نجاح الملتقى نجاح للتحالف في احدى مهامه
بقلم / عمر عثمان ديهيشي
27/09/2010م
في البدء أتقدم لشعبنا ولأسرة (آل ناود) بعزائي الحار في فقد الزعيم الوطني و الكاتب والمؤرخ الكبير / محمد سعيد ناود احد عمالقة الوطن وقائد أول تنظيم وطني نظم صفوفه للتحرير وقد ترك لنا نتاج فكره وثقافته و حصيلة خبراته في عدد من المؤلفات فجزاه الله عنا وعن الوطن خيراً . ونُهيب بالرعيل الأول وشيوخ النضال الإرتري أن يكتبوا للأجيال الصاعدة لتبرأ به ذمتهم أمام الله والتاريخ .
ملتقى الحوار الوطني الذي عقد في أديس أبابا قبل اقل من شهرين اظهر جليا أن الإرتريين يتمتعون بنصيب مقدر من ثقافة الحوار في منطقة القرن الأفريقي , مما يجعل احتمال “صوملة” ارتريا احتمالاً تتضاءل فرصته . ومما نحسبه من باب النقد البناء ما نتناول فيه كثيرا التحالف الديمقراطي بالإشارة إلى ضعفه و ترهله و رتابة أساليب عمله إلا أن نجاح الملتقى في حقيقته هو نجاح للتحالف الذي اقر بضرورة انعقاده وكون تحضير يته ثم ذلل الصعاب وهيأ الأسباب لانعقاده فأصبح راعيا رسميا له و قد حقق به احد أهدافه وهو توسيع دائرة مشاركة الارتريين في عمل المعارضة المنظم .أماما تناوله بعض الأخوة الكتاب عن بعض الأخطاء و القصور التي صاحبت أعمال اللجنة التحضيرية ولم تسلم منها سكرتارية المؤتمر فهو من باب الحرص على بلوغ أعلى درجات الإتقان للعمل الوطني و تصحيح المسيرة أولا بأول هذا بالنسبة لأهل الملتقى ومناصروه اما المعارضين له والمشككين فيه فلم يكن ينتظر منهم غير ماقالوه . فتحية إجلال وتقدير منا لكل من التحالف الديمقراطي واللجنة التحضيرية وسكرتارية المؤتمر والآمال معقودة على مفوضية الملتقى والدعاء مبذول لطلب نجاحها .
في الملتقى تجلت الاعترافات المتبادلة بين مكونات المجتمع الارتري عن الحقوق التي سلبت و المظالم التي وقعت والأهم من ذالك اتفاق الجميع على إزالة المظالم ورد الحقوق لأصحابها بمجاهدات ونضالات مشتركة وفق آلية متفق عليها أيضا وهذه من إحدى الجوانب التي تميز الملتقى عن اجتماع بيت جرجس في 1947م . وبصمة الزمن واضحة بين اللقائين في تطور ونضج فهمنا لقضية الوحدة الوطنية التي في سلامتها سلامة النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي في الوطن . كما أن تخصيص أعضاء في المفوضية لحزب الشعب برغم مقاطعته للملتقى وعدم حضوره بصمة أخري للزمن في سعة صدرنا لبعضنا البعض خاصة إذا ما عدنا للمؤتمر الأول لجبهة التحرير في 1971م الذي أعلنا فيه رسميا الحرب الأهلية بمسوغات تثير استغرابنا واستهجاننا اليوم ، ومنها أن الساحة لاتتسع لأكثر من تنظيم واحد .
المسلمون والملتقى:
المسلمون تفاعلوا بقوة مع فكرة الملتقى منذ البداية كيانات وأفراد ، وبعد إقراره انبرى كتابهم في إثراء محاوره ولم تتخلف تنظيماتهم عن حضوره ، وأثناء سير أعماله ظهر المسلمون وفي طليعتهم التنظيمات الإسلامية بما يعكس سماحة دينهم وعراقة حضارته تمثل ذلك في أعلى درجات التفاهم والانفتاح ورحابة صدر والخطاب الر شيد مما أزال حالة التوتر من أجواء الملتقى وهيئها للحوار الهادف للملتقين كما أشار إلى هذه المعاني كل من الأساتذة الكرام / عمر جابر ومحمد رمضان سعد وغيرهم ، وهذه من الإشارات المهمة للإسلاميين أن لطرحهم الأصيل بأصالة الإسلام في ارتريا قبولاً كبيراً في معالجة قضايا الوطن وهمومه ويُنتظر منه الكثير لإحداث التوازن والاستقرارالدئم في بلادنا ، فا إلى مزيد من الرشد والوحدة .
البيان الختامي وفقرة تقرير المصير :
خبراتنا بالمؤتمرات والبيانات الختامية معتبرة فهي حصيلة عقود من الزمن وما حدث من خطاء يجب أن لايتكرر في المستقبل ، أما البيانات الإستدراكية فقد كشفت أن مكونات التحالف ليسوا على قلب رجل واحد في موقفهم من البيان الختامي وهذا مؤشر سلبي لانريد أن يكون له تبعات على أعمال التحالف والمعارضة في قابل الأيام .
نحن نعلم أن السبب الرئيسي لنشأة التنظيمات القومية هو غياب دور التنظيمات الإرترية بكل أنواعها في أوساط أهلها ومناطقها ولذالك نظموا أنفسهم بطريقة تناسبهم للدفاع عن وجودهم ومصالحهم وهو حق مشروع لهم ، وهم شركاء في المسؤلية لحفظ وحدة ارتريا ارضا وشعبا. و نعول كثيراً على شيوخ النضال الإرتري من أبناء العفر ليتكامل دور خبراتهم العريقة مع عطاء الشباب وحماسهم في تنظيم العفر لتكون المخرجات دائما متناغمة مع المصالح القومية والوطنية ومع تاريخ العفر المجيد في وطنهم . و في هذا الصدد نثمن الدور الإيجابي للمناضل الكبيرالشيخ / إسماعيل محمد اسماعيل نية في الملتقى و مقابلته الناجحة مع موقع عونا التي قطعت الطريق على المرجفين والمشككين في ولاء العفر واخلاصهم لوطنهم إرتريا .
وقد اقر التحالف الديمقراطي في ميثاقه بنظام (الحكم اللا مركزي ) واعتمد ذلك الملتقى في بيانه مؤكداً أن الو حدة بيننا طوعية تحترم التنوع ، وبالنتيجة يفهم من فقرة حق تقرير المصير للقوميات التي لم تلحق بها كلمة (حتى الانفصال) في البيان الختامي المختلف عليه في نسخته العربية أنها في إطار وطن واحد كما في تجارب الدول الأخرى وبجانب تأكيدات قيادات من تنظيمي العفروالكوناما قبل الملتقي وبعده هذا المعنى ، و خاصة ان الفصل فيها من حق ممثلي الشعب المنتخبين ديمقراطيا ، فهي من باب رفع سقف المطالب لضمان حقوقهم في إطار وطنهم ارتريا حتى لاتتكرر الفواجع على أهلهم . المؤتمرالوطني القادم فرصة لإستدراك واستكمال ماتبقى من همومنا الوطنية ، ويكفينا الجدل الذي يخدش وحدتنا وتماسك جبهة معارضتنا في هذه المرحلة . فلنصرف كل الجهود ونسارع الخطى لإقامة دولة العدل والقانون التي ستبدد إن شاء لله كل مخاوفنا وهواجسنا المزعجة .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9370
أحدث النعليقات