورة لتكون المادة الرئيسة والدسمة له خلال الأسبوع المنصرم بسبب الفراغ الكبير الذي يعاني منه من ناحية وليظهر مدي التفاف الشعب الإرتري في الداخل من حول الرئيس افورقي من ناحية أخري، ومهما يكن من أمر فأنه فشل في تقديم مادة تفيد المشاهد الإرتري اوغيره وفق تقاليده وأعرافه المختلفة ومواكبة الطفرة العلمية التي تحدث في العالم، وأن التلفزيون الإرتري الحالي منذ أن أسسته الطغمة الحاكمة لم يقدم سواء الأغاني المحلية والعالمية علي مدار ساعات البث بجانب الأغنية الغربية الهابطة أخلاقيا والتي تتنافى مع الموروث الاجتماعي والثقافي للمجتمع الإرتري ويعد ذلك انتهاكا سافرا لشرعية وخصوصية البيت الإرتري المحافـظ وأصبح يطلق الشارع العام الإرتري عليها أي “الفضائية” بـ (بيت العرس) هذا فضلا عن المساحة الكبيرة التي منحها التلفزيون من وقته القليل أصلا إلي ما أسماه الاهتمام بقضايا دول الجوار.حيث أولت الفضائية اهتمام خاصة للشان السوداني عبر برنامج (ضيوف الفضائية الإرترية) وذلك في السابق قبل أن يعود النظام إلي رشدها ويطلب تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الخرطوم “لشئ في نفس يعقوب” وكانت قد خصصت البرنامج من اجل كشف مساوي السودان في الوقت الذي لم يتناول الإعلام السوداني المتطور عن إرتريا شيء لا من بعيد او قريب وبذلك (أصابه في مقتل)، وكذلك إثيوبيا التي اصبحت المادة الأساسية للتلفزيون وشغله الشاغل عبر تخصيص أوقات كانت أولى بها برامج التنمية في البلاد أو برامج لبعض القوميات التي تتطلع أن تبث لغتها ولو لربع ساعة في الفضائية “التي لم تعد فضائية إرترية خالصة” وتبث لغات لا يعرفها الشعب الإرتري ومن شانها أن تزيد العداء بين الشعب الإرتري وشعوب المنطقة. وأخيرا وظف النظام التلفزيون في الصراع الإقليمي الدائر الأن في الصومال لتصفية حسابات النزاع الحدودي مع إثيوبيا من خلال دعم المحاكم الشرعية الصومالية لمجرد أنها تختلف مع عدوها اللدود(إثيوبيا) كما دخلت في عداء مع الحكومة الصومالية الانتقالية ومن غير سبب فقط لأنها تتمتع بعلاقات وطيدة مع أديس ابابا ورغم أنها تدعي بأنه حريص علي مصلحة الصومال في الوقت الذي تسعي فيه لجعل الصومال الساحة المفضلة لتصفية الحسابات القديمة والجديدة بينها وبين أديس ابابا كما تدعي بأنها حريصة علي أمن واستقرار المنطقة في الوقت الذي يعتبرها الكثيرين بأنها عنصر يشكل عدم الاستقرار وجسم غريب ومصدر للأزمات في منطقة القرن الأفريقي.
أعود بكم إلي محور المقال فأن زيارة الرئيس التي غطى التلفزيون تفاصيلها ولم يترك مشهد قط وإلا نقله بالصوت والصوره منذ أن كانت فكرة وإلي أن عاد منها في رحلة استغرقت ثلاثة أيام حسب التلفزيون حيث كان يتم استقباله في أي منطقة وقرية يصل إليها بحشود من مواطني تلك المناطق الذين يعتقد أنهم اخطروا من قبل بالزيارة ليتم استقباله بالزغاريد الورود بجانب طبق من “الكسرة” والعصيدة وأكلات التقليدية غيرها في مظاهر تكشف مدي الإطراء والحب الذي يكن هذا الشعب المغلوب علي أمره (للرئيس) الذي أجبره بلا شك علي ذلك. وفي كل الأحوال ما لفت انتباهي هو غياب شريحة الشباب من الجنسين من تلك الحشود الغفيرة الذين كان أغلبهم من النساء ما فوق سن الثلاثين والشيوخ بجانب الأطفال مما يجعل البعض يتساءل عن “الشباب” الذين عادة ما يتصدرون المشاهد في مثل هذه المناسبات.
والمرء قد يسأل فخامة الرئيس أين الشباب الإرتري ألم تلاحظ فخامتك أن من كانوا يستقبلونك هم نساء وشيوخ وأطفال فقط ؟ إذن أين الشباب أما هربوا من البلاد أو في السجون أم اغلبهم في مسكرات التدريب “ساوا” للخدمة الوطنية التي لم يحدد لها سقف زمني، أذن أين المنظمات الطلابية والاتحادات الشبابية والنقابات العمالية .أم أن المجتمع المدني في إرترية اصبح فقط نساء واطفال .
لكن وكارتريين من حقنا المشروع أن نتساءل كيف ستنهض التنمية بشيوخ نال منهم الزمن وهم يحملان صخور من الحجارة ويحاولون تفتيت الجبال بالقوة في ما يعرف ببرنامج التنمية وهم الذين اتوا بنور الحرية وكان علي النظام أن يأخذهم علي كفوف الراحة وليس أن يعاملهم معاملة الرقة كما يصوره التلفزيون… في وقت يتم تغيب الشباب من الساحة يدخرهم افورقي “لليوم الأسود” عندما يخوض المعركة الحاسمة التي ستتوجه زعيما إقليميا كما يحلم…!
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6664
نشرت بواسطة فرجت
في سبتمبر 29 2006 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات