قراء هادئة لمقال أقنعة سقطت وأخرى آيلة لسقوط 2-2
بقلم : صابر أبوبكر مندال – السودان
كنت متابعاً للهجمات التي يتعرض لها المؤتمر الإسلامي من قِبل بعض الكٌتاب والمواقع الإعلامية . وقبل أيام تابعت رد علي عافة إدريس تحت عنوان أقنعة سقطت وأخرى آيلة للسقوط 2-2 على مقال الكاتب أبوصهيب ويبدو أنه من كتاب المؤتمر الإسلامي وفق اللغة التي يتحدث بها والدفاع عنه ، يرد فيها –علي- حسب زعمه على إتهامات بعض أفراد المؤتمر الإسلامي له ببعض النعوت . وفي الواقع لست من المنتمين والمدافعين للمؤتمر الإسلامي ولا عضواً فيه ولا أنتمي لهذا التنظيم ولكن لدي معرفة قديمة مع عناصر المؤتمر الإسلامي وإحتكاك يومي مع كوادره الطلابية في المراحل الدراسية والروابط الطلابية ، وكوادره لوحدها كافية للرد على ما يستلزم الرد عليه ، ولكن ما أضطرني أن أكتب هذه السطور هو المقال الأخير الذي تحدث فيه الإستاذ علي عافة إدريس ووصف تنظيم المؤتمر بالإثنين ونصف وأورد في المقال كثير من المغالطات في المعلومات المستوحاة من خصومهم أصدقاء الأمس وأعداء اليوم يكذبها الواقع ويبدو نظراً لإقامته خارج ميدان العمل الحقيقي ( السودان ) وإستعانته بالمعلومات القديمة من الخصوم التي لم تستطع تحديث قاعدة بياناتها بالمعلومات الجديدة إما لحجب المعلومات من العناصر والكوادر التي لم تواكب الأحداث أو نظراً لإنشغالها بخلافاتها الداخلية التي أخذت تعصف بها في تقاسم التركة بعد إنشقاق أصدقائهم في المؤتمر الإسلامي وتكوين تنظيم جديد . والإستاذ علي عافة مع الأسف الشديد يأخذ على الأخرين بمعلومات سوقت قبل أربعة سنوات والتي تتمثل بأن التنظيم مكون من ثلاثة أشخاص ( وأنا أصحح لك المعلومة الأصلية هي أن التنظيم مكون من أربعة أشخاص وليس ثلاثة هكذا سوقت من المصادر الحقيقية وهنا يتبين أن من زودك بالمعلومة غير صادق ) وأن لهم علاقة مع سفارة النظام في الخرطوم (عملاء للجبهة الشعبية) ، وهذه الأكذوبة التي يتحدث بها مع الأسف بعض الإسلاميين فنجد أن الشيخ عرفة أحمد محمد حفظه الله أمير حركة الجهاد الإسلامي الإرتري السابق في بداية التسعينيات أتهم بها هو الآخر جزافاً وكان منها براء بمرور الزمن ، ثم في 1996 أتهم بها أيضاً الشيخ إبراهيم سعيد مالك عندما انشق منهم بأنه عميل للجبهة الشعبية وكان منها براء ، وقبل أربعة سنوات أتهموا بها الشيخ حسن سلمان وتنظيمه الجديد وهو كان معهم الرجل الثاني وعراب السياسة للتنظيم وكان من المخجل إن يطلقوا تلك الإتهامات لنائب أميرهم ، وإن كان كذلك فقد ينسحب ذلك أيضاً في أعضاء التنظيم الأخرين فربما سوف ينكشف أسماء الأخرين بعد الإنشقاق وخاصةً بعد تمرد أحد القيادين ورفضه للإنصياع لأوامر القيادة العليا وفتح خط مباشر مع الحكومة السودانية ياترى ماذا سوف يكون السيناريو الذي سوف يتم إخراجه في هذه الطامة . وحسب التجارب والمعطيات الواقعية لتلك التهم التي سبق ذكرها ماهي إلا للاستهلاك المحلي وأصحابها لا يملكون غيرها للتأليب والتشكيك والأيام لوحدها كفيلة بأن تثبت هذا أو ذاك .
والطامة الكبرى من الكٌتاب في المواقع الا القليل مقالاتهم تٌهم ونعت للأخرين ولا تجد مقال موضوعي يعالج قضية فكرية أو إجتماعية أو سياسية ، ولكن في التهم والسب والنعت القلم لايجف . ثم هناك خلط للأوراق وهو يكمن في زج عدة أطراف في موضوع واحد فمثلاً أذا تحدث شخص إفند أقواله بدون الزج بأبيه و أمه ومجتمعه والتنظيم الذي ينتمي إليه ذلك حتى يأخذ المقال نوع من الموضوعية والكل له الحرية في النقد والتعبير بصورة مقبولة ولكن لا يعني هذا الحق بأن أشتم شخصه وتنظيمه وهذا سوف يجر على الكاتب أمور هو غني عنها . ثم إذا سألنا الكاتب في المواقع ماذا تريد من كتاباتك ؟ وحتى يحترمنا الأخرون لا بد من أن نحترم أنفسنا وعقل القارئ المخاطب ، والكثير من أصحاب القلم لا ينتبهون لهذه الأمور وأحياناً كثيرة تجد القراء أكثر إلماماً بالأمور المطروحة .
وباعتبارك كنت تتحدث في مقالاتك السابقة بأنك مستقل بالرغم أن من يقرأ مقالاتك يحدد بكل سهولة إلى اي ألوان الطيف تنتمي ، ولكن مقالك الأخير أسقط القناع الذي كنت ترتديه . وأنا قرأت أيضاً المقال الأول الذي أطلق الشرارة الأولى المكتوب بقلم الملثم والمقال بالرغم أنه خلى من ذكر أي تفاصيل لكن يبين أن هناك حرب باردة سبقت الشرارة الأولى وأنتم الطرفان لم تفصحوا عنها ، وأنت تتحدث في مقالك أن من بدأ المعركة هم عناصر المؤتمر ولكن من يقرأ مقالك وطريقة التهكم وصب التهم من العيار الثقيل في بداية المعركة يدلل على أن هناك أمور أخرى سبقت هذه العاصفة . ثم قبل الدخول في مضامين مقالك أنت وصفت المؤتمر بأوصاف غريبة وإلصاق تهم بمعلومات وأخبار مرسلة وفي مصطلح الحديث والجرح والتعديل ومعرفة الرجال هناك بما يعرف بالأحاديث المرسلة التي لا يؤخذ بها باعتبارها مقطوعة ، وقيل أيضاً أن قول صحابي ليس بحجة على قول صحابي آخر إلا بالقرينة فما بالك تهمة من خصم إلى آخر من باب أولى أن لا يؤخذ بها ، هل لك دليل عليها وإن كان حتى أصحابهم الأوائل الذين اتهموهم بها ودفعوا الغالي والنفيس من أجل أن ينفضوا الناس عنهم تخلوا عنها ونجدهم اليوم يبحثون عن صكوك الغفران لتلك الذنوب التي ارتكبوها في حق إخوتهم .
وكما أن لك الحق أن تكتب ما يحلو لك وللأخرين أيضاً الحق أن لا يستفز عقولهم وفيما يملكون من المعلومات الحقيقية لذلك كان لزاماً علي أن أصحح المعلومات المغلوطة التي وردت في المقال للقارئ والمتابعين لا من الغرف المغلقة ولا بالمعلومات والأخبار المرسلة وإنما بمعلومات من أرض الواقع ومعروفة لدى الجميع تكذب وتفند تلك الإدعاءات التي أتيت بها وسوف أسرد تلك التفاصيل وفق رؤيتي الشخصية كمتابع وشاهد عيان على الأحداث وكما أنوه بهذا الخصوص جميع المهتمين والباحثين المستقلين والتنظيمات أيضاً بأن تدلوا بدلوها في القضايا التي تناقش في صفحات النت بدون أدنى مسؤولية وأن يملك القارئ المعلومات الصحيحة حتى لو كان التنظيم خصمك وهذا سوف يكون صمام الأمان لجميع التنظيمات من المهاترات لأن ربما التنظيمات الأخرى المسكوت عنها أيضاً ربما يأتي دورها في التشكيك والتضليل ويقال حينها أكلت يوم أكل الثور الأبيض .
