اندنت فوارق ومفارقات تحت لعبة الديمقراطية ومكايدات الطائفية
عبدالله عثمان
مسار السياسة الارترية ياخذ دائما منحنيات تختفي عندها درجة التوافق وتبرز انانية الموقف من اعتبار هوية مرجعيات المجتمع المتباينة .. في سالبية اصبحت جزء من النظر الى مألات الأمور ونفي الآخر بل مجرد السماح له بان ينادي بجزء من حقوقه .
وبقراءة سريعة للتاريخ السياسي القريب لارتريا نلاحظ بكل وضوح ماهية ومكون ناتج الصراع الذي وظفه العدو الاثيوبي اولا ثم مكنت له بعض الاطراف في الثورة الارترية وعضدت من اركانه الجبهة الشعبية وفرضته واقعا بسلطتها الديكتاتورية ..وتتخذ منه بعض الاطراف رؤيتها السياسية في هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا من جراء ابعاد هذا الفهم الالغائي لكل آخر مهما كانت مساهماته وخضوعة ورغبته وتطاوعه في التنازل عن حقوقه .
ورغم انكشاف عواره الا اننا نتغاضا عنه.. ولا نعترف بسطوته ومدى تاثيره في رهن الواقع الحاضر بظلاله وانشداده اليه ..في سذاجه لا ادري اهي من الغباء ام التدابر ؟ ام هي لعبة بين الاذكياء ؟؟ ولا اظنها لان من يتعامل بذكاء مع مستقبله هو طرف واحد مستنفر تحت كل لحظة ومستعد للانقضاض على الاخر واستخدام كافة اسلحته الهجومية وفي مقدمتها الوحدة ( الوهمية ) الوطنية التي نتنازل لها من كل شئ نحن المسلمين وبدون مقابل شئ.. في غمرة جنوحنا نحوها .. والتي نتباين نحن والاخرين كثيرا في ادراك ماذا تعني!!! لانه لكل منا تفسيره فمنا من يعتبرها دمية مقدسة من واجبه الدفاع عنها مهما كان الثمن.. ومنا من وضع خطوط حمراء للتعامل معها ربما يغرق في طائفية اقصائية ذات منطلقات وخلفيات تكون اكثر شرخا لاي عملية تلاقي في الحاضر والمستقبل.
ومع هذا نصف من يدخل في الموضوع مباشرة ويدلل بقوة على مكامن الشرخ وعمق الداء ..نصفه بالصوت النشاز في تعبيرنا للجمهور بالخارج ..وخميرة عكننة للوحدة الوطنية لرفقاء النضال ولا يمثل الا نفسه .. ومحق ومتعجل لجمهورنا الموالين لنا .. انها قمة النفاق السياسي الذي يصنع العاجز الكسيح.. الذي لايستطيع ان يتبنى فكرا ولا يقود جمهورا الا في سراديب الظلام وأقبية السجون..
ان ما يصيب السياسة الارترية في مقتل ويعمق مزيد من الهوة وعدم الثقة هو النعيق خارج حلبة المشكلة وتجميع اللفافات والمسككنات لاي حوار يدير نقاش حول الاتجاهات المطلوبة.. التي نبني عليها قرارتنا المصيرية والتى تعالج مشاكلنا المسكوت عنها رغم وجاهتها وضخامنها وعمق تاثيرها ..
والطامة الموجعة تتعاطي نخبنا للسياسة من باب تزجيت الوقت في الاسفار ولعن الديكتاتورية دون حلحلت وتفكيك جذور المشكلة السياسية الارترية ودخول غابة المحذور والشائك فيها…لبناء ضمانة حقيقية توضح ارضية الوحدة الوطنية والتي تصبح سيفا يرفع على كل من اراد ان يقترب بالتحليل والتناول لأزمة ارتريا الحقيقية ..لانه في تقديري لا تتمثل ازمة ارتريا في النظام الدكتاتوري الطائفي الحالي وان كان لاعب اساسي فيها انما تتمثل في دراسة وافية لا سباب حزب اندنيت واقرار اللغة الوطنية لارتريا و منفستو نحن وعلامانا ودواعي ازمة فقرة الشريعة في ميثاق التحالف لأن تجاهلنا المستمر لسلة المهملات من قضايانا الحيوية يشكل مزيد من الاعاقة لحاضر ومستقبل ارتريا ويشكل حالة من الاحتقان قابل للانفجار باستمرار .
اذا دعونا نصرخ بملئ فينا لنقول ماذا يريد المسلم الارتري( وليس الاسلاميين الارتريين ).
بكل صراحة يريد عزة وطن ينعم فيه بهويته وقيمه.. التى من اجلها منذ فترة تقرير المصير حرقت ممتلكاته وهجر وطورد في اسمرا ومندفرا … وابيدت قراه من قبل الشفتا وصنف عندما نادى باستقلال ارتريا من اثيوبيا بانه عميل لـ …؟؟ والبقية شرفاء لاثيوبيا!! يريد ثمرت الكفاح الذي انطلق من اجله عواتي.. يريد اقرار عملي بالمواطنة واللغة والهوية .. يريد ان يشعر بانه ارتري ..بعيدا عن عقلية اندنيت.. لانه لم يكن حزب اندنت مجرد حزب سياسي ومليشيات من الشفتا بل كان مكون طائفي يري في المسلمين غرباء وفي اثيوبيا عمقا مسيحيا.. نعم بهذه الصورة الواضحة ورغم كل مابذلوه من جهد لم يستطيعو تحقيق اهدافهم ..ولضرورت اللعبة اختفت تلك اللهجة امام بندقية عواتي لكن منطلقاتها ماتزال تمثل محفز لكثير من ساسة اليوم ولكن برؤية اكثر ذكاء ربما يكون بعضنا اداة طيعة في الدفاع عنها .
