دكتورة ألقانيش تكشف عن معاناة الهاربين من بطش النظام
الانتصار أمر حتمي على النظام الديكتاتوري
مظلة التحالف خطوة في الاتجاه الصحيح ويجب أن تساند
الخرطوم – مركز الخليج للدراسات الإعلامية
تحدثت الدكتورة ألقانيش فسها غاندي لمركز الخليج بصراحة شديدة نافضةً الغبار عن دفاترها القديمة والجديدة وكشفت للمرة الأولى عن رحلتها إلي الميدان في السبعينيات، حيث شاركت خلالها في المؤتمر الوطني بجانب رفيقاتها آمنة ملكين وزهرة جابر. وسردت لنا معاناة والدها الزعيم الوطني فسها غاندي قبل وبعد الاستقلال، وعرجت على الوضع الحالي في إرتريا موجهة انتقادات لاذعة لنظام اسمرا، وتناولت الوضع المأساوي للإرتريين في ليبيا ومالطا.. وتحدثت عن زيارتها إلي معسكر “وعلا نهبي” للاجئين الإرتريين في إثيوبيا.. كما تناولت في حديثها قضية حقوق الإنسان والوضع السياسي الإرتري وعن المعارضة الإرترية، وغيرها من المواضيع خلال الحوار الذي أجراه معها الزميل حالي يحي في أديس أبابا.. ويعتبر اللقاء الأول من نوعه يجريه مركز الخليج مع شخصية تعد من أبرز واجهات المجتمع المدني التي نشطت مؤخرا.. وقادت الدبلوماسية الشعبية الإرترية.. متصدية لسياسات النظام الدكتاتوري الحاكم في أسمرا فإلي مضابط الحوار…
*- من أنت ..؟
أنا إسمي القانيش فسها غاندي درست المراحل الابتدائية والإعدادية في اسمرا وثم ذهبت إلي إيطاليا أكملت مرحلتي الثانوية والجامعية وتحصلت على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية ومكثت في إيطاليا 30 عاما ولا زلت أعيش هناك وأنا أم لطفلة واحدة.
*- ماذا عن التزامك السياسي..؟
ورثت من والدي الانتماء الوطني ومباشرة التزمت في خط جبهة التحرير الإرترية وانتمائي لم يتغير حتى نالت إرتريا استقلالها.
*- لكن اليوم الجبهات تعددت أنت مع من ..؟
أنا مع جبهة الشهيد “عواتي” وهي واحدة ولم تتغير.. وما نراه هو تغيير للأفراد ولكن المبدأ واحد وعلى الإنسان أن يعود للأصل، وعلى العموم المسميات كثرت والهدف هو واحد.. لقد تحقق الاستقلال وهو الهدف الذي كان ينادي به “عواتي” وكل الوطنيين من أمثاله. وأمامنا هدف مشترك هو تحقيق الديمقراطية والعدالة وإعادة الحقوق لعامة الشعب الإرتري التي اقتصبها النظام الدكتاتوري في أسمرا.
*- ما هو دوركي السياسي وما طبيعة علاقتكي بالمعارضة.؟
أنا بالطبع أنتمي إلي معسكر المعارضة، ويجب الجميع أن يحددوا مواقفهم من النظام الدكتاتوري..واخترت طريق جديد لمعارضة النظام من خلال عملي الحالي في مؤسسات المجتمع المدني.. وأسعى لتقديم ما أستطيعه لمساعدة شعبنا..كما نريد أن نفضح جرائم النظام وعزله مطالبين المجتمع الدولي إيقاف الدعم عنه.. أما علاقتنا مع المعارضة فنحن وهم في معسكر واحد من أجل تحقيق الديمقراطية والعدل في إرتريا.. واتفاق المعارضة في مظلة واحدة نعتبره إنجاز حقيقي وأنا أدعم بقوة هذا الاتفاق وأتمنى أن تتطور العلاقات بين التحالف ومؤسسات المجتمع المدني لنتوصل إلي رؤية مشتركة من أجل إنقاذ شعبنا.. ونتطلع أن يكون الاتفاق أولا بين مؤسسات المجتمع المدني على إقرار الثوابت الوطنية ووضع استراتيجية موحدة تضمن تحقيق الديمقراطية وتحافظ على السيادة الوطنية.
*- كيف وجدتي الأوضاع خلال العودة إلي إرتريا وخاصة فترة عودة الوالد..؟
في العام 1991 عدت إلي بلدي عقب الاستقلال، ووجدت الشعب سعيدا بالحرية. وتكررت زيارتي في العام 1992م. كما عاد أبي بعد 15 عاما إلي إرتريا..إلا أنه للأسف لم يكرم تكريما يليق به كرجل وطني بل أنه لم يستقبل استقبال شخص وهب حياته في سبيل إرتريا التي تنعم الآن بالاستقلال. وما أحزنني أنه حينما طالب والدي بأملاكه منع وحرم منها ولا نعلم سبب ذلك سوى انه كان مخلصا لوطنه ولم يكن يوما ما عضوا في مؤسسة الجبهة الشعبية. وفي اعتقادي أن سياسة النظام تبنى على “من لم يكن معه في السابق فهو لا يستحق أن يكون له حق في الوطن” . وكم هم من عانوا مثل والدي .. ومنها بدأ الوضع يتدهور إلي الأسفل وأصبح مذرياً للغاية..والنظام بحق عمل على إهانة الشعب بكل أصناف ومفاهيم هذه العبارة. حينها قررت أن لا أعود إلي البلاد. عزمت على نقل ما وجدته من ممارسات لا إنسانية للعالم الخارجي.
*- متى انضممتي في الكفاح المسلح وماذا كان دوركي في تلك الفترة ..؟
منذ بداية السبعينيات كنت عضوة في جبهة التحرير الإرترية وأنشأت حينها جمعية حماية حقوق المرأة مع المناضلات أمنة ملكين وزهرة جابر. وذهبت إلي إيطاليا لمواصلة دراستي. وشاركت عام 1969 في المؤتمر الوطني.. كما شاركت في العديد من المؤتمرات التي كانت تقام وقتها واستمريت في الجبهة حتى الثمانينات عقب الحروب الأهلية.. ففضلت الابتعاد عن السياسة حتى فترة التسعينيات التي أعقبتها استقلال إرتريا .. وخلال معاينتي للوضع الإرتري قررت أن أعود للمعترك السياسي مرة أخرى . وضممت صوتي إلي صوت المطالبة بعدالة وكرامة الإنسان . وعملت خلال العام 2000مع مؤسسات حقوق الإنسان الدولية التابعة للأمم المتحدة . وبصفتي عضو في حزب الخضر الإيطالي وبذلت جهدي ومتابعاتي في الشان الداخلي لإرتريا والمهاجرين واللاجئين في الخارج.
*- كيف تقيمين الوضع في الداخل..؟
ساءت كل الأحوال السياسية والاقتصادية بسبب النظام الدكتاتوري ولاحظت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة كثرة أفواج الإرتريين الطالبين للجوء في دول الجوار السودان وإثيوبيا اليمن جيبوتي وغيرها.. كما أن بعضهم تعرض لأخطار ما كان يتوقعها في سبيل الهرب من جحيم إسياس. وفي ليبيا وإيطاليا أحوال اللاجئين سيئة للغاية ففي إيطاليا من الصعب الحصول على ورقة ثبوتية لثلاثة أشهر تجدد كل ثلاثة أشهر أخرى.. والمعاناة في إيطاليا هي نفس المعاناة في جزيرة مالطا بل أسوأ والبعض منهم تعرض لعمليات الغش من قبل أصحاب الزوارق التي تقلهم إلي إيطاليا.. وفي ليبيا تتفاقم معاناة اللاجئ الإرتري حيث أوصلهم إليها نظام إسياس من فمن ضمن 220 لاجئ إرتري كانوا في ليبيا تواطأت السلطات الليبية مع النظام الإرتري وأجبرت حوالي 120سيدة بالعودة إلي إرتريا عبر طائرات خاصة وهن مكبلات . ولا نعلم مصيرهن عقب وصولهن إلي أرض الجحيم ..وسجن آخرون وقتل واحد اسمه “روبيل” كل هذه الحوادث كانت الدافع الحقيقي لاتخاذي كل الوسائل الممكنة في سبيل إيصال معاناتهم إلي المجتمع الدولي . لعلني مع غيري أن أساهم لإزالة الكابوس الديكتاتوري في أسمرا.
