رحيـل المناضـل الوطني الأسـتاذ/ علي سـعيـداي إدريـس

رحـل المناضـل الصـديق والأخ الكبيـر إلى جـوار ربه الكـريـم تاركـا هـذه الفانية التي لـم تـدم للأولـين ولـن تـدوم للتابعـين، رحـل العـفيف الذي لـم يمـد يـده يومـا إلا معطيا أو مـدافعـا عـن الحـق وعـن اليتيـم والضـعيـف .. عاش الكـرار عفيفـا ورحـل قنوعـا ولـم ينتظـر هبـة أخ أو صـديـق، رحـل صـديق الجميـع الـذي عـاش كـريمـا مـع الجميـع رحـل منطويـا على نفسـه دون أن نتمـكن مـن معـرفة مخـزونه الـوطني الثـر، رحـل الأخ الكبيـر دون أن يمـد يـده إلا لله الكـريـم، رحـل تاركا الـذكـرى الطـيبة واليـد الطولى مـن وراءه ـ راجيـا الغفـران والـرحمة الواسـعة مـن عنـد الـرحمـن الـرحيـم .. فإلي جنـات الخلـد مـع أصحابك الكـرام الـذيـن شـملهم الله بعفـوه وغفـرانه ورحمته التي وسـعـت كل شيء.

السـيـرة الـذاتية للـراحـل

المناضـل الوطني الأستاذ/ علي سعيـداي إدريس مـن مواليـد ارتـريـا في ثـلاثينيـات القـرن المنصـرم .. جلـس إلي شـيوخ الكتاتـيب وارتـاد المـدارس النمـوذجية ثـم بـدأ مشـوار حياته العملية بالـزراعة، ثـم عمـل جنـديـا بشـرطة مـديـرية كسـلا القـديمة 1956م .. تنقـل ما بـين مـركـز مـدينة طوكـر والمـرافـيت وعقـيق ومختـلف نقـاط الحـدود التابعة لمـدينة طوكـر .. كان عضـوا أصيـلا بحـركة التحـريـر الإرترية 1958م، وفيمـا بعـد انضـوى تحـت لـواء جبهة التحـريـر الإرترية وظـل متفـرغـا للعمـل العـام .. عـين عضـوا في فـرع القيـادة الثـورة بمـدينة بورسـودان 1967م ( صـالح أحمـد اٍيـاي/ اٍبـرهيم محمـد علي/ علي سـعيـداي/ حسـين الخليـفة ومحمـود أنصـرة)، وفي وقـت آخـر تفـرغ لشـئون أسـرته متنقـلا ما بـين العمـل في القطـاع العـام والخـاص إلى أن عبـر البحـر إلى المملكة العـربية السـعودية التي ظـل يعمـل بهـا حتى يـوم إصابته بسـلسـلة مـن الأمـراض التي أودت بحياته .. عـرف المـرحـوم بأخـلاقه الحميـدة وعـلاقاته الاجتماعية الواسـعة إلى جانـب تمتعه بالثقافة العامة التي أهلته لتبـوء المواقـع القيـادية وتسـجيـل النجاحات وحصـد الأنـواط التي فـاز بهـا في العمـل العـام والقطـاع الخـاص على السـواء .. رحـم الله المناضـل علي سـعيـداي الذي كان يمثـل عفـة المناضـل الإنسان، وصـدق المسـلم الملتـزم، وكـرم وبشـاشـة المضـيف الذي لا يخلـو داره مـن آثـار الـذبائح وإكرام القـريب والغـريب وعابري السـبيـل .. كان أخـا للكبـار وأبـا وموجهـا حكيمـا للصغـار، وكان أحـد القـلائـل الـذيـن جمعـوا الأقوال والأفعـال ومـن الـذيـن فازوا باحتـرام الكبار والصغـار بـدء بجيـل الـرواد الأوائـل وانتهاء بالأجيـال اللاحقة .. يـرحمه الله وصحبه الكـرام ويتقبلهم عنـده في أعلى الجنـان مـع النبـيين والصـديقـين والشـهـداء الأبـرار.