الأستحسـان زكاة للقائـل وزاد للمسـافـر

جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم

اعجـبت كثيـرا بماكتـب الأخ الاسـتاذ/ عمـر جابـر عمـر تحـت عنـوان ,, قـراءة فى دفتـر الـوطن،، على صفحـات عونـا/ النهضـة 24 فبـرايـر 2006م، فقـد عمم الـرجـل وخصـص فى اٍشـادته بالمواقـع والكتـاب، وهـذا شـيئ جميـل أفتقـدنـاه منـذ بـدء كتاباتنـا الأولى، ولا شـك ان التشـجيـع حسـنة وزكاة للقائـل، وبمـا أن الاسـفار متعـددة ومختلفة الاتجاهـات وأننـا هنـا بصـدد سـفـر الى ماقبـل عشـرات السـنين، اذن هـذا الاسـتحسـان زاد معنـوي يـدفـع الكاتـب المبتـدئ او المحتـرف لـزيادة اٍنتـاجه والاٍهتمـام بالكلمة والصياغة، بالاضافة الى جـودة المـادة وسـلاسـتهـا، وهـذا قطـع شـك يعيـنه للوصول الى محطـته الأخيـرة بيسـر وسـهولة اذا كان هنـاك شـيئ مـن الاٍرادة والصبـر، وايضـا توخى الصـدق خصوصـا فيمـا يختص بالمـادة التاريخـية التى تـلامـس كافـة الأطـراف والجماعات المتباينة والمتجانسـة. وبمـا أننى كـتبت بعض النبـذات التاريخـية المـرتبطة بأحـداث مازالـت محفورة فى الأذهـان، وايضـا مـازال بعض صناعهـا على قيـد الحيـاة، اذن هـذه المعطيـات تفـرض عليّ ان أتوخى الحـذر أكثـر مـن غيـرى، اٍن لم يكـن لصالح الصـدق نفسـه، على الأقـل مـن اجـل نفـسى والحفـاظ على مصـداقـية ماأكـتب، وقـد لايعـرف القـارئ الكـريم أننى لا أمـلك اٍرشـيفـا خـاصـا أو عـامـا أسـيـر على هـداه أو أسـتعـين به كلمـا كان هنـاك لبسـا مابـين معلومـتين، خصوصـا ان ماأختـزنته ذاكـرتى المحـدودة قـد أوشـك على النفـاد، عليه حاولـت مـرارا ان أدعـو الشـيوخ والشـباب ليمـدوا لى يـد المسـاعـدة، بمـا يمـكننى مـن اٍعطـاء هـذا الأمـر قـدرا يسـيـرا مـن حقه بقـدر المسـتطاع، لكننى لم اوفـق فى اٍيجـاد المـدخـل المناسـب، أمـا الآن وبعـد ان تكـرم الأخ عمـر جابـر بتوضيـح الغـرض مـن كتابة هـذه النبـذات التى عـرفهـا بالتوثـيق و … ألخ، وايضـا بعـد أن عـرف الناس أهمـية التوثـيق خصوصـا فى هـذا الـزمـن الـذى سـادت فيـه جماعـات بـرعـت فى التـزويـر لا التحـويـر، لابـد أن نضـاعف مـن جهـدنـا، هـذا ان جـاز لى أن اسـميه شـيئ مـن التوثيـق أو قـل الأعـداد لـه، وأيضـا لابـد أن أشـد على يـد كل مـن دعى أو يـدعـو الى توسـيع دائـرة البحـث، بمـا يضـمن تـدفـق المادة الحـية التى تثـرى بـاب ,, شـخصيـات صنعـت تاريخنـا الحـديـث،، ـ فالبـاب منكم واٍليكم ويسـعـده أن يهـيب بـكل الأقـلام الصادقة ان تمـد يـد العـون ـ كمـا لا يفوتنى أن أشـكـر الأسـتاذ/ عمـر جابـر على كلماته الطـيبة التى قالهـا فى شـخصى، وأيضـا على توضيحه الغـرض والمغـذى مـن وراء كتابة هـذه النبـذات التى قـد تفيـد اليـوم أوغـدا كل مـن يحـاول كتابة تاريخ الكفاح المسـلح الـذى دام لثـلاث عقـود سـابقة حتى تـم تحـريـر الأرض واٍعـلان الاسـتقـلال، ولا زالـت السـاقـية مسـتمـرة فى دورانهـا الاٍنسـانى والآلى حتى يتحـقق تحـريـر الانسـان ويعـم العـدل والسـلام سـائـر بقاع أرضنـا الطيـبة، أيضـا أشـكـره على اٍشـاراته الواضـحة مـن نحـو: ( أنه جهـد يحتـاج الى شـبكة واسـعة مـن الناس لجمـع المعلومـات والأحـداث التى كادت أن تختفى مـن ذاكـرة الأجيـال، وهـوكـذلك جهـد بحاجة الى ذاكـرة قوية موجهة ومبـرمجة للوصـول الى تـلك الحقائـق، وأخيــرا هــو جهـد بحاجة الى اسـلوب سـلـس يقـدم الانسـان كمـا هـو بحيـاد المؤرخ ومشـاعـر المؤيـد والملتـزم بتكويـن اللوحة العـامة). الكـلام حلـو وطعمه مثـل الشـهـد ولـكن فى الحقيـقة لا أعـرف مـا اٍذا كان مـدحـا أو قـدحـا، عليـه أكتفى بما قاله ,,الصـديق،، عليه رضـوان ألله، اٍذ قـال وبصـرف النظـر عـن التقـديم والتأخيـر .. لا يعـرف الفضـل لـذوى الفضـل اٍلآ أهـل الفضـل .. أشـكـره على كلماته الطـيبة وبـدورى أدعـو الأخـوة الأفاضـل الـذين يحفظـون بعض او كل المعلومـات ان يكتبـوا مباشـرة للموقـع، أو يمـدونى بالمـادة عبـر الموقـع حتى نتمكـن مـن تغطـية هـذا الفـراغ مـن خـلال عمـل جماعى يقـربنـا مـن الحقيـقة، أو على الأقـل نوفي به الشـهـداء كجـزء يسـيـر مـن حقهم الطبيـعى، وهـو أيضـا تأكيـد على تقـديـرنـا لهم ولتضحياتهم المقـدرة سـلفـا مـن كافة قطاعـات شـعبنـا البطل. أمـا السـلاسـة أو عـدمهـا بالتأكيـد تعـود الى مـدى مقـدرة وتمـكن الكاتـب مـن اللغـة، وهـذه محكومة بمقـدرتنـا التى لا تخفى عليكم، ممـا يسـتـدعى الأمـر الى التكاتـف والتضامـن مابـين المجتهـدين والعلمـاء.