واشارات في هذا الاتجاه بدء من رفض العربية ان تصبح لغة وطنية لارتريا بجانب التقرنية؟؟ انظر ؟؟ مجرد بجانب التقرنية رفضة !! فكيف لو كانت اللغة الرسمية لارتريا ..؟؟ لأ قمنا عزاء للوحدة الوطنية لانه بغير التقرنية لا توجد وحدة وطنية لا نها لغة المسيحيين الارتريين اما العربية لغة الوافدين ( المسلمين ) الى ارتريا يمكن ان تقوم بدونها وحدة وطنية .
ذرونا من ترهات السياسة حتى لا تعمقوا مزيد من الهوة في الساحة الارترية حتى لا تجر الى الفصام وينفجر بالون الاحتقان بغير اتجاه ودون مقدار وياتينا دكتاتور اخر باسم محمد اواحمد يوظف هذا الاندفاع لنزواته وعندها لا نقول له ديكتاتور فحسب بل نقول طائفي بمعاناها الصريح وبالتاكيد لا نقولها اليوم لاسياس لانه وطني ؟؟
ثم ليس هناك احد يملك خيار ان يرسم سياسة للاخرين حتى الاسلاميين الارتيين لم يخولهم الشعب الارتري المسلم حق التحدث باسمه .. ولا الدولة الارترية ..ولا المعارضة الارترية… لكن الطامة الكبرى كل هؤلاء بلا رصيد ..ثم يريدو ان يقررو في حقنا من دون وجه حق .. والغريب قيمنا في المزاد العلني بلا ثمن وعلى الهواء مباشرة وبلا جدوى يحاول البعض للالقائها في قارعة الطريق..؟؟ ويحاول البعض لا زاحتها جانبا ..؟؟ واخرين اشفاقا بها ؟؟؟ يحاولون وضعها برفق في لفافة خلف ظهورهم ..!؟ وقوم لفهم مايرون فحارو ماذا يفعلون بحضرت الموقف الذي امامهم.. ويخافو ان يقال لهم انتم غير ديمقراطيين ؟؟ وضد الوحدة الوطنية!! فأثرو الدفاع المستنير ؟؟؟..
لكن حسبنا ان الصوت الجهير من الجماهير المسلمة يقول لهم اخرجو بما شئتم من القرارات ودبجو منفستو اخر على شاكلة نحن وعلامانا ولكن هذه المرة برضى وتوقيع كل من ( محمد ) و ( احمد )
نعم يأتي اليوم التحالف الوطني الارتري الذي لم نخوله التحدث باسمنا ليدور في فلك دوامة هو من نصب شراكها وكنا نحسبها ادخلت من وعي وادراك لنجدها اليوم بانها اصبحت شغله الشاغل عن ديكتاتورية النظام وبناء قواعده.. واقعدته عن النضال وافقدته رضا سدنة حزب اندنيت انها قنبلة الشريعة ( عفوا لانها مفردة مسلمة لا بد ان ترادفها بقنبلة ) حتى تكون محقا في التنفير عنها واستدعاء قانون مكافحة الارهاب واعلان حالة الاستنفار القصوى وهذا مايعيشه التخالف الوهمي الارتري
ان التحالف يخاف من مجرد وجود كلمة اليوم في ميثاقه تعترف للمسلمين بحق من حقوقهم فكيف سيمنح الحق غدا ..؟؟ عندما يكون في مقام السلطة .. بكل تاكيد سيكون اكثر ديمقراطية في الغاء المزيد وتحجيم كل الحقوق؟؟
ولنا ان نتسأل حول ما يقوم من صراع بائن على مادة الشريعة في ميثاق التحالف ؟ يتم اولا لإرضاء من ؟ وماذا يفقد وجودها في الميثاق للتحالف ؟ لان مسئلة الشريعة اليوم لم تصبح قضية داخلية للتحالف ولكنها مسئلة لها اكثر من ظلال وابعاد .. وسينتج عن تفاعلات الحراك حولها العديد من الاستفهامات تجاه التحالف وقدرته على مجابهة القضايا المصيرية بكل شفافية.. وان قضية الشريعة حذفها او ابقائها لا يمس فقط التنظيمات الاسلامية داخل التحالف.. ولكنه يمس كل المسلمين الارتريين واتخاذ اي قرار له ابعاده في التفسير والمرامي والدواعي ..التي تحرك ملف فقرة الشريعة في ميثاق التحالف ..وتوجس التحالف منها ولا سيما حتى الفقرة خاصة بالمسلمين الارتريين وحدهم ..فهل لما يمثل المسلمين الارتريين وحدهم يخيف الاخرين ؟؟؟ هذا هو عين ما يمارس بالفعل .
والتدخل في موضوع الشريعة يمثل تدخل في الاسلام لأن الاسلام دين يشمل حياة اتباعه مدنيا وجنائيا ومعاملاتيا.. وبهذا اي منطلق للرفض يعتبر رفض للاسلام.. ليس في الالتزام به من غير اتباعه .. ولكن في منع حتى المسلم ان يمارس اسلامه .. ولكنها سياسة اندنت مهما ابعدتنا عنها المسافة الزمنية فهي تشكل حضور واعي في ادارة رؤانا السياسية لا تفريط في قيد انملة عنها وليكن مايكون ؟
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7037
أحدث النعليقات