حرقيق كلب حنكيش
الكلب هو ذلك الحيوان الأليف الذي يسخر لحراسة سيده, وهو حيوان يجمع بين الخيانة والوفاء وبين القوة والضعف وكذلك بين الدفاع والتهاون كما أن القفز فوق الحواجز هي احدي ميزاته الأساسية. وللكلب حاسة شم قوية يعرف من خلالها فوبيا الأمعاء الخاوية يفسر بها المناخ العام بشكل خاطئ. معظم الكلاب تستقوي بالنباح مع احترامي للكلاب الأصيلة التي لا تحيد عن موقفها.
كان لجاري كلبه ضالة جاء بها من أرض ألواق واق لها إذنان, واحدة من الطين وأخرى من العجين تسمع لكنها لا تصغي وهي كلبه لعوبه ومرحه جداً إذا رميت لها لحمة جرت أمامك أو خلفك, مات أولادها الأربعة في أول تجربتها لها في الولادة والموت, وحينما لاحظت الفرق بيننا قابلتني بعواء خشن ونباح قاسي أثارة الغبار من حولي. ولكن قال لها سيدها العربيد أبو طحي”هؤلاء أصحاب مواقف يعرفون أن لكل موقف ثمن يدفعونه مهما عانوا من اضطهاد وقمع,هم يدركون تعاسة الكلاب بأن لحظاتهم قصيرة ومكشوفة في نهاية.”
وهذه الكلبه البلهاء يخدعها الكلام. ولكن تغلب عليها سيدها لأنه يعيش نزاع مع نفسه يبدوا أنه يرغب أن يهرب من النظام. وقال لها نكت حول المواهب الخارقة في تلون الناس لكي تضحك, قالها هكذا:” سأل ابن جنرال فلان……….. والده قائلاً ” هل صحيح أن الحيوان يغير فروته كل سنة؟… فأجاب الوالد على الفور! ” أسكت يا ولد أحسن يسمعك رجل الأمن!.. وليش هذه الأسئلة المهببة يا بني؟
هكذا مرر كلامه ليقول لها المشكلة التي تواجهنا الآن هي مع الكلاب لأنهم دائماً مع الريح إذا يميلوا حيث يميل, ويسيروا حسب الموجة السائدة متغلبين من موقف إلى أخر ومن لون إلى لون حسب طبيعة الأوضاع.
لقد حيرني أبوطحي حينما قال” هؤلاء المتذبذبون كانوا في الماضي يبدون لنا مؤمنين بالحق والعدل ومدافعين عن المستضعفين في الأرض , أما اليوم يناصرون الأقوياء الظالمين على الفقراء, انقلبوا على ثوابتهم الذي نافحوا بها أمام الجماهير الكادحة, قالوا لشعب الإرتري صاحب المصلحة العليا والنصر والتقدم دائماً له.
قلت له أنا غير مقتنع بهذا الكلام ما لذي تغير فيك يا أبوطحي؟
قال أنني أشعر بشيء على وشك أن يخلق في إرتريا والحيرة هي في كيفية التعامل مع القادم أرى أفاق الشعب الإرتري تتفتح أكثر من الحكومة وأصبحت هذه الحقائق تتسلل إلى عقلي وقلبي من خلال إطلاعي على الأوضاع الداخلية والخارجية إنني أعرف بأن شعبنا في بداية حراكه الإجتماعي وسوف يتلمس طريقه نحوى المستقبل قريباً.
وقال أيضاً الرئيس الشاطح كما ترو يحلل أموره بعيداً عن الواقع, نحن وهو كنا قد بنينا هذا التنظيم على أساس عقد اجتماعي وسياسي معروف للجميع وعلى أساسه وقفنا معه في أحلك الظروف وكان كل أعمالنا محصلة لهذا التوافق لكن الرئيس يريد أن يعيش على أساس أصوله الثقافية, لهذا فرض علينا قيماً وممارسات تعمل في تدوير وترويض الشعب الإرتري في المكونات الجديدة التي رسمها له الرئيس والجميع يستغرب منها .
مثل هذا المواقف المليئة بالمفارقات والمتناقضات أصبحت تفجر في ذهني أسئلة كثيرة بخصوص الكيفية التي يتبين فيها ألإنسان الإرتري آراءه ويتمسك فيها بمعتقداته فلماذا نصر مثلاً على إغلاق أدمغتنا حيال الحقائق والدلائل التي يمكن لحواسنا الخمس إدراكها.
أحاول أن أفهم لماذا يبقى البعض متمسكاَ بالتفكير الخدمي لصالح الحزب مهما نال من شهادات عليا ومكانة متقدمة في النضال الإرتري. لماذا يسارع العنصري إلى حشد طاقته
( لتكذيب المواقف المقابل ) لماذا لا يجتهد في بحث منطقيته واحتمال صحته!
لماذا نسعى باء خلاص لتأكيد وترويج الأفكار التي نتبناها رغم شكوكنا الداخلية حيالها أكثر من سعينا لنقدها ومراجعتها ومحاصرة انتشارها! هؤلاء المحصنين ضد آراء ومعتقدات الآخرين مهما قلنا وقدمنا من أدلة فهم أدمغة متحجرة لا يصلح معهم النقاش.وهناك مثل إسباني يقول” بسبب مسمار ضاعت حدوه الحصان وبسبب حدوه الحصان ضاع الحصان وبسبب الحصان ضاع الفارس-
و تاريخنا الإرتري ملئي بقيادات لم يكن لها دور تنويري بل كانوا أعداء النور وخصوم الشعب ورواد الحروب مدمرين كل فعل وليد أو كل اتجاه جديد هؤلاء الانتهازيون وحدهم يتحملون كل الجرائم والمآسي التي أرتكب في حق هذا الشعب, أخافوا الأصوات الناشئة وجمدوا مثقفيها وضاعفوا فيهم العقاب والسجون والصرامة. 40عام وهم ينشرون أفكارهم البائسة وسطنا ونحن في سكون والانقياد التام لهم.
بقلم / متكل أبيت نالاي
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7055
أحدث النعليقات