رمضانيات (3)
عمر جابر عمر
قيم ومفاهيم
@ الولاء والأنتماء هناك قيم ومفاهيم نمارسها ونطبقها ولكن فى بعض الأحيان يحدث خلط وتداخل بينها يضع أمام ممارساتنا علامات استفهام . من تلك القيم والمفاهيم ( الولاء والأنتماء) – وهذا اجتهاد بشرى احاول به تقريب الصورة وتوضيحها ولكنه ليس كاملا ولا شاملا:
الولاء ميراث وتوريث – نولد به ولا خيار لنا فيه – يبدأ من الأسرة والعشيرة والأقليم والطائفة – يلاحقك ذلك الموروث حتى الموت ( حتى فى حالات الأرتداد الدينى يشار الى ماضيك) وحتى بعد حصولك على جنسيات أخرى فى المهجر يشار الى مكان الميلاد!
أما الأنتماء فهو الأختيار الحياتى – الحب الشامل والأندماج الكلى مع مكونات الكيان الجامع ( الوطن)
ذلك يتطلب الأنفتاح والتفاعل مع الآخر وفهم أولوياته وقدراته على العطاء والأستجابة للمشاركة.
من تلك القيم والمفاهيم نستمد المعايير التى نختار على ضوئها قياداتنا ونحدد مساراتنا – ذلك يجنبنا الأسلوب التجريبى ويساعدنا على وضع أسس ثابته للتطبيق – وليس هناك تناقض أو تنافر بين الأثنين
من الممكن أن يكون الولاء عاملا ايجابيا لتأكيد الأنتماء ولكن ليس من ا لمقبول سحب الأنتماء الى أسفل وتوصيفه بمواصفات الولاء؟ بعبارة أخرى عدم محاكمة الفرد – سلبا أو ايجابا – من خلال الولاء بل بمعايير الأنتماء . بعبارة أكثر وضوحا : اذا كان قد استوفى شروط الأنتماء ومواصفاته لا يجب ابعاده ونفيه بسبب الولاء الذى لا يد له فيه – واذا لم يكن قد استوفى تلك الشروط فلا يمكن تزكيته بسبب الولاء الذى لا فضل له فيه. لا عيب ولا ضرر أن يفخر الأنسان بأصله وتراثه ومكوناته الأجتماعية – بل انه اذا زادت
( جرعة الأنتماء ) – قصدا أو دون قصد— سواء كان بالأقصاء أو التهميش أو بالقفز فوق تلك المكونات فان النتيجة ستكون سلبية وقد
تؤدى الى اختناق صلة الولاء واختفاء ملامحها وبالتالى تضيع خصائص و مواصفات تثرى المجتمع وتشكل تنوعه وتعدده.
@ حرية الرأى فى جلسة رمضانية تقليدية دار نقاش حول حرية الرأى –
قال المتحدث الأول: ما رأيكم فى الذى ينشر فى الأنترنت؟ هل ذلك يساعد فعلا على نشر وتعميق ثقافة الحوار الديمقراطى وبلورة مفهوم وقيمة حرية الرأى؟
أجاب الثانى: المشكلة ان الذين يكتبون ذلك ( أشباح) لا اسم لهم ولا عنوان – يرمون بسهامهم ويمضون.
انهم مثل الذى يتسلل الى باب منزلك ليلا ويكتب عليه ما يشاء( يشخبط) ثم يمضى – وعندما تصحو فى الصباح لا تعرف من فعل ذلك! هذا يسمى فى الدول المتقدمة ( فاندالزم) – أى الشخبطة على مقاعد القطارات والأسوار الخارجية للمبانى العامة والعقوبة هى السجن والغرامة.
قال ثالث: انها مسئولية أصحاب المواقع – اذا وجه أحدهم تهمة العمالة الى آخر من منطلق حقه فى التعبير عن رأيه كمواطن دون دليل أو أثبات فمن حق الآخر ان يبادله التهمة بنفس الحق ودون دليل أو أثبات!؟
ويرتفع عدد ( العملاء) و الكلام يكتر – على حد تعبير عادل امام – وكله كلام ما عليه جمرك!
ان ذلك يشجع ثقافة حكاوى المقاهى ومعلومات الهواتف الجوالة.
الغريب أن بعض الأشباح تملك الجرأة وتتحدث بأسم الشعب! ماذا فعل أسياس أكثر من ذلك؟
هناك مبدأ يجهله هؤلاء ويتجاهله أصحاب المواقع – وهو حق المواطن الفرد فى أن تصان كرامته وتحفظ حقوقه ضد أى تشهير أو تشويه للسمعة وهى تهم يعاقب عليها القانون وتثبت فى الدساتير كحق شرعى للمواطن الفرد. هل أنتم تناضلون حقا من أجل التغيير الديمقراطى – أين حقوق المواطن؟
بعض المواقع أراحت غيرها واستراحت وأقفلت الباب منذ البداية – مواقع أخرى وضعت شروطاقاسية : الأسم واسم الأب واسم الدولة وعدم تناول المسائل الشخصية – النتيجة اختفت الأشباح! ولكن ما زالت بعض المواقع تمارس تلك الهواية.
جاء دورى وقلت: ربما لا تكون المقاصد والنوايا بنفس الدرجة من السوء الذى تبرزه المفردات وتركيبة العبارات – لا يجب أن ننسى أن معظم هؤلاء شباب مقبلون على الحياة بحماس لا يترك لهم هامشا للرأى الأخر أو أحترامه. انهم أبناء هذا الشعب الأرترى الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت ويبحثون عن الخلاص العاجل مما هم فيه. مشكلتهم أنهم ينظرون من ثقب واحد – ولو فتحوا الأبواب والنوافذ لتوسعت مداركهم وتنوعت مصادرهم وتدفقت اليهم المعلومات – هل قرأتم بيانات جبهة الأنقاذ وجبهة الثوابت الوطنية؟ هل قرأتم ما كتبه السيد عبدالله محمود رئيس القيادة المركزية للتحالف؟ هل استمعتم الى ما قاله عضو الملتقى عن لندن السيد ( نورى محمد عبدالله) فى راديو عركوكباى؟
هل قرأتم ما كتبه عضو الملتقى السيد محمد رمضان؟ أفتحوا الأبواب والنوافذ—
فى هذا الشهر الكريم لا نملك الا ان نرفع الدعاء الى الله أن يعطيهم السكينة والطمأنينة فى حاضرهم ومستقبلهم ونسأله تعالى أن يهدينا وأياهم سواء السبيل – آمين.
رمضان كريم.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8865
أحدث النعليقات