في الفقرة الثالثة من مقاله مع جزمه بعدم وجود شخص عاقل في المؤتمر الإسلامي أجمع وهذا أعتبره شخصياً عدم التعقل في صاحب المقال الذي يتهم تنظيم كامل بعدم التعقل بما يحتويه من قيادات وكوادر بغض النظر عن اختلافي أو اتفاقي معهم ، هل من العقل أن تصف التنظيم بهذا الوصف ؟ أم من العقل أن تفتح جبهة على نفسك من جميع الاتجاهات ؟. ثم قام بمقارنة غريبة وهي مقارنته بين تنظيم المؤتمر الإسلامي وحروي وزوجته وهو يقارن الشمس مع الكواكب الأخرى التي إذا طلعت الشمس تختفي فيها الكواكب الأخرى وهذا تضليل متعمد لكن مكشوف وربما ينقص صاحب المقال عدم المعرفة بالمؤتمر الإسلامي في الساحة السياسية والجماهيرية أو يحمل ضده حقد لشئ في نفس يعقوب. وعندما تقول أن حروي نجى من هجمات الأخرين بتعقله ، أولاً لا يعني السكوت على الأخرين صحة ما هم عليه ولا يعني من يُهاجم هو على الباطل ، وفي المحصلة المؤتمر الإسلامي حسب متابعتي كان يرد على الهجمات الإعلامية التي تعرضت له من 2008 ولم أجد ما بدأ فيه من التهكم على الأخرين الا أنه رفض الدخول في جبهة التضامن وهذا ما سبب له كل المتاعب ولو وافق لما تعرض على تلك التهم . وفي العلاقات المريبة التي تتحدث عنها أنا باحث للحق لا يهمني من هم الأشخاص وأنا متابع جميع التنظيمات في جميع المحافل ، المؤتمر الإسلامي منذ تأسيسه والمآخذ التي تؤخذ علية هي:-
- رفضه الدخول في جبهة التضامن وفي تقديري جبهة التضامن تجربة بشرية ولا يمكن أن نُكره الأخرين في الدخول فيها لأنها ليست قرآن منزل من السماء .
- وإجراء تفاهامات مع خمسة تنظيمات في أديس أبابا في عام 2008 أرجو أن ترجع إلى تلك التفاهمات وإستخراج النقاط المريبة إن وجدت.
- رئيس المؤتمر الإسلامي شارك بورقة في مؤتمر لندن التي نظمته منظمة سدري بالله عليك أقرأ تلك الورقة ومنشورة في موقع التنظيم وأبدي ملاحظاتك عليها قبل أن تتحدث بالكلام المرسل .
- التنظيم أجرى تفاهمات ثلاثية في أديس أبابا على هامش ملتقى الحوار الوطني مع ثلاثة تنظيمات والمحضر منشور في موقع النهضة هل تلك البنود فيها ما يريب ؟
- ولدي أيضاً معلومات سرية للغاية بأن المؤتمر الإسلامي يجري إتصالات مع حركة الإصلاح والحزب الإسلامي ، وحوارات متقدمة جداً مع حزب النهضة والمجلس الإسلامي للدعوة والإصلاح كلٍ على حدا.
ليس هناك ما يريب في كل ما ذكر لكن في تقديري يبدو علي عافة دخل بطريق مباشر أو غير مباشر مع المجموعة التي تخوض معركة إعلامية ضد المؤتمر لحساب الغير .
وفي الفقرة الرابعة يختزل التنظيم كله وعضويته في ثمانية أشخاص وأنا هنا صراحةً أعذره لأنه يجهل التنظيم تماماً . أخي الفاضل إما أنك تخوض معركة بالوكالة لا تعرف عواقبها أو أنك تجهل عن هذه الجماعة يرجى منك البحث والتعرف عليها وعلى برامجها وحينها تكلم بالعلم وليس بالطريقة التي تتحدث عنها .
بتاريخ 03/05/2006 م بعد شهرين تقريباً من إنشقاق مجموعة حسن سلمان من حركة الإصلاح تشرفت بدعوى كريمة قدمت اليً ممثلاً لإحدى الروابط الطلابية من منظمي المؤتمر التأسيسي للحركة الإسلامية لطلاب وشباب إرتريا (الجناح الطلابي للمؤتمر الإسلامي) في قاعة الشارقة بالخرطوم وكان الحضور يتجاوز الخمسمائة شخص اكتظت بهم القاعة وكان الكثير يتابع سير المؤتمر من خارج القاعة ، هل يعقل أن تقارن تنظيم جديد عمره لا يتجاوز الشهرين أن يحشد هذا العدد ثم تتحدث بعد أربعة سنوات وتقارنه مع حروي وزوجته ؟؟؟ وإذا كنت تقصد أن ثمانية أشخاص قاموا بفعل هذا الحدث فيجب أن يشكروا ويحترموا ويرفعوا فوق الرؤوس لإمكانياتهم لحشد هذا العدد .