*- كنتي في زيارة تفقدية للاجئين في ليبيا وتونس بماذا خرجت من هذه الزيارات..؟
أمل العودة إلي إرتريا إحساس يراودهم جميعا وهم في ظروف بالغة الحرج..ويرددون من حين لأخر متى يمكن لهذا النظام أن يزول.. وعلمت أن اللجوء أمرا صعبا للغاية..وفي اللجوء تجد القهر والضغط. كما أن على اللاجئ أن يتحمل شتى أنواعها في سبيل أن ينال حياة أفضل.
*- ما هي الجهود التي بذلت لحل مشاكلهم في ليبيا والدول الأخرى.؟
ما أحزنني أن الإيطاليين لم يفعلوا شئ يذكر لحل أزمة اللاجئ الإرتري هناك، فقط أنهم أبرموا اتفاقا مع الحكومة الليبية لسد المنافذ البحرية لمنع تسلل أي لاجئ والاتفاق الأمني والسياسي بين إيطاليا وليبيا أدى إلي إرغام اللاجئين الإرتريين بالعودة إلي بلادهم. وأستطيع أن أقول إيطاليا وليبيا بطريقة غير مباشرة ساعدتا وتساعدان النظام في أسمرا. وخلال متابعاتنا لحقوق اللاجئين في الخارج وعبر منظمات حقوق الإنسان استطعنا أن نمارس بعضا من الضغوط على ليبيا إلا أنها تحينت لثلاثة اشهر الفرص ومن ثم تحت غطاء الظلام حاولت إرغام الإرتريين وإعادتهم إلي البلاد.. وقدمنا شكوى ضدهم لمنظمة حقوق الإنسان الدولية .. أما من ناحية المسئولين في البرلمان الأوروبي فهناك أصوات تقف معنا ضد ممارسات النظام ومن هذه الأصوات القوية مسئولة التنمية في البرلمان الأوروبي ليزا مورغانتي التي طالبت وبشدة ضرورة الإسراع لحل مشكلة اللاجئين الإرتريين. وهي من أكثر المهتمات بشأن إصلاح وضع اللاجئ الإرتري في المهجر وخاصة في إيطاليا.
أما فيما يتعلق باللاجئين الإرتريين في تونس هم حوالي 1500 لاجئ أوضاعهم أفضل بكثير من ليبيا حيث سمح لهم بالعمل. ولهم الحق في السفر عبر الفرص التي توفرها لهم لمنظمات الدولية ونحن نعتقد أن المسئولين التوانسة تعاملوا مع هذه القضية بروح من المسئولية الإنسانية ونحن نقدر فيهم ذلك ..واللاجئ الإرتري في تونس أفضل بكثير من غيره في ليبيا ومالطا وإيطاليا..فقط الممنوع هو عدم السفر بوسائل غير قانونية كالقوارب وغيرها..
