Lord of War (Nicolas Kage)
محمد سعيد إبراهيم عبد الله “التركي”
(الفيلم للمخرج Andrew Niccole تدور أحداثه في مناطق الأزمات الأفريقية ودور نيكولاس بطل الفيلم لا يتعدى دور السمسار الذي يعمل في الاتجار بالسلاح) بعد فشل مطعم العائلة الخاص بهم, قرر يوري أورلوف (نيكولاس كيج) أن يتاجر بالسلاح بعد أن وجد أنه يجيد هذا العمل, قام بتجنيد أخيه الأصغر (جاريد ليتو) لحسابه, حيث بدأ بجني الثروة وعيش حياة الرفاهية بصحبة صديقته الجديدة افــا (بردجيت موينان), لكن كان على يوري أن يكافح لكي يبقى أسبق بخطوة أمام عميل الإنتربول (إيثان هوك), ومنافسيه في العمل, وحتى أمام زبائنه الخاصين وتفوق على ((إيثان هوك) وعلى منافسيه وعبّر المحيطات ليغذي الحروب في الدول الأفريقية بالأسلحة الفتاكة مقابل المال، زوجته الفنانة التشكيلية خطر في بالها محاولة النجاح كإنسانة بعد أن خاضت تجربة مرارة الفشل في الفن بعد أن قام بإقناعها وتحريضها عميل الإنتربول فقامت بمراقبة زوجها حتى توصلت إلى غرفة العمليات الخاصة به ومخابئه وأوقعت به في يد السلطات القانونية وفي غرفة الاستجواب قال “يوري” بكل ثقة : للضابط الذي كان يحقق معه (إيثان هوك) عميل الإنتربول (الأن سيقوم من هو أعلى منك رتبة باستدعائك وسيقوم بإطرائك ومكافئتك وستحصل على ترقية وسأخرج أنا “لأنني أعمل لحساب رئيسك” من هذا الباب وأشار بيده إلى الباب الخلفي) وفعلاً حدث كل ما قاله يوري.
هذا الفيلم يفضح الممارسة اللا أخلاقية لقادة الدول التي تسمي نفسها بالعظمى في حق الإنسان الأفريقي وهو فيلم رائع جداً وجدير بالمشاهدة لأنه يعكس معاناة الإنسان الأفريقي ومن يدير ويدبر الحروب له ؟ ولماذا تدار تلك الحروب؟.وهو شاهد على المعايير التي تقدح بها الأنظمة ومؤسساتها، كما أن فضيحة جهاز الـ(CIA) حينما طالبوا بزيادة الميزانية السنوية المصدقة من الكونغرس وقابل أعضاء الكونغرس بالرفض لطلب الزيادة في الميزانية فما كان منهم إلا أن باعوا وروجوا المخدرات في أحياء الزنوج الفقيرة حتى يحصلوا على الميزانية المطلوبة. (المجلة الأسبوعية news week) أحد كتاب الأعمدة من ذوو النزعة الإنسانية. ولنا أن نرى من هنا اختلاف المعايير وتباين الرؤى التي تعمل بها هذه الأجهزة التي تدعي الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان.
وفي الحوار الذي أجرته الصحفية البريئة تماماً من الجنون مع سمسار أفريقيا الأول كان السؤال التالي:
جين دوتون : ولكنك تسمح لإيران بتمرير الأسلحة من ….. خلالك أنت أيضا اسياس (مقاطعا) : أين الأدلة، هل نحن بحاجة إلى أسلحة من إيران؟ إذا أردنا إعطاء أسلحة لأي جهة لا نحتاج إلى إيران، فنحن لدينا الكفاية، عندنا أكثر مما نحتاج إليه، نستطيع تسليح ثلاثة أربعة دول، نحن لا نحتاج إلى أسلحة من إيران، ليس لدينا رغبة سياسية لنعمل لحساب أي جهة في هذه المنطقة .أبداً؟
ومن هذه المقاطعة التي أمامنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي هل ارتريا من الدول المتقدمة في صناعة السلاح ليكون بإمكانها تسليح أربعة دول؟ من أين لك هذا الفائض؟ ما هذه “البجاحة” والثقة الزائدة في الرد على أسئلة الصحفية التي هي كثقة “يوري” في نهاية الفيلم (وسأخرج أنا من هذا الباب الخلفي “لأنني أعمل لحساب رئيسك”) الدور الذي يلعبه أسياس أفورقي في المنطقة لا يتعدى أن يكون سمسماراً أو عميلاً مزدوجاً وليس رئيساً للدولة التي من المفترض أن يسعى إلى استقرار وأمن مواطنها؟ ولا نحتاج إلى دليل أكثر من (“سيارات النقل” لأولاد راشد) التي كانت تأتي محملة بالسلاح عبر الحدود الارترية السودانية والتي تقوم بإتمام حمولتها من الشباب الارتريين من معسكرات اللاجئين في شرق السوادن في خلفية كل (“سيارة نقل بضائع تايوتا”) عدد عشرين لاجيء يجلسون على كمية من المتفجرات تكفي لتحول هذا العدد إلى رماد في حالة الإنفجار في طريقها إلى معبر رفح عبر صحراء سيناء والتي اصطادتها الصواريخ الإسرائيلية الموجهة في شرق السودان واحترقت قافلتين خلال خمسة عشر يوماً في نهايات العام الماضي في ما يفوق عدد الثلاثين سيارة محملة بالسلاح والارتريين اللاجئين الذين تحولت جثثهم إلى أكوام من الفحم تناثرت في الصحراء بين مصر والسودان بقع سوداء لتجسد لوحة طبيعية لأبعاد وعمق الجرح الارتري الفاتر، أيام العدوان الظالم على أطفال غزة.
