إنفلق الصبح بعد ليل طويل
هذا العنوان إيحاء بعيد وهو في الحقيقة ليس صبحاً ولا ضوءاً ولكن ظهور الحقيقة المغيبة بعد ليل مظلم طويل عاشه الشعب الإرتري من جلاده الأوحد اضطره لأن يغادر الوطن بكل قطاعاته ومختلف فئاته شيباً، وشباباً ، مفكرين ، وإعلاميين عسكريين ، ودبلوماسيين حتى العجزة والمسنين بعد أن قاسوا معاناة شديدة ، ليل طويل مظلم مكفهر، وحروب عبثية ، تشبع غرور وجبروت رأس النظام وفوق ذلك كله دكتاتورية مفرطة بنظام أوحد، لا أحزاب سياسية ، لادستور ولا قوانين ، ولا برلمان منتخب ، ولا حكومة تخضع لرقابة ، وتسيير كل دولاب العمل بحكم الفرد، ونظام اقتصادي منهار يئن من وطأته الشعب ، وسياسات تنموية فاشلة، مبنية علي نظريات سطحية غير حكيمة اعترف رأس النظام بلسانه بفشلها ، واسترقاق الشعب واستخدامه في أعمال خدمية لاتسثني أحدا ذلك مقابل لقمة عيش مما تتفضل بها بعض المنظمات الطوعية .
كل ذلك والنظام صاحب حظوة واحترام ودعم من قبل الولايات المتحدة ،وبعض الدول الأوربية ، والعربية دون التفاتة من هذه الدول إلى معاناة الشعب الإرتري وصرخات غالبية فئاته ، ولكن لا أحد يصغي سمعاً ولا يجيب داعياً ولا ينجد مستغيثاً حتى إذا شق النظام عصا الطاعة وبدأ يكيل السباب والشتائم بأقذع الألفاظ ، وينحى منحى الدول المتمردة علي سياسات أمريكا والغرب عموماً إذا بأمريكا تصدع وتعلن علي لسان مساعدة وزيرة الخارجية الإمركية [جنداي فريزر] بتوصيف جديد لنظام أسياس وهو ضمه لقائمة الدول الراعية للإرهاب ، ولنا أن نتساءل ماهي الصحوة المفاجئة التي اعترت أمريكا؟ ألم يكن النظام يمارس الإرهاب قبل اليوم ؟ أم فقط أن التوصيف الأخير جاء على خلفية دعم النظام للمحاكم الإسلامية في الصومال وإيواء معارضي الحكومة المؤقتة ؟وأعضاء البرلمان الصوماليين المعارضين لسياستها ـ مع العلم أن هذا الدعم والإيواء لم يكن لسواد عيون المحاكم الإسلامية ذات التوجه الإسلامي لأن الجميع يعلم بداهة أن أسياس يصاب بهستيريا بمجرد سماعه لمفردة الإسلام وذلك لما يكنه من حقد دفين للإسلام وأبنائه دع عنك من دعمه ، ولكن المصلحة والمزاج المتقلب والثأر من إثيوبيا في ميدان بعيد دون أدراك منه لحجم المواجهة وتداعياتها هو الذي دفعه إلى هذه المغامرة.
ونحن نتساءل ألا يعتبر القمع والسجن والسحل للعزل الضعفاء وقتل الأبرياء من أبناء وبنات ارتريا وتغييب المناضلون الشرفاء ألا يعتبر كل ذلك من الإرهاب؟ وماذا تسمي أمريكا انتهاكات النظام لحقوق الإنسان في السجون والمعتقلات المفتوحة في ارتريا من أقصاها إلى أقصاها منذ وصول الطغمة الحاكمة إلى سدة الحكم في بلادنا تمارس البطش والسجن والاعتقال دون محاكمات أو مراعاة لأدني حقوق الإنسان المنصوص عليها في القوانين الدولية ـ أم أن ذاك من قبيل سجون غونتنامو وأبو غريب والسجون المتنقلة في أوروبا ؟ !!
ما ذا تسمى أمريكا وجود أسياس علي رأس السلطة منذ فجر استقلال ارتريا وتكوين حكومة مؤقتة في عام 1993م وإلي يومنا هذا أربعة عشر عاما كاملة وهو يمثل السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية بل هو كل شئ ، حتى من دعا بالإصلاح من داخل الحزب الحاكم كان مصيره السجن والإعتقال ماذا يسمى كل هذا هل كانت أمريكا راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان ترى في نظام أسياس الحليف الوفي لها قبل هذا التحول رئيسا منتخبا دستوريا أم أن الشرعية الواقعية تعتبر شرعية دستورية إذا كانت الأنظمة مرضي عنها وهي تحلق في فلكها؟ وللأسف هذه هي الحقيقة المرة
إن الإرهاب بكل صوره المستهجنة والمقيتة ممارس من قبل النظام في ارتريا منذ أن علا سدة الحكم في ارتريا والأمر يزداد سوءا ، فنقول جيد أن تحدث صحوة ضمير ـ وإن كان مسببها شئ خارجي ـ وتضع النظام الإرتري في مكانه اللائق به في قائمة الإرهاب وإن جاء ذلك متأخرا ، وحبذا لو كان علة الإدراج هذه المسبب الداخلي دون إغفال الخارج ، فإن هروب النظام إلي الخارج والبحث عن قضايا خارجية ساخنة يحشر أنفه فيها هي محاولات منه لإسدال الستار علي مشاكله الداخلية والقفز عليها .
نقول كفي تجاهلا للأوضاع الداخلية وكفي انجرار أمريكا والغرب وراء افتعال اسياس للمشاكل الخارجية وعليها الالتفات إلي المعاناة الحقيقية التي يعانيها الشعب الإرتري وبالتالي لا بد من دعم مطالب الشعب الارتري العادلة والمتمثلة في توفير الأمن والإستقراروالعيش الكريم في وطنه الذي ناضل من أجل تحريره ردحا من الزمن من أجل أن ينعم فيه بالحرية الحقيقة وأن يمارس حقه المشروع في التعبير عن قناعاته وأفكاره وقيمه الدينية والإنسانية والوطنية المسلوبة .
عاصم إسماعيل
23/8/2007م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7477
أحدث النعليقات