*- سمعنا عن خطابك في جلسة للبرلمان الأوروبي كانت حول حقوق الإنسان وشارك فيها سفير النظام في الاتحاد الأوروبي أرجو أن تلخصي لنا ما جرى في الجلسة ..؟
في 15 مارس الماضي قدمت لي دعوة لمخاطبة البرلمان الأوروبي حول الوضع في إرتريا عموما وحقوق الإنسان بوجه خاص لأن موضوع الدعوة كان حول قضية الحقوق. وقمنا بتوجيه أسئلة للسفير عندي برهان ولد جورجيس عن ما إذا كان النظام يحترم حقوق مواطنيه أم لا .. ومن ناحيتي شرحت لأعضاء البرلمان الظروف المأساوية التي يعيشها المواطن الإرتري ..وممارسات النظام من قتل وسجن وإبادة واستبداد تجاه الشعب الأعزل..والسجن والتنكيل الذي تعرض له رجالات الدين المسيحي والإسلامي. وما كان من السفير إلا أن ينافق في سبيل ترضية نظامه وحفاظا على وظيفته نفي ما قلته جملا وتفصيلا.. وقال أن ما تمارسه إثيوبيا ضد بلاده هو السبب في عدم استقرار إرتريا .. ومن ثم وصفني بالمدافع للسياسات الإثيوبية ..وقال أن ما ذكرته منافيا للواقع إلا أنني في لحظة غضب عارمة ردت عليه قائلة “لا تكذب وتنفي الحقائق وتبحث عن مخارج لأزمات نظامك البائد”
كما أوضحت لأعضاء البرلمان بوجود معارضة شديدة للنظام في الداخل والخارج، وأشرت لهم بأنني لست فقط مدافعة عن حقوق الإنسان الإرتري.. بل أنني معارضة للنظام. ومن ثم قال عندي برهان أن المعارضة الإرترية هي جزء من جماعة القاعدة الإرهابية. واستغرب البرلمانيون لرد السفير وتأسفوا له قائلين نحن نعرف هذه الدكتورة جيدا وما تقوله ليس له أساس من الصحة. وقالوا له أنه في حالة وجود نظام دكتاتوري في إرتريا فإنكم تصفون معارضيكم بالإرهابيين وبأنهم أعضاء في منظمات قاعدية وهلمجرااااااا. وطالبوه بأن يرد ردا مقبولا غير الذي رد به. عقب ذلك فضل السفير عندي برهان الخروج من القاعة دون أن يرد على بقية الأسئلة التي طرحت. كما أن أعضاء من البرلمان طالبوا السفير بإيجاد إجابات حول اعتقال مجموعة الـ15 الإصلاحية وإعتقال الصحفيين ورجالات الدين المسيحي والإسلامي إلا أنه فضل أن يغادر القاعة مهزوما وخاسئا لا يجرؤ أن يقول كلمة واحدة .
*- ماذا كان الهدف من زيارتكي إلي معسكر اللاجئين الإرتريين في إثيوبيا؟
المشكلة هي مشكلة شعبي وهو ما دفعني للوقوف معه في محنته وقررت مع غيري تحمل تلك المسئولية لإيجاد حل لها، وفي إطار الجهود التي نبذلها قمت مع بعض الأصدقاء بزيارة معسكر “وعلا نهبي” في إثيوبيا..وما شاهدته يصعب لي أن أحكيه هجرة جماعية جديدة وبأعداد خيالية .. والجريمة متورط فيها النظام وزمرته الحاكمة ..كما أنني وجدت تعاونا كبيرا من المسئولين الإثيوبيين لتذليل الصعاب لإنجاح زيارتي. والحكومة الإثيوبية قامت بجهد مقدر في سبيل تخفيف معاناتهم. كما قدموا لهم مساعدات كبيرة.. ووفق الإحصائية التي وجدتها فإن عدد اللاجئين الإرتريين يقدرون بحوالي(8,900) لاجئ منهم حوالي (2,561 )من الإناث و(5,34) من الذكور و(883) من صغار السن ما بين المولود حديثا إلي الأربع سنوات. منهم حوالي 40% من قبائل الكوناما. ومكثوا لسنوات عديدة في المعسكر.. وتأكدت أن اللجوء ليس أمرا سهلا وخاصة بعد تحرير البلاد، بالرغم من نجاتهم من الوضع السياسي في البلاد إلا أنهم يعيشون حياة لا يتمنى أن يعيشها المرء. وعموما استطاع اللاجئين أن يؤسسوا لهم مساكن ويعيشوا فيها. وذكر لنا بعض اللاجئين أنه بالرغم من الترحيب الذي وجدوه من إثيوبيا إلا أنهم يعانون من أوضاع سيئة..