حول الديمقراطية والوحدة
كتبه /محمد حسان
في تمام الساعة11:20يوم 14نوفمبر 1962 أُخرج ممثلي الشعب الأرتري من أحزاب الاستقلال والانضمام من قبة البرلمان بين صفين من الجنود المدججين بالسلاح ,ليبدأ الشعب الأرتري صياغة مصير جلاديه قبل مصيره.
نقول هذا الكلام للذين لا يقرؤون التاريخ, قوي الظلام التي مافتئت تسعي الي طمس هوية الشعب الأرتري باطفاء شموع الاشعاء والتنوير فيه.
ان الجماهير الأرتريه وان كانت محبطة تنتظر من تعتمد عليه في مواجهة وضعها المتردي الا أنها جنود مجندة من أجل الحفاظ علي الشخصية الأرترية بكل ملامحها الثقافية والحضارية والاجتماعية والنفسية,ولا يتوقف ذالك علي شخص أو أشخاص من المثقفين تقوم باغتيالهم أو اختطافهم أو حرمانهم من ممارسة حياتهم الطبيعية في وطنهم أو خارجه.
فالنظام الاجرامي الذي يتقمص نمط الاجرام المتبع في المنطقة المعينه لا يمكن ان نتوقع منه غير هذا السلوك,فهو يضرب مواطنيه حتي الموت لمجرد اختيارهم طريقا يرونه مناسبا للوصول الي الله, ويخطفهم لمجرد نمو تجارتهم أو خصوبة أراضيهم هذا في الداخل,بينما في الخارج تتسارع الصور المؤسفة, المخجلة لتحدثنا عن مدي الانحطاط الذي وصل اليه منتسبي النظام, ففي أحدي الدول حيث ينشط مهربي البشر “اغلب ضحاياهم ارتريين”بينما مازال صدي الأنباء يتردد بتورط أحد أفراد أمن سفارتنا, أطل علينا اتحاد الأدباء والكتاب الارتريين ببيان اختطاف وتعذيب الأستاذ/ادريس قرجاج بايعاذ من الشعبية في الأردن حيث ينشط الموساد في بلاد الشام بعملياته الاجرامية المماثله من هذا النوع
فهل يذهب بنا الظن ابعد من ذالك عن بعض
طواقم سفاراتنا في روما أو المكسيك مثلا!؟
وبما أن الشئ بالشئ يذكر فان النظام الذي يقبع في سجونه أعداد مقدرة من أصحاب الضمير من المثقفين عموما ومعلمي اللغة العربية علي وجه الخصوص
الآن هذ النظام الطائفي الشوفيني المخادع الذي أعلن بالأمس الحرب علي كل ماهو عربي هاهو اليوم يعقد الورش والندوات مستغلا بعض الذين لا اعرف ما يمكنني تسميتهم ليعلن أهمية اللغة العربية والمحيط العربي.
ففي عهد الطليان , في العام 1936صرح “اندريا فيستا” المدير العام للمدارس الابتدائة بقوله”المواطنون يثمنون عاليا التدريس بلغة الأم”.
بعد 65عام 2001 صرح “ودي قرهتو”مسؤول التعليم الأرتري بقوله ” المواطنون وعوا أهمية التدريس بلغة الأم”.
ولك عزيزي القارئ ان تتعجب من تطابق المنهجين!!!
في عهد هيلي سلاسي رفض وزير الخارجية الأثيوبي أخليلو هبتي ولد اقرار اللغة العربيه في مناهج التعليم في الدستور الأرتري الذي صاغته الأمم المتحدة بحجة أن اللغة العربية لغة دين, ولغة دخيلة وغريبه .
وهي نفس حجة رموز الأندنت.
