الجنرال الاثيوبي والاعلام الارتري
مركز الخليج
12/8/2006
(عض الكلب الرجل) لم يكن خبرا خطيرا ولا مثيراعندما كان الإعلام وطنيا وموضوعيا، ولكن لان الموازين اختلت صار هذا الخبرالاعتيادي خبرا مثيرا في وسائل إعلام الحزب الحاكم.
ولكي لا نغضب خبراء اعلام الحكومة الارترية بنظريتنا الجديدة التي حطمت نظريتهم القديمة ( عض الرجل الكلب) نضع بين أيديهم نموذجا لخبر لم يكن ليحسب ضمن الأخبار التي تستحق التلوين والنشرات التفصيلية ، ولكنه بقدرة قادرتحول إلي خبر مثير وخطير
يقول الخبر ( أن اللواء كمال قالشو والعقيد أبيب يرافقهم 150 جنديا قد أنسلخو من الجيش الإثيوبي وأنضمو إلي جبهة تحرير الارمو ، وأكدت وزارة الدفاع الإثيوبية هذا الخبر إلا أنها قالت إن الضابط هرب بسبب عدم حصوله على درجات تؤهله للترقي )
ذاك هو الخبر .. فأين الإثارة .. وأين مكمن الخطر – بالنسبة لنا كإرتريين- حتى يقيم الإعلام الارتري الدنيا ويقعدها لآجله ، ويتحدث بإسهاب في نشرات الإخبار وعناوين الصحف عن أسباب ومسببات فرار هذا الجنرال وإفراد سريته.
وفق المفهوم الموضوعي لهمومنا الوطنية كإرتريين يجب إلا يتخطى هذا الخبر مكانه في زمان حدوته مساحة ربع بوصة في الصفحة الثانية من إي صحيفة أو 4 دقائق في نشرة إخبارية ألا إن تكون هناك أزمة أخبار بالإعلام الحكومي.
و لكن لان الموازيين أختلت – كما أسلفنا – و الاهتمامات والهموم الوطنية باتت حزبية أصبح كل ما يتعلق بالشؤون الداخلية لدول الجوار مثيرا وخطيرا في وسائل إعلام الحزب الحاكم خاصة وإذا كان الأمر يتعلق بإثيوبيا.
والسؤال الذي يطرح نفسه ألان الم يكن من الأحرى بالإعلام الارتري أن يتناول أسباب ومسببات فرار جيشة وشعبه بدلا من يصخ مسمعنا شرحا وتفصيلا عن الحالة التي وصل إليها الشعب الإثيوبي متناسيا تمام الحالة المزرية حقا التي وصل إليها الشعب الارتري من قهر واضطهاد وتشريد وتعذيب وتنكيل وتحقير مما ملأ في نفسه الرعب والخوف من كل ذي صلة بالوطن ، حاكما كان أو محكوما و وصل المرحلة التي تشابهت عليه الأشياء ولم يعد يفرق في التفكير والتدبير بين الوطن و(الحزب الحاكم ) لان الأخير -كما يقولون صدقا – استخدم الأول خنجرا في صدر الشعب حتى أصبح التحدث عن أوجاعه موجعا ، وبفواجع وطنه مفجعا .
ونأسف إن نقول انه في الوقت الذي تتداعى فيه المنظمات الطوعية لمساعدة الشعب الارتري الذي يترضع جوعا ويعاني ثلث سكانه من سوء التغذية نرى الحكومة الارترية تنفق إنفاق من لايخشى الفقر على تسليح ودعم حركات التمرد في دول الجوار ليتبقى في أرضنا مالا ينفع الناس واقعا وشرا مستطيرا
ألم يكن من الأجدر للحكومة إن تدفع أموالها (التي جمعت من حر مال الشعب) في تحسين المستوى المعيشي والتقليل من مستوى الفقر وسد رمق هذا الشعب الجائع
ولكن لان الاهتمامات أصبحت حزبية -كما أسلفنا- نرى حكومة السيد افورقي تجتهد هذه الأيام في إقامة المهرجانات ظنا بأنها التنمية والازدهار.
ذكر في تاريخ إفريقيا إن إحدى محاكم الاستعلاء العرقي في جنوب إفريقيا (قبل تحرير الأفارقة) حكمت على إفريقي بالسجن والغرامة عندما صدمته إحدى عربات البيض بحجة أن الافريقي الذي كان راجلا في خط سيره هو من صدم العربة المسرعة وليس العكس ، الحزب الحاكم (تقريبا) استفاد من قوانين تلك المحاكم العنصرية حيث تصدم المواطن بسياساتها الحزبية وتحاكمه بالسجن والإبادة والجوع بحجة إن المواطن المغلوب على أمره هو من تصطدم مصالحه مع سياستها في دعم المتمردين واقامة المهرجانات التسولية … ولله درك ياشعبي .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6796
أحدث النعليقات