فمن المسئول عن موت هؤلاء الشباب الارتريين في هذه المحرقة أليس هو “السمسار” فإننا لا نملك الحق بمسألة رئيسه ولكننا نستطيع أن نمنع هذا السمسار من الخروج من “الباب الخلفي” فغرف التحقيق ليست في مقر الـCIA أو في مقر “الموساد” وإنما في داخل ارتريا التي دُكَّ فيها حصن كبار العتاة والمجرمين من قبل.
ولأن السمسار يعي تماماً تأثير دور السمسار والسمسرة والتهريب البشري في خلق حالة عدم الإستقرار للدولة وزعزعة أمنها، عندما رقص الشباب الارتريون على إيقاعات نهج رب البيت الضارب على الدف وعملوا على تهريب الفارين من إخوتهم من هول النظام وبشاعة حاكمهم وبحثوا عن الثراء السريع في تهريب إخوتهم. أصدر قراراً يقتدي الرمي بالرصاص لكل من يعمل في هذا المجال. ونُفذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص على عدد من الشباب في الشوارع الارترية أمام أعين أمهاتهم وأمام المارة لإرهاب المواطنين ؟ فأين هو القانون في الدولة الذي يحدد نوع الجريمة ومداها وعقابها بمواد من القانون ولا تتجاوز حدودها إلى الانتقام وإرهاب المواطنين.
الم يكن هناك طريق إلى النحو منحى الإصلاح و إعادة التأهيل لهؤلاء الشباب حتى إذا ما جرمهم القانون؟ ألم يكن بالإمكان التحول من العقوبات الاستئصالية و البدنية إلى العقوبات السالبة للحرية و منها السجن؟ .الم يكن حرياً بمن يحكم الدولة إعادة النظر في القوانين التي تدعوا هؤلاء الشباب إلى الهروب من وطنهم إلى المجهول؟!
ثم لماذا يعاقبون إذا كان من هو قدوة لهم بدأ الاتجار بالبشر قبل الحرية وكانت أولى العمليات له في مجال السمسرة والاتجار بالبشر حينما اشترك وتعاون في تهريب الفلاشة الاثيوبين إلى اسرائيل تحت غطاء ما يسمى بمعسكرات اللاجئين الارتريين وليس من المستبعد أن يكون هو المسئول الأول في هجرة الشباب الأرتريين إلى إسرائيل لشئ في نفسه ونفس الطائفيين الذين يدعمونه.
ثم لماذا يعدمون ؟ إذا كان وكلاء السمسار اسياس في ضواحي قندع يلتقون “بأولاد راشد” وتكوين عصابات منهم ودعمهم والإتفاق معهم وتوفير العملة الصعبة والحصانة لهم وأمرهم بجلب الحبوب الغذائية من السودان والبن من أثيوبيا ، وتهريب الخمور “التي تنتجها المصانع الارترية” والمواد السامة التي تنتجها الشركات الإسرائيلية مخلوطة بأدوات الزينة والتجميل النسائية وحلويات الأطفال إلى السودان. حتى أنه بطريقة ما برع في هذا المجال وصارت ارتريا من الدول الأولى في تصدير البن على حساب الجارة أثيوبيا ، كما أصبح بذات الطريقة بإمكانه تسليح أربعة دول من دول العالم ؟ أما كان به الأولى أن يحكم على نفسه بالإعدام قبل أن يحكم على من خط لهم النهج من أبنائنا بالإعدام رمياً بالرصاص في الشوارع.
ثم مال السمسار في محاولة منه لزيادة مخزونه من السلاح إلى إيران بإقحام ارتريا في الحرب التي تخطط لها إسرائيل بين العرب السنين والفرس الشيعة لإضعاف القوتين. واما بالنسبة لإيران وبحثها لموطئ قدم في المنطقة الارترية بدأت محاولتها في الخرطوم في العام 2006م عندما قامت باستدراج بعض الشباب الإرتريين ومهدت للقائهم في القنصلية الإيرانية في محاولة لتجنيدهم وتكوين حزب شيعي لهم في ارتريا وحاولوا استقطاب بعض الشباب الذين لم تستطع التنظيمات المعارضة توظيف قدراتهم والذين لهم القدرة على العمل السياسي والذين لهم طموحات سلطوية أو أطماع مادية (وما أكثر الرأسماليين الأرتريين الذين تنتفخ خزائنهم بإسم هذا الشعب المغلوب).