الشـكـر لكافة القـراء وهـم مـدعوون اليـوم قبـل الغـد ليمـدوا لنـا يـد المسـاعـدة، وان جـاز لى أن اضـيف كلمة أخيـرة، أحـب ان اذكـرهم ان كل مـن قـدم حياته مـن أجـل الـوطن، يسـتحق منـا الأجـلال والاحتـرام وضـرورة توثيـق نضالته الـوطـنية، بصـرف النظـر عـن الموقـع التنظيمى الـذى ناضـل فى اٍطاره. ولابـد ان نقـر ان,, الهم واحـد، والتضحيـات هى نفـس التضحيـات، طالمـا كانت فى سـبيـل الـوطن ومـن أجـل تحقـيق عـزته،، ـ ومـن هنـا نؤكـد ضـرورة توثيـق نضـالات أبطالنـا الـذين قـدمـوا دمائهم مـن أجـل هــدف سامى، هـو تحـريـر التـراب وحـرية الأنسـان الارتـرى الـذى يتـراشـق او يقتتـل بعضـه اليـوم مـن أجـل الفـوز بمـا لم يـدفـع أثمانه، فهــــــل نسـتمـع لصـوت العقـل لحظة فنتـرحم على أرواح شـهـدائنـا الـذين منحونـا الحيـاة، ونقـف دقيـقة واحـدة اٍجـلالا واٍحتـرامـا لهم ولمواقفهم البعيـدة عـن عبـادة الـذات، ومـن ثم نبـدأ مسـافة الألـف ميـل بمـا تيسـر لـدينـا مـن الحقـيقة تاريخـا، وجغـرافـية وسـياسـة سـابقة وحاضـرة، بما فى ذلك ممارسـة النقـد والنقـد الـذاتى مهمـا كان مـرا، وكـذلك الاٍتيـان بتنبـئـات مبنية على قـراءات واعـية، أم … سـنظل نتحسـس مـن كل شيئ، وننتظـر المسـتشـرقـين وهـواة كتابة التاريـخ ليقومـوا مقامنـا فيسـمون الأشـياء بغيـر أسمـاءهـا، ممـا يفسـح المجـال للمـزوريـن والمـرابـين ليحشــوا عقـول أبنائنـا واحفادنـا بتاريخ مـزور لا صـلة له بنـا وبنضالنـا أو بالحقائـق المحضة !!.

عـذرا اذا كـنت قـد أثقلـت على القارئ الكـريم، والسـلام ختــــام.