فبأي منطق رفضتها الجبهة الشعبية!!؟
ان الغرض واضح تماما , قديما وحديثا هو تجهيل قطاعات واسعة من الشعب الارتري وعزلها عن محيطها العربي وفرض هيمنة ثقافة أحادية الطابع تتنافي مع طموحات ونضالات الشعب الارتري,هذا غير النتائج السلبية الوخيمة التي تلحق بالأمة الأرترية من تقوقع وتشرزم وتشتيت بين ما أسموه بالقوميات التي وحدتها العربية.
فالاباء الأوائل الذين رفضو مشروع بيفين التقسيمي,اعني الشيخ ابراهيم سلطان علي والأب ولد آب ولد ماريام والشهيد عبد القادر كبيري والرأس تسما اسبروم, فان ابناؤهم وأحفادهم اليوم لقادرون علي هزيمة مشروع اسياس العنصري التفتيتي.
وهذا يتطلب اعادة البناء, بناء شبكة من القوي الشعبية في الداخل والخارج كأهم أهداف مرحلية, دون الاكتراث الي التهميش الداخلي والخارجي ودون الرهان علي الاجنبي وقبل تحقيق هذا الشرط لا معني علي الاطلاق للحديث عن تغيير ديمقراطي طالما لا توجد في الساحة قوي اجتماعية شعبية تفرض نفسها علي القوي الأخري الداخلية والخارجية المعاديه لمشروع الحرية والديمقراطية والوحدة والسلام والتعايش.
كما يجب تحليل الواقع الداخلي والخارجي ثم ترجمة استنتاجات هذا التحليل الي أشكال تنظيميه مناسبة للعمل بغرض تحقيق انتصارات مهما صغُرت ومها كانت جزئية ومبعثرة رفي مجالات عديدة ,غير مرتبطة ببعضها البعض في المرحلة الأولي , فانجاز هذه الانتصارات علي أرضية واقع الجماهير هو الشرط لاعادة صدقية هذه القيادات واخراج القيادات من الجماهير نفسها وعودة الأمل في صفوفها .
ثم بعد أن تكون هذه الانجازات قد تحققت يمكننا أن نفكر جميعا في استراتيجيات تهدف الي تحقيق النقلة الكيفية في مسيرتنا الطويلة نحو التحرر.
وذالك بتكملة ما بدأته جبهة تحرير ارتريا, لان مشروع الجبهة في أساسه قائم علي تحقيق المساواة الحقيقية والشاملة بين الجميع علي صعيد الوطن بكُليته , جنسيا”أي بين الرجال والنساء” وقوميا “أي بين قوميات أرتريا”.
هذا هو المشروع المستقبلي المنشود والواقعي في آن معا.
فلماذا نتخلي عنه!؟؟
علي أن يقوم هذا المشروع علي نقض الماضي من زاوية مستقبليه وهذا النقد بالضرورة سيمس السمات الأساسيه التي صاحبتها, أعني1/ الصراع علي الموارد والقيادة 2/ الاستقطاب الأيدلوجي.
فالرؤية لهذا المشروع يجب أن تقوم علي تجاوز هاتين السمتين أعلاه وبذالك نصل الي مفهوم أغني للحرية والوحدة والديمقراطية.
وحتي لايفهم كلامي خارج صياغهُ فان هذا المشروع لا يمثله أحد علي الأقل في هذه اللحظة.
هذا المشروع يحمل بذوره الجميع في هذه اللحظة.
ختاما: عليَ أن أشيد باحياء عضوية ارتريا في التجمعات النقابية العربية الموازية ,تلك التي غيبتها الشعبية لتتباكي عليها اليوم ,ليس حرصا منها علي أحقية الشعب الارتري أن يكون جزءا منها ولكن……
كما لا يفوتني أن أضرب علي كف اتحاد الكتاب العرب الذي لم يقوم بادانة السلوك الاجرامي في حق أحد منتسبيه,هذا غير ما يرجوه منه الشعب الأرتري في بلورة قضيته العادلة نحو الانعتاق من ربقة ظلم النظام الشوفيني
هذا ودمتم
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8571
أحدث النعليقات