ناود في ذمة الله

بقلم/عثمان محمدنور

مركزدراسات القرن الافريقي

16/9/2010م

غيبت الموت عن دنيانا الفانية اليوم الخميس الساعة السادسة صباحا بالعاصمة أسمرا الأستاذ/محمد سعيد ناود ،وذلك بعد عمر تجاوز السبعين ،عطاء متواصل لم ينقطع منذ خمسينات القرن الماضي وحتي الوفاة عطاء وبذل تواصل لأكثر من نصف قرن.

* ميلاده: ولد عام 1936م بقرية (ماريت –رورحباب)بمديرية نقفه بأقليم الساحل الشمالي .

* تعلميه: هاجر الي السودان منذ طفولته ودرس القران الكريم وتلقي تعلميه حتي المرحلة الوسطي بمدينة بورتسودان ،وكان ناجحا ومقبولا بمعهد (بخت الرضا)بالدويم الي أنه اختار العمل الوظيفي حيث عين بشركة التليغراف بمدينة بورتسودان

* شارك في الحركة الوطنية السودانية من أجل الإستقلال حيث كان عضو بالحزب الشيوعي السوداني منذ إن كان طالبا وتبوأ فيه بعض المواقع القيادية ، كما كان عضوا (بالجبهة المعادية للإستعمار) والتي كانت تيارا وطنيا عاما أكثر من كونها تنظيم سياسي بالمعني الدقيق ولذلك كثيرماكان يستخدمها الحزب الشيوعي لإعلان شعاراته وتنفيذ برامجه اذ كان الحزب سريا حتي بزوغ فجر ثورة أكتوبر1964م ،كما ذكرذلك ناود في كتابه – حركة تحرير إرتريا.

* في نوفمبر1958م قام بتأسيس وقيادة (حركة تحريرإرتريا) حيث عقد أول إجتماع للمؤسسين في منزل محمد سعيد ناود بحي ترانسيت ببورتسودان ،ثم طارت شرارت (حركة التحرير)الي داخل إرتريا وخارجها تبني وتؤسس لمختلف الفروع خلال عقد من الزمان.

* تم إندماج حركة تحريرإرتريا مع قوات التحرير الشعبية في مؤتمر(سيدوحه عيلا)في عام 1970م،بعد عدة جولات من العداء والمواجهات بينها وبين جبهة التحرير الإرترية، ومنذ ذلك الوقت حتي فجرالتحريرفي 24/5/1991م ظل يعمل في إطارقوات التحرير الشعبية بمختلف مراحلها ومسمياتها وتبوأ فيها العديد من المواقع القيادية – حيث عمل مديرا لمكتب الاعلام الخارجي ببيروت ، ورئيسا للمكتب السياسي ، ونائبا لرئيس التنظيم ، ثم رئيسا له أخيرا.

  • بعد التحرير قرر تنظميه جبهة التحرير الارترية -التنظيم الموحد حل نفسه والدخول الي إرتريا حيث أصبح عضو في البرلمان المعين في عام 1993م ، ثم عين حاكما للاقليم الساحل الشمالي في الفترة من 1993-1996م ،ثم عضو ومديرللمركز الإرتري للدرسات للاستراتيجية حتي وفاته .
  • يعتبر الإستاذ محمد سعيد ناود من أكثر المثقفين والسياسيين الذين أثروا الساحة الإرترية العلمية والثقافية في مجال الكتابة والتأليف ،حيث تجاوزت مؤلفاته العشرة ،ولعله لايجاريه في هذا المجال الا المرحوم عثمان صالح سبي ،وامتازت مؤلفاته بالتنوع والشمول حيث شملت القضايا السياسية والتأريخية والثقافية والأدبية والإجتماعية ، كما تميز عطاؤه في مجال الكتابة والتأليف بالإستمرار حيث كان صدور أول كتاب له (قصة الإستعمار الإيطالي في عام 1971)وكان صدور أخر كتاب مطبوع له شخصيات ورموز وطنية في عام 2007م ،ومات وله مؤلفات مخطوطة لم تجد طريقها للطباعة ،هذا بخلاف إسهامات المقدرة في المجال الإعلامي بالمقالات والتحليلات واسهامه بالكتابة في موضوعات الشأن التنظيمي الداخلي .

يعد من السياسين القلائل الذين وفقوا  بين هموهم السياسية واهتمامتهم الثقافية والفكرية .

  • يحمد للإستاذ ناود بأنه اولي إهتماما متزايدا مؤخرا في عدد من مؤلفاته للتأكيد علي قوة الأواصر الإسلامية وعمق العلاقات العربية وأصالتها في إرتريا ،حيث تعد مؤلفاته –العروبة والإسلام بالقرن الإفريقي عام1993م ،وإرتريا –طريق الهجرات والديانات ومدخل الاسلام الي إفريقيا عام1999م ،وعمق العلاقات العربية الإرترية عام2004م ،والذى وصفه الإستاذ /عبد العزيزسعود البابطين في تصديره للكتاب :يعد الكتاب (مرجعا ضروريا لمن شاء أن يعرف إرتريا عن قرب لغة وثقافة وتاريخا )
  • تعد هذه المؤلفات وغيرها مصادر ومراجع هامة ومادة خصبة لكل دارس وباحث يؤخذ منها ويرد حسب مقتضيات كل أمر.

وختاما رحم الله الفقيد وغفر الله لنا وله.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9220

نشرت بواسطة في سبتمبر 17 2010 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010