حول الديمقراطية والوحدة
كتبه/ محمد حسان
ان النخب- عندما تعجزعن تحليل الواقع فانها تلقائيا يغيب عنها ادراك مغزي التحدي الحقيقي مما يؤدي الي اخفاقها في رسم استراتيجيا فعالة في مواجهة هذا التحدي , فتنقاد الي الانحراف المغامراتي.
يجب أن نذكر أن هناك ثمة دستور شرعي ووحيد للشعب الأرتري لا يصح تجاهله تجاهلا فاحشا بهذا القدر,أعني دستور أرتريا الذي صاغته الامم المتحدة.
كان يُنتظر من القوي الديمقراطية التي اجتمعت في أديس أببا,أن تفهم ذالك,وأن تدعم ورقة الصبر,فلم يعطي لها حق تفجير ارتريا بعد.
لا بد من فتح نقاش سياسي حقيقي حول الفدرالية,فماذا يمكن أن يقال حول تبني مبدأ تقرير المصير؟؟
عندما عقد( ماتينزو) مبعوث الامم المتحدة اجتماعا في وزارة الخارجية الاثيوبية في الساعة 3:04, يوم الاثنين 28مايوعام 1951 اكد علي حماية مؤسسات الشعب الارتري وتقاليده وأديانه ولغاته, في اشارة علي ان تكف أثيوبيا عن تدخلاتها غير المرغوبة وتحترم رغبات الشعب الأرتري.
فماذا كان رد اثيوبيا بالأمس؟؟
وماذا كان ردها اليوم عندما جاءها ممثلو الشعب الأرتري مضطرون !؟؟
تقول: ان النظام الأوتوقراطي,الحاكم—العاجز عن خلق شروط التصالح, لا يجب ان يحبسنا في معسكره الاجرامي الداعم لخطة الاستعمار في تفكيك مجتمعنا ودولتنا, ومعاملة بعضنا معاملة الطيور النادرة.
علي ان اشدد علي مراكز صناعة الرأي العام, فرجت مثلا,او آخرون ان يقدموا استبيانا لعينات عشوائيه من المواطنين الارتريين ,يطرحوا فيه سؤال تقليدي حول الانتماء الي أرتريا: (أرتري) مقابل القوميات:(عفر, كوناما ,ساهو, بلين, نارا,رشايدة,حدارب,تجري و تجرنيا). ولنري نتيجة الذين يلعبون ورقة القوميات دون تحفظ أو اعتبار للقيود الدستورية واشتباك الأهالي والمصالح الأخري.
فالنتيجة الحقيقية والمؤلمة لا تتأخر أن تظهر بخصوص مبدأ القوميات الذي يدعو له (نصير الديمقراطيه) الكندي, اذ انه في واقع الأمر ينفذ حسب الظروف, اي حسب مصالح الغرب الذي يعتمد الكيل بمكيالين.
واليكم هذا المثال الصارخ:منذ القرن السابع عشر يستوطن مواطنون روس في قاليم البلطيق سحبت منهم السلطات الحاكمة حقوق المواطنة بحجة أنهم لا يتحدثون اللغات المحلية وفي هذا لا يري الغرب انتهاكا لمبدأ الديمقراطية.
لكن الايرلنديين الذين يقاومون الانجليز طبقا للمبدأ الديمقراطي الغربي—ارهابيين!!!
ولماذا نذهب بعيدا أليس النظام الحاكم في بلادي وليد مبضع الديمقراطيه الغربية علي يد الجراح الامريكي(كوهين).
أردت أن اقول ان تحديات الظلم الاجتماعي الذي تمارسه الشعبية يجب تناوله بروح الامة—الأمة الأرترية, تلك التي وظفت أعدائها قبل اصدقائها لتنجز أهدافها نحو وطن تخفق رايته عاليا, وهذا ما أسميته في مقال سابق مشروع مستقبلي لا يجب التنازل عنه.
هذا ودمتم
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8850
أحدث النعليقات