رغم الإرادة
ود دبساي
أموت بلا هوادة…
وطيفك المولع بالضياع
يسلبني الزمام..
هذا الزمان يراوغ الآمالَ ،
يرتع في القلوب ،
يهدد بالإبادة …
يحترف الهدوء لكي يقصّ
جناح زغردة الشباب ..
وطلائع الشفق المدد في الفراغ
تصطاد أسراب ماضينا التّليد …
وتقذف بالرؤى
خلف قضبان الحديد ..
أو في المنافي والمحطات البعيدة ..
لولا جحيم الليل في جنباتك
ماركبتُ متون هجرك
أو رحلتُ إلى البعيد
ولاغُمِرتُ بلجّة الصمت العنيد
***
صادروا الأحلام منّي
كمموني ..
قيل لي :
لاتسأل كيف ، وماذا ..
ولماذا ..
ببساطة ، قد أطلتَ التحديق من ثقب سجنك
فرأيتَ كل سوءات السلاطين ..
فتوقف …
إنها فرمانات ( هقدف )
ولها كل السيادة …
ولهقدف ينبغي أن تنحني
سائر هامات الوطن ..
قيل لي أيضاً :
تمهّل ،
إن شعرك قد بات يُلهلهل ..
مالهذا الشعر يحىَ كالسمندل …
في لهيب النار ينضح
مسكاً وعبيراً
ليكون هو الأجمل …
فتغنيه الصبايا ..
وتناجيه المرايا ..
وعناوين الهدايا ..
إن شعرك قد أضحى حكايا ..
ونشيداً ضَخّ في جوف اليبابات
رحيقاً فتبدّل
روضة من نسيج الروح
جذلىَ
تَهَبُ الناس حياةً
من صميم القلب تُبذل …
فتمهّل …
إن في أعراف ( هقدف )
لا شعورٌ يتأمّل ..
لا قوافي .. لا رؤىً ..
لا أهازيج إلى الأطفال تُنقل …
بل سطورٌ تتقولب وتدجّن
لتُمَجِّد وتُقرّظ
سيد القوم المبجّل …
فتمهّل …
لا مكان لمثلك
غير ( نَخُرة )
و ( عدِّ أبيتو )
( قطرِ حادي )
أو بـ ( سمبل )
فتمهّل …
بل توقف ..
كل ما قد تتصوَّر – وزيادة –
مِلكُ ( هقدف )
فتوقف …
***
كل هذا
مدّ في عمر غيابي ..
زاد من ليل عذابي ..
كل صبح ٍ
أتأهّب للإياب ..
وأُصلّي في خشوع ..
وأُصلّي للجموع ..
هيا اعبري بحر الدموع
لكي أموت على شطآن هدبك
والخدود .
حتى أفيق من التلكؤ
وافتراش المُعضلات ..
أوصيك بالجَلَدِ العصيِّ
وبالعناد …
أوصيك أن تتلثّمي النسيان
عما جنيتُ – لبعض حين –
عمّا يفيض بجعبتي من ذكريات
ومن حنين …
واحفري جبَّانة
تحت الوسادة …
وانقشي في شاهد القبر
بعضاً من حروف ،
وملامح من فارسٍ لم يرتدِ
بعدُ القلادة …
وتمددي فوق التضاريس الموشاة
بالبخور ..
وبالمساحيق الجميلة وبالعطور ..
وعانقي قمراً ليس من أفلاكك،
ليس سراً في مكانين الفؤاد.
بل رياحٌ عصفت
رغم الإرادة …
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7887
أحدث النعليقات