وفي عام 2008 تحت رعاية تنظيم المؤتمر الإسلامي الإرتري تم المؤتمر التأسيسي للرعيل الأول والمحاربين القدامى الذين أكلهم الدهر بعد أن قدموا حياتهم في سبيل تحرير إرتريا وتنكرت عنه تلك التنظيمات التي تعج بها الساحة السياسية الإرترية يتم ذلك في ظل وجود تنظيمات من كبار عتاة مكة التي لم يرق لها أن ترى الرعيل الأول يتم تأسيسه تحت رعاية المؤتمر الإسلامي وكان هناك تهديد صريح لتلك المجموعة من قِبل التنظيمات التي تعطي لنفسها حق أهل الحل والعقد وهذا ما كنا نشاهده في الأزقة والطرقات في المدن السودانية .
وهنا وللأسف الشديد طالت الإساءة كافة تنظيمات التحالف الديموقراطي التي قدمت الدعوة للمؤتمر الاسلامي للإنضمام إليه في مؤتمر 2008 وقبوله بالإجماع ثم توليه نيابة وسكرتارية التحالف فهل تحكم التحالف أنظمة وقوانين يتم من خلالها تحديد العضوية أم أن الأمر عبث ومحسوبيات أم أن عافة يعرف ما لا تعرفه هذه القوى مجتمعة ام ان الأمر لا يعدو مناكفات سياسية لا إعتبار لها ام هي حالة مرضية يتم معها التنكر للواضحات للوقوع في الفاضحات كما قال الشاعر :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ * وينكر الفم طعم الماء من سقمِ
ويبدو هنا وكأننا نتفق مع احمد صلاح الدين أن أزمة المسلمين في إرتريا في أنفسهم لأن هذا النوع من الخطاب المشحون بالكراهية والتضليل تجاه طرف سياسي وكيان إسلامي قائم وموجود يعد نوعاً من إعادة الأزمة التاريخية للمسلمين وأن مثقفينا لا يستفيدون من عبرة التاريخ وإلا كيف سمح الكاتب لنفسه بالهجوم على كيان سياسي لم يدخل في المعمعة الإعلامية بأجهزته الرسمية ومؤسساته وهذا نوع من العقل الذي نفاه الكاتب عن المؤتمر ويقع كل هذا الهجوم بمجرد أن بعض أفراد المؤتمر تناولوا الكاتب بحق أو باطل فتكون المسؤولية جماعية لتصرف فردي ما أبعد هذا النوع من المنطق عن العدالة والله في عون الشعب الإرتري.
وهنا من حق كل فرد أن يطرح سؤالاً وهو لمصلحة من يكون الهجوم على المؤتمر الاسلامي في هذه المرحلة التي تتطلب تضافراً وتلاحماً وتجاوزاً للمرارات ؟؟
وبخصوص الإستثمارات والمخابئ التي تم الإبلاغ عنها لأجهزة الأمن السوداني ، أولاً هذه معلومات سرية للتنظيم بأي صفة تحصلت عليها هل بصفة تنظيمية -وبالتالي سقط القناع- واهلنا لايتلثمون – أم بصفة اخري وبالتالي وقعت فيما اتهمت به الاخرين من ازدواجية العضوية والتصنيف على الاساس الاجتماعي ؟؟؟ فإذا كنت أنت تتحصل على مثل هذه المعلومات وراء البحار هل تظن أن الأجهزة السودانية سوف تغيب عنها هذه المعلومة ؟؟ المعروف والمؤكد أن جميع تنظيمات المعارضة كانت تقف في طابور طويل تنتظر الحصول على مخصصاتها من قِبل أجهزة الأمن السوداني قبل أن يغادروا إلى أديس أبابا ، فهل يعقل حكومة تطعمك وتمولك وتؤمن قياداتك في حلهم وترحالهم تعجز أن تتعرف على ممتلكات التنظيم ؟ أم تعني أن المؤتمر الإسلامي إنتزع هذه المؤسسات الإستثمارية لكي تكون تابعة له عند انشقاقه . مصادرك الخاصة ضعيفة جداً وغير مواكبة لمتغيرات الأحداث وحتى الأن تزودك فقط بالمعلومات التي كانت تقال قبل أربعة سنوات ، وأرجو أن تستوضح منهم أكثر عن الشأن الداخلي للتنظيم وكيف تسير الأمور للحزب الجديد تحت مسمى (الحزب الديمقراطي لشرق السودان ) الذي ربما يعول عليه أن يكون بديلاً لتنظيمهم القديم في حالة السودنة الجديدة التي اتجهوا إليها.
وما أنصحك به هو أن تتعرف على المؤتمر عن قرب على سياساته وأفكاره دون الدخول في المناكفات معه وليس بالضرورة أن تعادي كل من خالفك وإنما خلق بيئة للتواصل والتحاور هي المخرج من كل الأزمات .
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9920
أحدث النعليقات