رسالة خاصة إلي شخصية عامة
سيدي الرئيس:
قبل أن أكتب إليك ، من مكان ما في العالم، كنت أطالع كتاب الحواس للقاص الإيطالي إتالو كالفينو، قيل لي أنك- أنت أيضا كانت لديك حماسة للقراءةعندما كنت رفيقا .ربما كانت قراءة توقعا لمعركة ما ، ربما لمعرفة مكامن الخطر في النظام- نظامكم،أو- أنكم كنتم سيدي الرئيس ،تخطون الأحرف الأولي لتلكم الوثيقة(1).
هذا قبل أن تضمكم الكمبرادورية بين جناحيها الأملسين القاسيين كجلد الثعبان،ذالك عندما كانت تسكنكم الحالات السبع(2)
قبل أن تسيطر عليكم فكرة النقاء العرقي إثر وشوشة من ذالك العجوز الأنجلوسكسوني علي سلم الطائرة ،عندما وصف الآخرين بالرعاة المساكين.
انطلي عليكمن مكره، سيدي الرئيس فتناسيتم أن فكرة النقاء العرقي في واقع الأمر، لم تتحقق سوي مرتين،الاولي:في شمال أوربا وأنتجت جماعات الفايكنغ المتوحشة، والثانية:في الغابات الاستوائية وأنتجت أكلة لحوم البشر.
سيدي الرئيس:أنا من هواة سرد الحكايات- تقول الحكاية:أن الاهالي في الكنغو أكلو نصل الولابات المتحدة ،فأستهجنت أمريكا هذا السلوك وتذمرت لدي الدولة ، فما كان من الحكومة الكنغولية الا ان قالت وما الذي بيدنا أن نفعله كل الذي أمامكم هو أن تأكلو سفيرنا في واشنطن.انتهت الحكايه
سيدي الرئيس:إن حميميتك-هاهي ذي أنتجت ذالك المخلوق الشائه،جاحظ العينين،منتفخ الأوداج،بأسنانه المتباعدة-ذالك المخلوق العجيب القابل للتناسل-جبهة القوميات(يتربي في عزك)
أنا أثق بزكائكم سيدي الرئيس كثقتكم بغبائي تماما، فقط عليكم أن تغمضو عينيكم وتتخيلو النتائج …المدمرة.
سيدي الرئيس:لاشك،إنك قرأت عن جميع الطغاة من لدن كاليغولا مرورا بنيرون وهولاكو وجينكزخان وصولا الي هتللر وموسليني وسيتالين وباتيستا وسالازار والشاهوسموزا وهيلي سلاسي ومنقستو والخوف .
جميع هؤلاءداستهم الجماهير وقذفت بهم إلي مذبلة التاريخ—أنا أعلم إنك تظن أن الرعاة المساكين الضعفاء الخائفين، المشردين،الغائبين عن الوعي زرائع جاهزة تزين لك القبح—لذا ،عندما أدعوك إلي إحترامنا لأننا جديرون بالاحترام لا لشيئ فقط رلفضنا الذل والمهانة أراك تمد لسانك مستهزئا من سذاجتي في اللحظة التي تتحسس فيها الرزم المنتفخة من التقارير السرية التي يرفدك بها عمال خدمتك السرية—جواسيسك – قططك السمان،الذين تدفع لهم لتجعلهم هادئين بقدر الإمكان،وهم يؤكدون وجود التآمرات ليبرروا جاسوسيتك وفي نفس الوقت عليهم إنكار أي خطر عاجل لإثبات أن تجسسهم بذي فعالية.
سيدي الرئيس :إنك جعلت من شباب بلادي عبيدا لهؤلاء
يسومونهم سوء العذاب،فكانت التنيجة هذه الرسالة التي بعث بها أحدهم الي كل بريد ألكتروني لديه، قد تكون وصلتك في صفحتك علي الفيس بوك.
تقول الرسالة:
(kudusat ihwatna,2000 dollar kafilom hejy behadish ezom dam zai belom dallalo up had gaza aseromom 6000 dollar kifallo yeblowom alowo).
هم – هؤلاء الشباب توصلوالي تأويل جديد لأسطورة (هرمجديون) ، لذا –يعتبرون انفسهم حجاجا هاربين من عسف (فرعون) (الأرتري) وخروجهم من أرضه وأملاكه و(تيههم) في الصحراء في سبيل مهمة رسالية هي لوصول الي اسرائيل(أرض الله الجديدة).
يبدو جليا سيدي الرئيس ان دجاجكم قد تعلم كيف يوجد دوزنة تفك حبالكم عنه.
وفي الخضم – سيدي الرئيس، إختفت لفظة (إرتراوي) لتحل محلها (حبشا ديخا) لنعود من جديد الي عصر الامبراطور يوحانس والرأس منغاشا والرأس ألولا ،فهنيئا لكم –الإنجاز
سيدي الرئيس: لو سمحت لي كأيامك الخوالي عندما كنت تجيب(بعد الفرز طبعا) علي أسئلة الشعب والمقاتلين
لدي سؤال، ربما إثنان
ما المبلغ الذي يحتاجه شاب أرتري ليبدأ مشروع حياته في الوطن ؟
اين تذهب موارد الدوله الارتريه-دخل المواني مثلا وشركات التعدين؟
كم يبلغ سعركيلو السكر اليوم ،لتر البنزين ،جوال الذرة…الخ ؟
ما هو متوسط دخل الف… ولا بلاش
سيدي في ختام خطابي هذا – القصير—وأرجو أن لا أكون قد تطاولت،فإن تعثركم(لفظة مهذبة تعني الفشل) في تخليق الثراء الذي يصنعه التنوع، وإيمانكم العميق بالمعايير الغربية في تصور عمليات الإنتاج والإستهلاك دفعكم الي أن تجعلوا تسعة وتسعون بالمائة من مفاصل ومقدرات الدولة الأرترية الحديثة تحت تصرف قومية معينة، محددة،ورغبتكم في إحتكار التفوق لأناس معيننين فوتت علي الوطن ميلاد فيثاغورث وكوبرنيكس ونيوتن ارتريين، من خلال مقبرتكم المسماة T.T.i،لتنتجو أنصاف متعلمين تيحمسون لتجهيل أهليهم
وحقا صدق المثل العربي
(لا ماؤك أبقيت ولافرجك أنقيت)
والعاقبة عندكم في المسرات
إحالات
(1) إشارة إالي وثيقة نحنان علامانان
(2) الحالات السبع قصيدة للشاعر محمد مدني
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9452
أحدث النعليقات