وخاطبونا (قائلين ما هو أملنا هنا في هذه المنطقة هل سنظل على هذا الحال أم أننا سنموت..)، وعلمنا منهم أن ثلاثة أشخاص ماتوا انتحارا. وأوضحوا لنا المنتحرين كتبوا عن يأسهم في الحياة لذا قرروا أن يتخلصوا منها..وعلمت أن المنتحرين هم شابان في مقتبل العمر وأم لأربعة أطفال.. كما علمنا ان حوالي 15 من الشباب أصيبوا بالجنون. والوضع الصحي سيئ ولا يلبي احتياجات المرضى هناك. أما من الناحية الغذائية فقط ما يقدم لهم حوالي 10 كيلو إلي 15 كيلو شهريا. من العدس، الزيت 75 غرام شهريا ،الملح 1,5 كيلو غرام شهريا. هذا ما يقدم لهم منذ مجيئهم إلي المعسكر. أما الماء فما يقدم لهم هو 6 لترات يوميا بدلا من إعطائهم 20 لترا وهو القانون الذي فرضته مفوضية اللاجئين الدولية.. وفي بعض الأحيان يضطر اللاجئ للحصول على البصل وغيره من الضروريات ولعدم وجود المال يضطر أن يبدل كيلو من الدقيق بالبصل أو ما بما يحتاجه. بالتالي تقل عنده المؤونة الشهرية التي أعطيت له ..كما لا توجد مدارس والغالبية من اللاجئين هم من الشباب الذين قطعوا دراستهم..والسبب في تدهور الأوضاع هو تقصير من المفوضية نفسها.. وما نريده هنا هو توجيه النداء للمنظمات الدولية الراعية للاجئين لإيجاد حلول لهؤلاء. كما أن أملي كبير في الحكومة الإثيوبية أن تساهم بشكل كبير في رفع المعاناة عنهم.
*- أصدرت الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين مؤخرا قرارا يقضي بإسقاط صفة اللجوء عن الإرتريين في السودان أين تكمن المشكلة وكيف يمكن أن تحل..؟
أنا في اعتقادي أن من يمكنه حل هذه الشائكة هم من يعايشون الوضع والموقف الذي عليه الإرتريين في الداخل والخارج من موظفي المفوضية العليا للاجئين لأنهم هم أقدر بتقييم أوضاع الإرتريين وفقا لما عليه الوضع الداخلي..كما أن الدول المجاورة هي شاهدة على ظروف اللاجئين الإرتريين والأسباب التي جعلت الآلاف منهم بعد استقلال إرتريا أن يفضلوا اللجوء بدلا من العيش تحت ظلم وقهر واستبداد النظام الدكتاتوري في أسمرا. وما نستطيع فعله هنا أن نوصل كلمة اللاجئ الإرتري في السودان وإثيوبيا والمناطق الأخرى إلي أذان من يمكن أن يساهموا في حل هذه القضية التي أصبحت من أكبر المشاكل التي نواجهها نحن كإرتريين.
*- جهود كبيرة تبذل في السودان وإثيوبيا وجنوب إفريقيا عبر منظمات المجتمع المدني لحل قضية اللاجئ الإرتري من هي الجهة المسئولة عن حقوقهم في منظمة حقوق الإنسان الدولية؟
حقيقة أن هناك ليست جهة واحدة مسئولة عن حقوق الإنسان الإرتري لكن هناك أصوات كثيرة تنادي بتحسين أوضاعه..وبحسب رائي ينبغي توحيد الجهود من أجل رسالة مهمة مفادها أن الإرتري في إرتريا يتعرض لأبشع العنف من تقتيل وأسر.. وفي تقديري أن ما يعانيه الإرتري ألان أكثر بكثير من ما كان يعانيه في السابق. وهناك تشتت في وحدة كلمة الإرتريين في ما يخص اللاجئ أو غيره وعموما نحن في طريقنا لإيجاد حل عادل وشامل لمعاناة اخوتنا المظلومين هنا أو هناك.. وما أكثرهم.والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان لا تفرق في الحقوق بين الإرتري أو الصومالي أو غيره إلا أن هناك جهات مسئولة داخل المنظمة تتولى كل منها دراسة وتقييم أوضاع اللاجئين سواء كانوا إرتريين أو غيرهم.