وفي استجلاب إيران ومذهبها الشيعي إلى ارتريا ما يحقق لحزب “الهقدف” الطائفي دولار وفتنة طائفية “بحجر واحد”. الهدف الأول هو المزيد من مخزون السلاح حتى تكون الدولة قادرة على تسليح عشرة دول أخرى ، والثاني جلب العداء العربي والاسلامي من المحيط للمواطن الارتري والذي يسعى الحزب الكنسي إلى إبعاده عن كل ما يتعلق بالهوية العربية والإسلامية وأفضل طريقة لبلوغ هذه الغاية هي جلب العداء للمواطن وعزله عن الدول المحيطة به، كما نجح في فتق النسيج الاجتماعي والاحترام والحب المتبادل بين الشعب السوداني والارتري حينما بادر بضرب السودان في العدوان الثلاثي والذي سنعود إلى تفاصيله في قراءات قادمة. وفضل الشعب السوداني على الشعب الأرتري لا ينكره إلا كل جاحد و(…….) فكل هذه المحاولات من حزب (الهقدف) هي مساعي وجهود ترمي لتطبيق البرنامج المعد مسبقاً والذي يشابه ما طبق في منطقة “البربر الأمازيق”. (راجع ملفات تنصير البربر الأمازيغ في شمال أفريقيا) والذي يهدف لعزل المجوعات المستهدفة في البرنامج عن ما يربطها بمصدر ثقافتها الأصلي من دين ولغة ومحيط اجتماعي لإضعاف الشريحة المستهدفة ثم تطبيق البرامج بعد الإنفراد التام بتلك الشريحة التي تكون قد هيأت بعملية إفراغ روحي وبعد عن مصدر الثقافة الأصلي ومن ثم إعادة “الشحن و التعبئة” ويرى الراعون لهذا البرنامج إنه ذهب إلى مدى بعيد في أرتريا برفعهم التمام لزعمائهم في الموساد حتى صرح المؤرخ الإسرائيلي البرفسور (هاجا أيرلي) في محاضرة له بعنوان “الشرق الأوسط والإسلام” التي ألقاها في جامعة أديس أبابا، بحضور جمع غفير من الكتاب، والمؤرخين والمثقفين، وغيرهم من الشخصيات الرسمية، وقال فيها: (إن الشرق الأوسط لم يعد منطقة إسلامية بحتة، وأن القاهرة لم تعد عاصمة إسلامية… لقد تغير الوضع كليا، فالسيطرة الإسلامية لهذه المنطقة انتهت ببروز دولة “إسرائيل”، “وإرتريا” التي يسيطر عليها “المسيحيون؟؟؟!!!!”، وبوجود دولة إثيوبيا المسيحية العريقة). (عَجّبْ كِنيِ) عجباً!! تري من “رفع التمام” لهذا المؤرخ قاتل الأطفال الأبرياء وأخبره بأن ارتريا أصبحت دولة مسيحية مطلقة؟!. أليست ارتريا دولة للمسيحيين والمسلمين واللا دينين على السواء؟! أم أن السكوت أو التراضي على أن تكون الإجازة الرسمية للدولة يوم “الأحد” أعطى لهذا الصهيوني الجبان وأتباعه الحق في أن يصرح بما قال؟!!.
والآن تجري محاولات لفرض مجموعة جديدة لتواصل نفس النهج والزج بها في صفوف المعارضة الارترية أو محاولة إقصاء المعارضة برمتها من الوضع السياسي حتى يتثنى لهم إكمال ما بدءوه رواد حركتهم. فالحذر كل الحذر من أن تتجدد عملية الغطاء والستار السابقة في الجبهة الشعبية من “حزب الهقدف”. فليس في برنامج هذا الحزب لهذا الشعب إلا الأزمات الموقوتة بمختلف ألوانها والتي لم تبدأ ساعتها في العد التنازلي بعد. وتبدو الأزمات في أفريقيا وكأنها السرطان الذي يستشري في الجسد. بالأمس كانت ثورات التحرر النبيلة تملأ القارة السمراء واليوم تملأها صراعات طائفية وقضايا تهميش وهذا كله لوجود بعض تجار السلاح في الوسط الأفريقي. (وسيخرجون من الباب الخلفي هذه المرة هذه المرة حتى يكملوا دور العمالة، ولكن بعدها سينتهون نهاية كل عميل باع شعبه).
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=2086
أحدث النعليقات