*- هناك مظلة جديدة لتوحيد المعارضة الإرترية من وجهة نظرك هل يمكن لهذه المظلة أن تحل مشاكل الإرتريين؟
كغيري من الإرتريين كل ما كان هناك طرح جديد يساهم في حل المشكلة الإرترية أنا مؤيدة لهذا الطرح وهو الشعور والإحساس الذي راودني حينما علمت وحدة الفصائل الإرترية في مقاومتها للنظام تحت مسمى واحد. لكن ينبغي العمل الدؤوب من أجل تحقيق ما تمت الوحدة من أجله . كما أنني أناشد المظلة الجديدة للمعارضة الإرترية أن تولي اهتماما كبيرا بمسألة اللاجئ فهي قضية مهمة في اعتباري واعتبار من يهتم بالشأن الإرتري وخاصة الساسة منهم . كما أطالب أن تبذل المظلة كل ما في وسعها وخاصة عبر لجانها في الخارج أن تعمل من اجل تحسين وضع اللاجئ الإرتري أينما كان. وبهذه الخطوة نستطيع أن نوصل كلمتنا إلي المجتمع الدولي بمساندة من نهتم بهم ونسعى لحل أزماتهم. وليس هناك شعب فقير ولا بد للمظلة أن ينقلوا صراعنا الجديد من أجل الديمقراطية للخارج. وأجدد علينا ان نستثمر هذه الوحدة وحدة في الصف ووحدة في الكلمة ووحدة في الرأي الذي من شأنه أن يزيل هذا النظام في وقت وجيز وإلا….فالعواقب وخيمة ولا أظن أن نجد أسوأ مما وجدناه ألان … فهل يعقل أن نحرم من وطننا بعد كل هذه السنوات من اللجوء والهجرة .. والمظلة أصبحت اللجام الحقيقي لمن ينادينا بالمتشتتين والمتفرقين إلي أحزاب وفصائل.. وأنا متأكدة أن الغرب والمجتمع الدولي بعد الوحدة سيستمع إلينا طالما أن هناك خطاب موحد للقضية. وما كان يتردد على لسان الأخرين هو أننا لن نستطيع أن نزيل النظام عبر تفرقنا ولكن ألان اختلف حال اليوم من ما كان عليه الأمس فقط بالوحدة نكتسب نتائج محققة لكل ما نصبو إليه كشعب حرم من حقوقه بيد عصابة ومجموعة من مصاصي الدماء. كما أن بوحدة الكلمة سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا نستطيع أن نقضي على زمرة النظام في اسمرا.
*- كيف يمكن للمجتمع المدني الإرترية أن يساهم بشكل فعال لحل الأزمة ؟
في اعتقادي أن المجتمع المدني يستطيع أن يسهم بشكل فعال وكبير في مسألة الحفاظ على قضية حقوق الإنسان في إرتريا.. وعلى المجتمع المدني أن لا يخط لنفسه خطا سياسيا معينا عليه هو توحيد الجهود من أجل القضية التي تهم السياسي والمثقف الإرتري بالدرجة الأولى “حقوق الإنسان الإرتري” السياسية وغيرها كحرية التعبير عليه تأكيدها وتضمينها ضمن مشروع القضاء على النظام الفاسد والمستبد.
*- هل المعارضة الإرترية تستطيع أن تزيل النظام؟
لا شك أن الشعب الإرتري متى ما جاء إليه الحل فهو يتقبله من أول وهلة كما أن الشعب بوسعه أن يكون جزاً من هذا التغيير، وهذا يعني أننا لا بد أن نعمل مع المظلة وبأي وسيلة كانت لإزالة النظام الذي قربت نهايته وفق المعطيات التي أمامي فهو لا يملك رصيدا شعبيا ولا حتى خارجيا. والوحدة إذا كانت بقلب واحد وهدف واحد فلا مجال للنظام أن يستمر في ممارساته العدوانية ضد الشعب الإرتري.
*- هناك من يري أن المعارضة أسوأ حالا من النظام كما أن هناك من يدعم الثقافة الميكافيلية داخل المعارضة كيف تفسرين ذلك؟
إذا كان هناك خطأ ما وواضح لا بد من معالجته من قبل المعارضة وإلا فلا داعي من تعميق ثقافة التبعيض التي لازمت الشعب الإرتري لسنين طوال قبل الاستقلال، وإذا ما استطاعت أن تعمل لنبذ سياسة التفريق والتبعيض ستعضد من قوتها في المعارضة الديمقراطية في الخارج والداخل. وليس هناك معصوم عن الخطأ ولكن ينبغي أن نتناصح ونتقبل ما يقدمه لنا الآخرون من نصح وإرشاد. والمعارضة ليست سيئة بقدر ما هي جديرة بالوحدة قولا وعملا ولا أعتقد أن هناك من يسعى لتعميق هذه الثقافة الدخيلة علينا.
*- النظام عمل وفق سياسة فرق تسد أرضا وشعبا وهو من ولد الخوف لدى المواطن الإرتري في الداخل كيف لك أن تفسري ذلك؟
هذا صحيح هناك شعور بالخوف لدى أي مواطن في الداخل لئلا يلحق به الأذى من إسياس ولا شك أن ما أتبعه النظام من هذه السياسة البغيضة والتي فرقت الشعب إلي أجزاء وولدت النعرات القلبية والدينية وعلى العموم الأنظمة الديكتاتورية هذا هو مسلكها ونهجها في الحياة لذا نحن لا نستغرب من هذا الشعور والإحساس بالخوف الذي يتمالك الشعب . ولكن لا ننسى أن المواطن في الداخل مرتبط وجدانيا بمن هو في الخارج لذا يضع في حساباته أن تأييدا قويا يقف معه دون أن يراه وفي أغلب الأحيان يظل شعور التخلص من الاستبداد هو المسيطر في وجدانه حتى وإن كلفه حياته. ففي رائي أنه في حالة شعورهم بأن مظلة المقاومة والمعارضة الجديدة ستكون لهم الأب والأم فهم لا شك على الأقل سينعمون بفكرة تغيير الواقع المرير أملا في غد يكون أفضل من أمسهم.
كما أن في حال سقوط النظام على المعارضة أن تعمل جاهدة في تأسيس حكومة مؤقتة والعمل على رفع الظلم الإنساني . ولتغيير الواقع في جميع مجالاته. وما نأمل له هو أن تكون هناك حياة ديمقراطية.. تسود فيها الحرية السياسية والاقتصادية والثقافية . ولتحقيق كل هذا لا بد من العمل نحو تعزيز مفهوم العيش الديمقراطي الذي يكفل للمواطن الإرتري حياة كريمة وفق أسس وضوابط قانونية تكون مسارا واحدا يتساوى فيها كل الإرتريين بمختلف أعراقهم ودياناتهم.
*- رسالة توجهينها ؟
رسالتي هي علينا بالوحدة وأرددها “الوحدة الوحدة” من أجل تحقيق العدل والمساواة ، “الوحدة الوحدة ” من أجل استقلال حقيقي لبلادنا . الوحدة من أجل القضاء على النظام المستبد في إرتريا. ولا اشك أننا سنجتمع غدا في اسمرا ونحتفل بيوم الانتصار على الدكتاتور إسياس وأمثاله .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7316
أحدث النعليقات